شادي صلاح الدين (لندن)

يبحث النظام التركي ورئيسه رجب طيب أردوغان سبل تغيير الواقع العسكري على الأرض بسوريا عبر التدخل لإجبار قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على تسليم بلدة عين عيسى الاستراتيجية بريف الرقة الشمالي.
وذكر موقع «المونيتور» في تقرير له أن بلدة «عين عيسى» لاتزال تعاني القصف اليومي من قبل مدفعية الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقريره الصادر في 10 ديسمبر الجاري، إلى أن التفجيرات التي نفذتها تركيا والمعارضة شردت خلال شهر نحو 7 آلاف مدني كانوا يخشون حدوث عملية عسكرية تركية تلوح في الأفق.
وتعتبر عين عيسى ذات أهمية استراتيجية، حيث إنها تشكل عقدة مواصلات رئيسية تربط محافظتي حلب والحسكة عبر الطريق السريع الذي يمر عبرها.
وعلى صعيد موازٍ، توصلت قوات سوريا الديمقراطية في 10 ديسمبر إلى اتفاق مع روسيا والحكومة السورية لنشر نقاط مراقبة مشتركة في البلدة لمراقبة وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع تركيا والولايات المتحدة وروسيا في شمال سوريا.
ونص الاتفاق على إنشاء ثلاث نقاط مراقبة مشتركة في عين عيسى، إحداها إلى الغرب، وأخرى إلى الشرق، وثالثة على طريق الرقة - حلب الدولي شمال البلدة.
وذكر الموقع أنه التقى أحد قادة المعارضة السورية الموالية لتركيا، يحمل أسم «الفاروق أبو بكر» والذي زعم أن دخول الجيش السوري الحر إلى عين عيسى والمدن والبلدات الأخرى التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية مسألة وقت فقط، معترفاً بوجود علاقة قوية بين قواته وتركيا، مدعياً أن ما يقومون به هو «حرب على الإرهاب». وقال الصحفي السوري المتخصص في الشؤون التركية، أحمد حسن، لـ «المونيتور»: «لا يوجد قرار تركي بعد بشن عملية عسكرية في عين عيسى، في الوقت الحالي، تهدد تركيا بتوجيه، مثل هذه العملية للضغط على روسيا لإجبار قوات سوريا الديمقراطية على تسليم عين عيسى».
في غضون ذلك، يبدو أن الولايات المتحدة تعمل على نهج سياسي بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا من أجل منع عملية عسكرية. وأشار الصحفي السوري إلى وجود ثلاثة سيناريوهات: الأول تضغط تركيا على المعارضة السورية لممارسة ضغط عسكري على قوات سوريا الديمقراطية، سواءً بقطع طريق حلب - الرقة الدولي أو فرض حصار على عين عيسى.
السيناريو الثاني: تسليم عين عيسى للحكومة السورية وروسيا، وهو ما ترفضه قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة.
لهذا السبب يبدو أن الولايات المتحدة تضغط من أجل إجراء مفاوضات بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية لحل جميع النزاعات.
أما السيناريو الثالث: هو عملية تركية واسعة على عين عيسى والمنطقة الحدودية المتبقية تجاه العراق، وفي هذه الحالة، ستواجه أنقرة مطرقة عقوبات أميركية لن ترحمها.
وأكد أن هدف تركيا من هذا التصعيد هو إضعاف قوات سوريا الديمقراطية والضغط عليها لفك الارتباط مع حزب العمال الكردستاني.