أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم) 

عمّ الحزن الشارع السوداني على رحيل الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي، وإمام الأنصار وآخر رئيس وزراء منتخب عن عمر يناهز 85 عاماً. 
وأعلن رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك حالة الحداد العام في السودان لمدة 3 أيام، اعتباراً من أمس، كما وجه مجلس الوزراء بتنكيس الأعلام في جميع مرافق الدولة ومؤسساتها والسفارات السودانية، حداداً على وفاة المهدي.
ويصل جثمان الفقيد إلى السودان صباح اليوم ليوارى الثرى في قبة الإمام المهدي بمدينة أم درمان. وناشد حزب الأمة، في بيان له، الجميع باتباع الإجراءات الصحية واللازمة خلال العزاء. 
وطالب الواثق البرير، الأمين العام للحزب، الجميع بالتزام أماكنهم في الولايات والمدن والقرى، وتلقي العزاء في دور الحزب بالولايات، تجنباً للازدحام وانتشار الوباء. 
وقالت كريمته الدكتورة مريم الصادق المهدي، نائبة رئيس حزب الأمة في أول تصريح لها: «رحم الله إمام الأنصار أيقونة الديمقراطية، الذي عاش صابراً على الشدائد والمشاق، رغبة في دوام القرب والتلاقي، ونحمد الله الذي اصطفاه شهيداً للوباء». 
ونعى الشعب السوداني بكل أطيافه وقياداته الفقيد، واعتبروا رحيله خسارة كبيرة للسودان، في مرحلة دقيقة كانت تحتاج إلى حنكته وخبرته. 
ونعت الأمانة العامة لـ«حزب الأمة» المهدي، الذي قالت إنه أحد رجال السودان الأوفياء، الذين قدموا، وما استبقوا شيئاً من أجل خدمة الإنسانية جمعاء. 
وأصدر الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، بياناً رسمياً يحتسب فيه وأعضاء المجلس المهدي، الذي قال إنه من أهل السودان الأوفياء، وأنه بذل نفسه خدمة للقضايا الوطنية والسياسية والإنسانية، وظل عطاؤه متصلاً طيلة عمره. 
ومن  جانبه، قال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك: «إن السودان فقد علماً من أعلام الفكر والأدب والسياسة، وإن المهدي كان نموذجاً للقيادة الراشدة».
وقال الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نائب رئيس مجلس السيادة: «إن السودان فقد برحيل الصادق المهدي سراج الحكمة والوعي».
فيما قال المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، إن السودان فجع برحيل علم من أعلامه، ومفكراً وحكيماً من حكمائه.
وللمهدي العديد من المؤلفات من بينها، الديمقراطية عائدة وراجحة، والسودان إلى أين، والإسلام والنظام العالمي الجديد، ومياه النيل الوعد والوعيد. 
وكان المهدي آخر رئيس وزراء منتخب في السودان حتى أطاح به الانقلاب العسكري، الذي أوصل الرئيس المعزول عمر البشير إلى السلطة عام 1989.
وظل المهدي معارضاً لنظام البشير، وشارك وحزبه بفاعلية في ثورة ديسمبر 2018، التي أطاحت بالبشير في أبريل 2019، وقام من قبل بالمشاركة في الثورتين الشعبيتين في عامي أكتوبر 1964 وأبريل 1985، اللتين أطاحت بحكمين ديكتاتوريين سابقين. 
وقد تعرض السياسي السوداني المخضرم للسجن عدة مرات، وأجبر على النفي لسنوات طوال.
وفي القاهرة، نعى أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية الصادق المهدي، وقال: إن التاريخ سيذكره قائداً سودانياً كبيراً وحكيماً.