أسماء الحسيني (القاهرة- الخرطوم) 

وسط إجراءات أمنية مشددة، أحيا السودانيون أمس ذكرى «ثورة أكتوبر» بمظاهرات في الخرطوم وبعض الولايات الأخرى، دعت لها مجموعة من الأحزاب وقوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين.
وسعت جماعات أخرى محسوبة على النظام السابق، إلى تحويل مسار المظاهرات إلى الدعوة لإسقاط الحكومة، وهو ما فشلت في تحقيقه، حيث كان الشعار الرئيس لعموم المتظاهرين «الجوع..الجوع.. ولا الكيزان»، أي أنهم يتحملون الضائقة الاقتصادية، التي يمر بها السودان حالياً، ولا يقبلون مطلقاً بعودة «الإخوان». 
وأحرق المتظاهرون إطارات السيارات في بعض الطرق، وطالبوا بتصحيح مسار الثورة، وإكمال هياكل السلطة الانتقالية، والإسراع بتنفيذ متطلبات الثوار، وعلى رأسها محاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين خلال الثورة، وعبر المتظاهرون عن رفضهم لرفع الدعم عن المحروقات، ورددوا هتافات مؤيدة لرئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، ومنها «شكراً حمدوك»، و«عايزين نصحح الثورة»، وأخرى تطالب بعدم التهاون مع بقايا النظام المعزول.
وانطلقت تجمعات فلول النظام المعزول لتندد بالوضع الاقتصادي، وتطالب بإسقاط حكومة الدكتور عبدالله حمدوك، والتقت مواكب الثوار مع مسيرات لأنصار النظام المعزول في أكثر من موقع، منها منتصف كوبري الحرية بالخرطوم، وعملت قوات الأمن على الفصل بين الفريقين، ومنع الصدام بينهما. 
واستبقت السلطات السودانية الدعوات لمظاهرات بإجراءات أمنية، حيث أغلقت الجسور الرابطة بين مدن العاصمة السودانية الثلاث، وإغلاق الطرق المؤدية لمقرات قيادة الجيش بوسط الخرطوم بحواجز إسمنتية، فضلاً عن إخلاء منطقة وسط الخرطوم وإغلاق المحال التجارية. 
وكانت ولاية الخرطوم حذرت من أن لديها معلومات تكشف أن هناك من يسعى لاختراق المسيرات والمظاهرات لإحداث فوضى. 
 وقال خبراء وشهود عيان لـ«الاتحاد» إن فلول النظام السابق لم يفلحوا في خداع الشعب السوداني الذي أجهض مؤامراتهم.
ومن جانبه، دعا ياسر عرمان، نائب رئيس الحركة الشعبية لـ«الاتحاد»، إلى تطوير مؤسسات الفترة الانتقالية وليس إسقاطها، مؤكداً أن الدعوة لإسقاطها لن تخدم سوى فلول النظام البائد، وحل القضية الاقتصادية وتحسين شروط المعيشة والخدمات يجب أن يكون في قمة أولويات المرحلة الانتقالية. 
وعلى صعيد آخر، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو: «إن الولايات المتحدة سترفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب قريباً»، مشيراً إلى أن «واشنطن بدأت عملية شطب الخرطوم من القائمة»، من دون أن يحدد موعداً لذلك.