حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)

كشفت مصادر ليبية مطلعة عن تحركات يقودها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» فايز السراج للدفع برئيس المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس المهندس مصطفى صنع الله الذي ينحدر من مدينة مصراتة لتشكيل حكومة ليبية جديدة منفصلة عن الرئاسي.
وأكدت المصادر الليبية في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن رئيس المجلس الرئاسي يرى في «صنع الله» الشخصية الأنسب لتولي الحكومة الجديدة، موضحةً أن الأخير يحظى بشرعية إقليمية ودولية واتصالات جيدة مع كافة الأطراف المنخرطة في الصراع الليبي، فضلاً عن كونه من مصراتة التي ستسند لأحد أبنائها مهمة تشكيل الحكومة.
وأشارت المصادر الليبية إلى أن فايز السراج يسعى لإجهاض أي تحركات تقودها أطراف دولية للدفع بوزير داخلية حكومة «الوفاق» فتحي باشاغا لتولي رئاسة الحكومة الجديدة، لافتةً إلى أن أحد أبرز السيناريوهات المطروحة هو ترشيح «صنع الله» لرئاسة الوزراء لتقويض أي طموح للوزير «باشاغا».
وأوضحت المصادر أن رفض رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله تحويل العائدات النفطية لمصرف ليبيا المركزي في طرابلس رفع أسهمه بشكل كبير في الشارع الليبي، لافتةً إلى أن الهدف الحالي للسراج هو كيفية منع فتحي باشاغا من تولي رئاسة الحكومة الجديدة.
وفي طرابلس، جدد رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، مصطفى صنع الله، تمسكه باحتفاظ المؤسسة بالعوائد المالية لتصدير النفط إلى الخارج بالمصرف الليبي الخارج، مواصلًا التصعيد ضد محافظ مصرف ليبيا المركزي الذي اتهمه بالمسؤولية عن إهدار مليارات الدولارات على الليبيين.
وتحدث صنع الله خلال مقطع فيديو نشرته صفحة المؤسسة الوطنية للنفط عمن وصفهم بـ«الديناصورات والقطط السمان والوحوش الذين أثروا من المال العام»، بحسب تعبيره.
وتساءل صنع الله: أين ذهبت الـ186 ملياراً من إيرادات النفط خلال السنوات الأخيرة والتي أحيلت إلى المصرف المركزي؟ مضيفاً: «هل تحسن الوضع المعيشي لليبيين، وهل توافرت السيولة النقدية، وهل تم بناء مشاريع جديدة؟ في الواقع لا، بل إن هناك ديناصورات لديهم مئات الملايين باعتمادات وهمية من المصرف المركزي».
من جانبها، أكدت الحكومة الليبية المؤقتة أنها تابعت عن كثب الكلمة التي وجهها رئيس المؤسسة الوطنية للنفط بطرابلس، مصطفى صنع الله، والتي أفصح خلالها عن حجم الفساد الذي يشوب عمل مصرف ليبيا المركزي برئاسة «الصديق الكبير».
وقالت الحكومة المدعومة من مجلس النواب الليبي في بيان: «لقد بين صنع الله في كلمته حجم المليارات التي دخلت خلال الأعوام الأخيرة، للخزانة العامة بفضل عائدات النفط، مصدر الدخل الوحيد لليبيين، دون تحسن يذكر في المستوى المعيشي للمواطن».