واشنطن (وكالات) 

انفجرت سيارة وسط مدينة ناشفيل بولاية تينيسي الأميركية أمس في حادث وصفته الشرطة بأنه عمل متعمد، وأنها تبحث فرضية العمل الإرهابي. وذكر مسؤولون من مكافحة الحرائق أن ثلاثة أشخاص نقلوا إلى المستشفى لكن إصاباتهم ليست خطيرة. 
وقال المتحدث باسم شرطة ناشفيل دون آرون: «الانفجار كان قويا كما ترون.. الشرطة والأجهزة الاتحادية الأمنية تجري تحقيقاً واسع النطاق.. نعتقد أن الانفجار كان متعمداً». وأضاف خلال مؤتمر صحافي أن دورية من الشرطة كانت لاحظت وجود «كارافان» مشبوه حينما توجهت تلبية لبلاغ عن إطلاق نار في المكان قبل وقوع الانفجار، لكنه لم يضف تفاصيل.
وأرسل بعد ذلك خبراء متفجرات إلى الموقع فيما أخلت الشرطة المباني المحيطة قبل وقوع الانفجار، وفق آرون الذي قال إن عدة فرق برفقة كلاب بوليسية تقوم بتمشيط المنطقة للتأكد من عدم وجود متفجرات أخرى، موضحاً أن لا مؤشر إلى وجود متفجرات إضافية. وأشار إلى أن الشرطة تتحقق أيضاً من المباني التي تضررت بحثاً عن ضحايا.
وقال آندرو مكابي النائب السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) لشبكة (سي.إن.إن) إن انفجارا بهذا الحجم سيتم التحقيق فيه على أنه عمل إرهابي محتمل. وأشار إلى أن الشرطة قد تكون الهدف المحتمل للانفجار بالنظر إلى أنها كانت تستجيب لبلاغ عن مركبة مشبوهة عندما انفجرت.
وقال الميجور جون كوبر متحدثا إلى المحطة التليفزيونية المحلية «دبليو كيه آر إن» «يبدو وكأن قنبلة كبيرة انفجرت». وقالت إدارة شرطة مترو ناشفيل «يبدو أنه عمل متعمد. أجهزة إنفاذ القانون أغلقت شوارع وسط المدينة، حيث تستمر التحقيقات». وتعمل وكالات اتحادية بينها الوكالة الفدرالية المختصة بالأسلحة والمتفجرات مع الشرطة المحلية في التحقيق.
وكانت السلطات في طريقها لموقع حدده بلاغ عن مركبة مشبوهة متوقفة قرب مبنى بنك في قلب المدينة عندما وقع الانفجار بعد الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي. وشعر سكان على بعد كيلومترات بالانفجار الذي دمر وأحرق سيارات أخرى وألحق أضراراً مادية كبيرة بمبان وواجهات المحلات القريبة واقتلع أشجاراً من مكانها، وتصاعد بسببه الدخان الأسود في السماء وكان مرئيا على بعد أميال.
وقالت مراسلة «العربية» في واشنطن، إن الشرطة تلقت بلاغاً بوجود شاحنة مشبوهة، وعند معاينتها انفجرت. كما أضافت أن الشرطة تبحث فرضية العمل الإرهابي، مشيرة إلى أن هناك ترجيحات بأن المبلغ عن السيارة سعى لاستدراج الشرطة للمكان، وأن فرضية التنفيذ عن بعد واردة في هذا الحادث. وذكرت أنه تم اعتقال بين 3 و5 أشخاص عقب التفجير، مؤكدة أن الشرطة تتحدث عن متفجرات متطورة في حادثة ناشفيل.
وطالب رجال الإطفاء في ناشفيل سكان المنطقة بالتحرك بعيداً عن الانفجار، داعين المواطنين أيضا بالابتعاد عن مبنى آخر تحسباً لوقوع انفجارات محتملة. وقالت خدمة وسائل النقل العام في المدينة، إن عملياتها لم تتأثر بالانفجار، وإنها ستستمر في تقديم خدماتها. وأعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في ناشفيل جوزيف بليزنت «عن نقل 3 جرحى وحالاتهم حرجة».
وحث رئيس بلدية ناشفيل جون كوبر المواطنين على البقاء بعيدا عن منطقة وسط المدينة في وقت بدأت فيه الشرطة والسلطات الاتحادية التحقيق. وقال إن من غير الواضح بعد إن كان توقيت صبيحة عيد الميلاد مقصوداً. وأضاف أن المحققين سيبحثون أيضا فيما إذا كانت إحدى البنايات في المنطقة هي التي كانت مستهدفة.
وقال عمدة ناشفيل، إن 20 مبنى على الأقل لحقت به أضرار جراء الانفجار الذي هز وسط المدينة. وكإجراء احترازي، تم تعطيل خدمة النقل العام. وأكد أن كل الجهود ستوضع لضمان الأمن بشكل تام، مضيفاً «كنا محظوظين لعدم وقوع عدد كبير من الضحايا، رغم الأضرار المادي) القوية لكن المحدودة». وتابع «حصل ذلك صباح عيد الميلاد، إنه لأمر مؤسف، لكن لو حصل ذلك في أي صباح آخر، لكانت النتيجة ستكون أسوأ نظراً لاكتظاظ هذا الحي التجاري بالمارة في الأيام العادية.
وأظهرت صور فوتوغرافية ولقطات مصورة من موقع الحادث أضرارا جسيمة لحقت بمبان قريبة وسيارات متوقفة، تمتد لعدد من الشوارع من نقطة الانفجار. ورجح حاكم ولاية تينسي، بيل لي، أن يكون العمل متعمدا، قائلا إن عناصر الشرطة المحلية والفدرالية «يقومون بواجباتهم على الأرض». وتم إبلاغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأفراد مجلس وزرائه بالحادث. وأعلنت وزارة العدل الأميركية وضع جميع الموارد اللازمة للتحقيق بالتفجير.