أبوظبي (وام)

أكدت نشرة «أخبار الساعة» أن الإمارات وقفت دائماً وفي الظروف كافة إلى جانب السودان، الذي عانى شعبه، على مدى عقود، ويلات الصراعات والحروب بين أبناء البلد الواحد التي استنزفت مقدراته وأهدرت ثرواته وأزهقت أرواح الكثيرين من أبنائه، وكل ذلك بلا طائل، لأن الجميع خاسر عندما يكون الصراع بين الأشقاء أياً كانت أسبابه، ومهما كانت مبرراته.
وقالت النشرة الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية إن الإمارات لطالما نادت بإحلال السلام في السودان، وناشدت الأطراف كافة المنخرطة في النزاع، الذي طال أمده وتوسع ليطال الكثير من الولايات والمحافظات، إعلاء المصلحة الوطنية، وجعلها البوصلة التي يهتدي بها الجميع، وتحكيم لغة العقل والحوار، وتجاوز المصالح الفئوية والجهوية والمناطقية في سبيل ترسيخ قيم الوحدة، وتحقيق الأمن والاستقرار الذي يشكل البوابة التي يمكن من خلالها العبور نحو عهد جديد يكون عنوانه التنمية والبناء والإعمار لتحقيق الازدهار والتقدم لجميع السودانيين على امتداد جغرافيا أرض النيلين. 
وأضافت في افتتاحيتها بعنوان «سلام السودان إنجاز يثلج الصدور» أن الإمارات لم تدخر وسعاً ولا إمكانيات في سبيل توفير الأسباب كافة التي تهيئ الأرضية المناسبة لنجاح مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة، ووصولها إلى خواتيمها المأمولة التي تنسجم مع تطلعات الشعب وطموحاته في إنهاء حالة الانقسام والتشظي والغزوات العبثية والحرب التي لا رابح فيها ولا منتصر، ليتفرغ السودان كله من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وبقواه السياسية والاجتماعية لمعركة من نوع آخر لا خسائر فيها ولا هزائم ولا جيوش إلا جيشاً واحداً ينصهر الجميع في بوتقته لتحقيق النهوض الاقتصادي والاجتماعي، ودفع جهود التحول الديمقراطي والتنمية.
ولفتت إلى التزام الإمارات في يونيو الماضي، مع المملكة العربية السعودية بتقديم 3 مليارات دولار مناصفة بما في ذلك وديعة بقيمة 500 مليون دولار لدعم بنك السودان، كما قدمت 50 مليون دولار لدعم مبادرات النمو الاقتصادي. وأشارت إلى أن هذه الجهود ارتكزت على التزام الإمارات بدعم المرحلة الانتقالية، وحرصها المطلق على نجاح السودان في التحوّل إلى حقبة جديدة من تاريخه تسدل فيها الستارة بشكل نهائي على مرحلة اتسمت بالعزلة عن المجتمع الدولي.
وقالت النشرة: «لا شكّ أن التقدير الكبير لمواقف الإمارات من قبل العديد من قادة الحركات السودانية، ومن بينهم رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، ورئيس الجبهة الثورية السودانية الهادي إدريس، هو أبلغ تعبير عن أن رسالتها في نشر السلام والاستقرار والعمل على إنهاء الحروب والصراعات وتعزيز التعايش والتسامح تؤتي ثمراً طيباً، وأوضح دليل على ما تكنّه الشعوب من محبة واحترام لقيادتها الرشيدة، وشعبها المعطاء، ونهجها الإنساني».
وأضافت أن الإمارات سعدت كثيراً بتوقيع الحكومة السودانية والحركات المسلحة بالأحرف الأولى على اتفاق السلام، وثمّنت جهود الحكومة السودانية في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، ودعت بقية أطراف النزاع إلى الانخراط في عملية السلام، لأنه إنجاز يثلج الصدور، ويؤكد أن الجهود التي بُذلت من الأطراف كافة كانت صادقة ومخلصة ولم تذهب سدى، وأن بالإمكان حل أي مشكلة مهما بدت صعبة ومستعصية من خلال الحوار الجادّ، والبناء الذي يسعى أطرافه إلى جسر الفجوات وتقريب المسافات، وتحجيم نقاط الاختلاف وتعظيم نقاط الاتفاق، ووضع مصالح الأوطان والشعوب في المقدمة والحرص على التطلع نحو المستقبل.