دعا ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأميركي، اليوم الخميس، الحكومة الجديدة في لبنان إلى الالتزام بتنفيذ إصلاحات وإنهاء الفساد.
وأوضح الدبلوماسي الأميركي الكبير أن تسيير الأعمال كالمعتاد في لبنان غير مقبول وأن الإصلاحات المطلوبة يجب أن تحقق فرصاً اقتصادية.
جاءت تصريحات مساعد وزير الخارجية الأميركي بعد أن كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري بتولي منصب رئيس الوزراء، في وقت سابق اليوم الخميس، لتشكيل حكومة جديدة لمعالجة الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعيشها البلاد.
ورداً على سؤال حول موقف واشنطن من تكليف الحريري، قال شينكر "نقف مع الشعب اللبناني (...) ولا زلنا نصر على ضرورة أن تنفذ أي حكومة جديدة إصلاحات، وتتبنى الشفافية وتحارب الفساد". 
وأضاف "هذا ما قالته الولايات المتحدة تكراراً. إنها شروطها للحصول على دعمها".
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأميركي أنه "أيا كانت الحكومة التالية، يتعين عليها أن تلتزم وتكون قادرة على تنفيذ إصلاحات تقود إلى تحقيق فرص اقتصادية وحوكمة أفضل وتنهي الفساد المستشري".
بعد ترشيحه لرئاسة الوزراء للمرة الرابعة، قال سعد الحريري إنه سيشكل "حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، مهمتها تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية، التي التزمت الكتل الرئيسية في البرلمان بدعم الحكومة لتطبيقها".
إلا أنه يواجه تحديات كبرى لتجاوز الصعاب على الساحة السياسية التي تقوم على المحاصصة الطائفية كي يتمكن من تشكيل حكومة عليها معالجة قائمة طويلة من المشكلات منها الأزمة المصرفية وانهيار سعر العملة المحلية وارتفاع معدلات الفقر وتضخم الدين الحكومي.
وسيتعين على الحكومة الجديدة كذلك مواجهة ارتفاع حالات مرض كوفيد-19 وتداعيات انفجار ضخم وقع في مرفأ بيروت في أغسطس الماضي وأودى بحياة ما يقرب من 200 شخص وأوقع خسائر بمليارات الدولارات.
ودفع الانفجار الحكومة الحالية، التي خلفت حكومة الحريري السابقة، للاستقالة.
وشغل الحريري (50 عاماً) منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات من قبل في لبنان. واستقال الحريري قبل سنة بعد احتجاجات مطلبية حاشدة.
وكان الحريري المرشح الأوحد في مشاورات اليوم الخميس، وحظي بدعم غالبية نواب البرلمان.
وقال للصحفيين "أتوجه إلى اللبنانيين الذين يعانون الصعوبات إلى حد اليأس، بأنني عازم على الالتزام بوعدي المقطوع لهم، بالعمل على وقف الانهيار الذي يتهدد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا، وعلى إعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت".