عدن، صنعاء (الاتحاد، وكالات)
كثفت الميليشيات الحوثية، أمس، من استهداف قرى ومزارع المواطنين جنوب الحديدة، كما حاولت استهداف مواقع عسكرية ضمن خروقاتها المتصاعدة لوقف إطلاق النار في جبهة الساحل الغربي. وأفادت مصادر محلية بأن الميليشيات الحوثية فتحت نيران رشاشاتها صوب قرية «دخنان» والتجمعات السكانية المجاورة جنوب وجنوب غرب مدينة الدريهمي، كما طالت قذائف الهاون مزارع المدنيين في «وادي رمان» الممتد حتى أطراف مركز المديرية. وأضافت أن القصف أثار الفزع لدى الأهالي، خصوصاً النساء والأطفال. وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة بأن الوحدات العسكرية المرابطة في قطاع الدريهمي أخمدت مصادر نيران حوثية استهدفت إقلاق أمن وسكينة المواطنين في محيط مركز المديرية، كما حاولت استهداف مواقع عسكرية، مؤكداً أن القوات المشتركة حققت إصابات مباشرة في مواقع وأوكار للمليشيات.
كما عاودت ميليشيات الحوثي، أمس، قصف حي «منظر» التابع لمديرية «الحوك»، إحدى مديريات مدينة الحديدة غرب اليمن. وقالت مصادر محلية، إن الميليشيات استهدفت منازل المدنيين بقذائف الهاون الثقيلة، ما أدى إلى تدمير عدد من المنازل والتسبب في خسائر مادية أخرى. يشار إلى أن الميليشيات الحوثية قصفت، خلال الأيام الماضية، الحي ذاته بالمدافع والصواريخ مخلفة منازل مدمرة وخسائر في ممتلكات المدنين. وعلى مدى يقارب السنتين، تواصل الميليشيات انتهاكاتها اليومية لهدنة عسكرية ترعاها الأمم المتحدة في المحافظة، بعد ساعات من إبرام اتفاق بالخصوص في العاصمة السويدية ستوكهولم.
إلى ذلك، تكبدت ميليشيات الحوثي الإرهابية خسائر فادحة، بنيران الجيش اليمني في جبهة «الأربعين» شمالي مدينة تعز. وقال مصدر عسكري، إن الاشتباكات تجددت بعد محاولة تسلل حوثية أفشلتها قوات الجيش في جبهة الأربعين شمالي المدينة تكبدت خلالها الميليشيات خسائر مادية وبشرية فادحة. وأضاف أن قوات الجيش تمكنت من إفشال محاولة التسلل الحوثية وألحقت بصفوفها خسائر بشرية ومادية كبيرة، منها إعطاب دبابة. وبحسب المصدر، فإن ميليشيات الحوثي قامت خلال الأيام الماضية بحشد عناصرها من محافظتي إب وذمار، بهدف استعادة المواقع التي خسرتها خلال الأيام الماضية، إلا أن قوات الجيش تمكنوا من إفشال المحاولة وكبدوها خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وقتل شابٌ وعامل إثيوبي، إثر تعرضهما لانفجار لغم زرعته ميليشيات الحوثي في شاحنة كانت تقلهما في مديرية «ردمان»، بمحافظة البيضاء. وقالت مصادر محلية، إن الشاب عبدالله حسين الاخجم وعامل إثيوبي قتلا في منطقة «حوران آل عامر»، عندما كانا يستقلان شاحنة في طريق «حوران». وأدت الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي في مناطق مأهولة بالسكان والطرقات والمزارع والأودية إلى وقوع ضحايا بالآلاف، بين قتلى ومصابين ومعاقين. في غضون ذلك، اعترفت ميليشيات الحوثي بمصرع قرابة 200 من عناصرها، معظمهم قتلوا في أكتوبر الماضي الذي شهد تصعيداً حوثياً في الساحل الغربي، ومأرب والجوف إلى الشرق من صنعاء. وقالت مصادر محلية، إن 185 حوثياً أعلنت الميليشيات دفنهم خلال الثلث الأول من نوفمبر الجاري، إلا أنه حسب البيانات المرفقة بهم فإن غالبيتهم العظمى قتلوا في أكتوبر، ومن بين القتلى 47 قيادياً ميدانياً.
