دينا محمود (لندن)
بعكس كثير من التحليلات التي تتوقع أن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لن يلعب سوى دور سياسي عابر في تاريخ بلاده، وأن تقدمه في السن ربما لن يسمح له بالبقاء في البيت الأبيض، سوى لفترة رئاسية واحدة وربما أقل، شدد محللون غربيون على أن بايدن لن يكون «رئيساً انتقالياً، أو جسراً تنتقل عبره السلطة إلى نائبته كامالا هاريس».
فبايدن الذي أكمل قبل أقل من 40 يوماً عامه الثامن والسبعين، كان يحلم بالوصول إلى المكتب البيضاوي، طوال مسيرته السياسية، التي بدأها بالفوز بعضوية مجلس الشيوخ عام 1972، عندما أصبح آنذاك سادس أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة، بل إن مذكراته «أبي عِدني»، حملت اسمها من الرغبة التي أبداها له نجله الراحل «بو» قبل وفاته في عام 2015، بشأن ضرورة ترشحه للرئاسة.
وفي مقال نشرته صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، قالت المحللة السياسية سارة باكستر: إنه «بغض النظر عن المحاولات المستميتة للرئيس الجمهوري دونالد ترامب لقلب نتائج الانتخابات الأخيرة، فإن بايدن الذي سيصبح الرئيس الأكبر سناً في تاريخ الولايات المتحدة عندما يدخل البيت الأبيض بعد أقل من ثلاثة أسابيع، لن يتخلى عن السلطة بمجرد أن يتذوق طعمها، وسيتشبث بها تماماً مثل سلفه».
ونقلت المحللة السياسية البريطانية، عن مستشار سابق للرئيس الأميركي المنتخب لم تذكر اسمه: إن تولي الرئاسة «يبدو واجباً مقدساً بالنسبة لبايدن، كما أن الاضطلاع بهذه المهمة يشكل جزءاً شديدة الأهمية من تركيبته النفسية.. خاصة أنه يعشق أن يكون مركز الاهتمام طوال الوقت».
واستبعدت باكستر أن تشهد السنوات الأربع المقبلة، نقل السلطة تحت أي ظرف من بايدن إلى نائبته، فـ«الطريقة الوحيدة التي ستصبح بها هاريس رئيسة خلال تلك الفترة، ستحدث حال وفاة الرئيس المنتخب فقط لا غير».
وأضافت: إن بايدن «لن يشعر بأنه ملزم بمساعدة نائبته على الترشح لانتخابات 2024، إذا شعر بأن لديه فرصاً أفضل للفوز».
ولكن الطريق أمام البقاء في البيت الأبيض ليس مفروشاً بالورود، إذ «ربما يثبت بايدن أنه عديم الفائدة في منصبه»، فضلاً عن أن التحقيقات الجنائية الجارية مع نجله هنتر بشأن الشبهات التي تحوم حول انتهاكه قوانين الضرائب وغسيل الأموال في تعاملاته التجارية مع دول أجنبية، ستلاحقه خلال السنوات المقبلة.
وثمة توقعات بأن «تلقي هذه التحقيقات بظلالها على رئاسة بايدن، خاصة في الفترة التي ستلي انتهاء الجدل الدائر حالياً حول نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة».
وبينما يُنتظر أن تركز وسائل الإعلام الأميركية، ذات التوجهات المحافظة، على ملف هنتر، حتى وإن لم يكن والده متورطاً فيه، فمن غير المستبعد، بحسب «صنداي تايمز»، أن ينخرط الإعلام الليبرالي كذلك في تغطية هذه القضية، التي ستجعل «بايدن يبدأ حكمه بشبح فضيحة، لا تطال أحد المقربين منه، وإنما ابنه نفسه».
ويرى مصدر مقرب من الرئيس المنتخب، أن بايدن سيمر بوقت عصيب، بمجرد أن يخرج ترامب من البيت الأبيض، فوسائل الإعلام ستوجه بوصلتها في هذه الحالة إلى شاغل المنصب، وليس إلى أي شخص آخر.