شعبان بلال وأحمد عاطف (القاهرة) 

واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إصدار أوامره باعتقال أعداد كبيرة من أفراد الجيش بتهمة الانضمام لحركة «فتح الله جولن»، والذي تقول أنقرة إنه كان وراء محاولة انقلاب فاشلة في 2016. 
وبدأ مكتب المدعي العام إقليم إزمير الساحلي في غرب البلاد، أمس، حملة اعتقالات لـ304 من أفراد الجيش من بينهم خمسة برتبة كولونيل وعشرة برتبة كابتن ومعظمهم في الخدمة، بزعم صلات لهم بشبكة «جولن». 
ومنذ محاولة الانقلاب، احتُجز حوالي 80 ألف شخص، تمهيداً لمحاكمتهم، وتم فصل أو وقف حوالي 150 ألف موظف مدني وعسكري عن العمل. وطرد أكثر من 20 ألفاً من الجيش وحده.
وينفي «فتح الله جولن»، المقيم في الولايات المتحدة، ضلوعه في محاولة الانقلاب التي قُتل فيها حوالي 250، بينما يستمر أردوغان في حملة الاعتقالات. 
وقال يافوز آجار، المحلل السياسي التركي: إن الاعتقالات الأخيرة أثبت مرة أخرى أن تهمة الانتماء إلى «منظمة فتح الله جولن» المزعومة أصبحت غطاء شاملاً لاعتقال من يريده الرئيس التركي من العسكريين أو المدنيين، موضحاً أنه على مدار 4 سنوات قام أردوغان بتصفية جهاز الأمن والمؤسسة العسكرية لأكثر من مرة مما أسماه أعضاء حركة «فتح الله جولن». 
 وأضاف لـ«الاتحاد» أن تهمة الانتماء إلى هذه الحركة جاهزة نمطية يوجهها أردوغان إلى معارضيه من أجل توسيع نطاق نظامه، مشدداً على عدم وجود أي أدلة ملموسة على هذه التهم، واصفاً حملة الاعتقالات بأنها «مسرحية ساخرة». 
وأوضح المحلل السياسي أن الجيش التركي أصبح خالياً من المحترفين وأداة بيد السلطة السياسية، تدور حيث دار أردوغان ومصالحه، مشيراً إلى أن أنقرة لن تتحمل المزيد من تصرفات أردوغان العشوائية في الفترة المقبلة. 
ولفت آجار إلى أن المعارضة التركية بدأت تمارس ضغوطات هائلة على تصرفات أردوغان، خصوصاً حول الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وحقوق الإنسان، وهو ما دفعه إلى الإعلان عن إجراء إصلاحات لم تحدث بعد، موضحاً أن الرئيس التركي سيضطر للإعلان عن انتخابات مبكرة بسبب ضغوطات الأحزاب المعارضة سواء المنشقة عن حزب العدالة أو التنمية أو غيرها. 
بينما أكد المحلل السياسي التركي جودت كمال أن احتجاز سلطات أردوغان لـ 306 من العسكريين للاشتباه بصلاتهم بجولن «وهم» يصدره أردوغان بأن نظامه معرض للاختراق من الخارج، متوقعاً أن تكون بداية غرق سفينة أردوغان خلال الفترة المقبلة بعد التمادي في تلك الاتهامات.
وأشار جودت لـ«الاتحاد» إلى وجود أزمة بين الرئيس التركي وعدد من أفراد الجيش بسبب رفضهم دخول سوريا، موضحاً أن ذلك دفع أردوغان إلى تصفيتهم بتوجيه اتهامات بأنهم ينتمون لحركة «فتح الله جولن».