وائل بدران (أبوظبي)

في خضم أزمة وباء كورونا المستجد، وعندما أغلقت دول العالم أبوابها مع تفشي وباء كورونا المستجد في إقليم «هوبي» الصيني في مارس الماضي، كانت الإمارات حاضرة بإنسانيتها وقيمها الراقية، لمساعدة العالقين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة، فضربت أروع الأمثلة في خطوة لم يسبقها إليها أحد.
 
المدينة الإنسانية
وفتحت الإمارات أحضانها في المدينة الإنسانية بأبوظبي للمئات من الرعايا الذين كانوا يدرسون أو يعملون في «هوبي» عندما كانت لا تزال بؤرة للتفشي، فوجدوا الترحاب منذ انطلاقهم من ووهان عاصمة الإقليم إلى العاصمة أبوظبي، حيث كانت مدينة الإمارات الإنسانية في استقبالهم. 
وتم تجهيز المدينة وفق أرقى المعايير التي تراعي في تصميمها الخصوصية، وتوفر وسائل الترفيه للأطفال والكبار في الساحات الخارجية، والأماكن الداخلية المجهزة بوسائل الترفيه، فيما تلبي المدينة أفضل معايير الأمن والسلامة، وذلك لضمان راحة الأشقاء والأصدقاء في وطنهم الثاني الإمارات عنوان الإنسانية.
والمبادرة جاءت تجسيداً لحرص دولة الإمارات الدائم على دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة، وتأكيداً لنهج العمل الإنساني الراسخ، الذي يعدّ ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية، التي لطالما أكدت قيادتها ضرورة مد يد العون والمساعدة لكل الشعوب التي تمر بظروف صعبة، من دون تمييز بناءً على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، بل استناداً إلى موقف إنساني نبيل. وبذلك، أثبتت الإمارات أن العمل الخيري لا يكون في وقت الرخاء فحسب، وإنما في كل الأوقات، وعند الشدة على وجه الخصوص. 

لفتة إنسانية
وفي لفتة إنسانية نبيلة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كتب سموه رسالة طمأن فيها الطلبة القادمين من الصين، وجاء في إحداها: «ابنتي وجدان: ندرك صعوبة مغادرة مكان كان لك داراً آمناً، خاصة وأنك تغادرينه بسبب أزمة غير متوقعة إلى أرض جديدة قد لا تعرفين فيها أحداً، ولهذا أحببنا أن نرحب بك شخصياً في الإمارات، نريدك أن تطمئني بأنك بين أهلك وأصدقائك وأنك ضيفة عزيزة مكرمة، وسنوفر لك الرعاية الصحية الكاملة وكل ما يلزمك لمتابعة الرحلة إلى وطنك متى كان ذلك آمناً لك، حللت أهلاً ونزلت سهلاً.. محمد بن زايد آل نهيان».
وتولت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وسفارة دولة الإمارات لدى جمهورية الصين الشعبية، التنسيق مع سفارات الدول المعنية، لتنظيم عملية الإجلاء ضمن جهود الإمارات المستمرة، لتعزيز التعاون مع الحكومة الصينية، من أجل احتواء انتشار الفيروس.
وتكاتفت كل الجهود الوطنية المشتركة والجهات الحكومية والخاصة في دولة الإمارات لإنجاز هذه المبادرة الإنسانية في زمن قياسي، ما يجسّد نهج الإمارات الراسخ في العطاء والتلاحم والتآزر لخدمة الإنسانية، والوقوف إلى جوار الأشقاء والأصدقاء والتضامن معهم في الظروف الصعبة. وشارك في تجهيز مدينة الإمارات الإنسانية نماذج مضيئة من المتطوّعين من شباب وشابات الإمارات، ليرسموا لوحة إنسانية فريدة مضمونها أن أبناء زايد الخير هم نبراس للعطاء، ورموز ملهمون للتضامن مع الأشقاء والعمل الإنساني من دون انتظار مردود أو مقابل.

«لم الشمل»
شكلت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، فريق عمل لـ«لم شمل الأسر الخليجية»، خلال فترة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19»، وكانت مهمته تسهيل الإجراءات كافة اللازمة لدخول أكثر من 10 آلاف مواطن خليجي سالمين إلى دولة الإمارات من خلال المنافذ البرية، وذلك بالتنسيق مع السفارات والبعثات التمثيلية للدولة في الخارج والجهات المعنية كافة في الدولة. وبذل فريق العمل جهوداً دؤوبة، تركت بصمة جلية في لم شمل الأسر الخليجية مع بعضها البعض، حيث غلّبت مصلحة دولة الإمارات ومواطنيها ومقيميها فوق كل اعتبار رغم كل الظروف الصعبة والتحديات التي واجهتها الدولة، خلال فترة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19».