وفي سياق آخر، أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن تصاعد الأنشطة الإرهابية التي تنفذها ميليشيات الحوثي الإرهابية بتخطيط وإيعاز إيراني في البحر الأحمر وباب المندب، يؤكد عدم اكتراثها بجهود إحلال السلام في اليمن، ومضيها في تنفيذ الأجندة الإيرانية لنشر الفوضى والإرهاب في المنطقة. ولفت المسؤول الحكومي إلى أن الأعمال التخريبية تصاعدت وتيرتها مؤخراً مع وصول الضابط في فيلق القدس الإيراني «حسن ايرلو» للعاصمة صنعاء.
وقال الإرياني «إن الأنشطة الإرهابية الحوثية تمثل تهديداً لأمن واستقرار اليمن ودول الجوار وأمن وسلامة السفن التجارية وإمدادات النفط العالمي، وتشكل خطراً إرهابياً غير مسبوق على خطوط الملاحة الدولية». وطالب الإرياني المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته القانونية في صيانة الأمن والسلم الدولي، وحفظ مصالح العالم، والتصدي للأنشطة الإرهابية التي يقف خلفها النظام الإيراني وأدواته من الميليشيات الطائفية في المنطقة، وعلى رأسها ميليشيات الحوثي.
اجتماعات في عمّان للإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى
كشفت مصادر في الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي الإرهابية، عن أن اجتماعات برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ستبدأ، الخميس القادم، في العاصمة الأردنية عمّان، للإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى والمختطفين.
ومن المتوقع، بحسب معلومات إعلامية، الإفراج عن 200 أسير من مقاتلي ميليشيات الحوثي، مقابل 101 من الحكومة، بينهم شقيق الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
ونقلت وسائل إعلام حوثية عن مسؤول ملف الأسرى بالميليشيات، عبدالقادر المرتضى، قوله إنها ستفرج عن ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس اليمني في الصفقة الجديدة.
واتهم وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية وعضو الفريق الحكومي في لجنة الأسرى والمختطفين، ماجد فضائل، ميليشيات الحوثي بالاستمرار في مغالطتها المفضوحة حول ملف الأسرى والمختطفين. وأضاف: «الجميع يعلم أن مطالبنا واضحة منذ ستوكهولم وحتى اللحظة، وهي إطلاق الكل مقابل الكل، لكن ميليشيات الحوثي تصر على تحويل هذا الملف الإنساني إلى ملف سياسي للاستغلال الإعلامي».
وأكد فضائل في تغريدات على صفحته بموقع «تويتر»، أن «ميليشيات الحوثي تستخدم المدنيين رهائن لغرض مبادلتهم بأسرى حرب، حتى من تمت تبرئتهم في محاكمها الهزلية لم تفرج عنهم إلا بمقابل، وآخرهم الخمسة الصحافيون الذين تمت مبادلتهم بأسرى حرب». وخاطب الحوثيين قائلاً: «عليكم أن تتوقفوا عن الأكاذيب لأنها تبدو مفضوحة تماماً أمام كل العالم الذي يتابع ويدرك حقيقة المواقف». وأضاف: «نود أن نذكركم بما تم التوقيع عليه في مونترو بسويسرا في الفقرة الثالثة التي تنص على التزامكم في الجولة القادمة (التي من المتوقع أن تنطلق بعد أيام في الأردن) بالإفراج عن كافة الأسرى والمختطفين وعلى رأسهم الأربعة المشمولون بقرار مجلس الأمن، فكفاكم كذباً».
في سياق متصل، أعرب مسؤول حكومي عن أمله في وفاء الحوثيين بالتزاماتهم السابقة بموجب اتفاق سويسرا الأخير، والتوسع في عدد المشمولين بصفقة التبادل المقبلة، بما في ذلك الإفراج عن القادة الأربعة المشمولين بقرار مجلس الأمن، وهم اللواء محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور، واللواء فيصل رجب، والسياسي محمد قحطان.
وفي 15 و16 أكتوبر الماضي، أطلقت الحكومة وميليشيات الحوثي سراح 1056 أسيراً، في أكبر صفقة تبادل بين الطرفين منذ الانقلاب منتصف 2014.