الرباط (وكالات)
أطلق الجيش المغربي النار رداً على استفزازات مقاتلي ميليشيات «البوليساريو»، على طول الجدار الذي يفصلهما في الصحراء المغربية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء المغربية.
وقالت الوكالة «منذ 13 نوفمبر 2020، قامت ميليشيات البوليساريو باستفزازات عبر إطلاق النيران على طول الجدار الأمني دون إحداث أي أضرار بشرية أو مادية بصفوف القوات المسلحة الملكية». وأضافت «تنفيذاً لأوامر بعدم التساهل مع أي استفزاز من هذا النوع، فقد ردت العناصر الباسلة للقوات المسلحة الملكية بشكل حازم على هذه الاستفزازات، ما خلف تدمير آلية لحمل الأسلحة شرق الجدار الأمني بمنطقة المحبس».
وتقع المحبس شمال «الجدار الدفاعي»، الممتد على حوالي 2700 كيلومتر، والذي يفصل القوات المغربية عن مقاتلي «البوليساريو»، وتحيط به المنطقة العازلة وعرضها 5 كيلومترات من الجهتين.
بدوره، قال رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، إن الاستفزازات الأخيرة التي لجأت إليها «البوليساريو» جاءت «نتيجة الهزائم المتلاحقة التي مُنيت بها الأطروحة الانفصالية».
وأضاف العثماني، في تصريحات مساء أمس الأول، بخصوص عملية تأمين معبر الكركرات، إن «الهزائم المتتالية التي مُنيت بها الجبهة الانفصالية، داخلياً وخارجياً، ووازتها في المقابل الانتصارات ذات البعد الدبلوماسي والاقتصادي والتنموي التي حققها المغرب، جعلتهم يتحولون إلى قطّاع طرق».
وحرص العثماني في كلمته، على توجيه إنذار إلى جبهة البوليساريو من مغبة الإقدام على محاولة استفزاز المغرب مرة أخرى، على غرار ما قامت به في معبر الكركرات، بقوله: «القوات المسلحة الملكية لكم بالمرصاد كلما سولت لكم أنفسكم تجاوز الحدود، وإن عدتم عدنا».
وأضاف العثماني أن «المغرب تحلّى بدرجة عالية من الصبر، ونبه الأمم المتحدة إلى الخروقات التي ترتكبها ميليشيات الجبهة الانفصالية، ولكنهم تمادوا في طغيانهم وتجاوزوا كل الحدود، فكان لا بد من التدخل لردعهم». وثمّن رئيس الحكومة المغربية المغربي، موقف الملك محمد السادس إزاء أزمة الكركرات، قائلاً: «نثمن الموقف القوي والحازم لجلالة الملك، الذي كان قد حذّر من أن المغرب لا يمكن أن يصبر إلى ما لا نهاية أمام استفزازات خصوم وحدته الترابية»، مضيفاً: «المغرب يريد الحل السياسي ولا مشكل لديه في التفاوض والحوار، ولكن لا يمكن أن يقبل بالتجاوزات والاعتداء على أراضيه، وإلا فإن رده سيكون مزلزلاً». ولفت العثماني إلى أن تدخل القوات المسلحة الملكية لإعادة فتح معبر الكركرات، وإقامة حزام لتأمين الحركة التجارية هناك يُعدّ تحولاً إستراتيجياً سيكون ذا أثر إيجابي كبير مستقبلاً؛ لأن الطريق لن تقطع مرة أخرى، مبرزاً أن «تنقل الأفراد والبضائع بالمعبر الحدودي ليس مهما فقط بالنسبة للمغرب، بل هو مهم للدول الإفريقية أيضاً، وفي مقدمتها موريتانيا».