حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، من "حرب أهلية" في لبنان الذي يشهد أزمة اقتصادية فاقمها فيروس كورونا المستجد وانفجار ميناء العاصمة بيروت.
وقال ماكرون من العاصمة الفرنسية باريس "إذا تخلينا عن لبنان في المنطقة وإذا تركناه بطريقة ما في أيدي قوى إقليمية، فستندلع حرب أهلية" وسيؤدي ذلك إلى "تقويض الهوية اللبنانية".
وأشار ماكرون إلى "القيود التي يفرضها النظام الطائفي" التي "إذا ما أضيفت - لكي نتحدث بتحفظ - إلى المصالح ذات الصلة"، أدت "إلى وضع يكاد لا يوجد فيه أي تجديد (سياسي) وحيث يكاد يكون هناك استحالة لإجراء إصلاحات".
وعلى نهج "المطالبة دون التدخل"، أشار إلى الإصلاحات التي يتعين تنفيذها: "تمرير قانون مكافحة الفساد، وإصلاح العقود العامة، وإصلاح قطاع الطاقة".
وحذر من أنه "إذا لم نفعل ذلك، فإن الاقتصاد اللبناني سينهار" و"الضحية الوحيدة ستكون اللبنانيين (...) الذين لا يستطيعون الذهاب إلى المنفى".
غير أن لبنان، كما قال ماكرون، "ربما يكون أحد آخر التجسيدات القائمة لما نؤمن به في هذه المنطقة: أي التعايش بين الأديان الذي يتجلى بأكثر مظاهره سلمية (...)، ونموذج التعددية الذي يقوم على التعليم والثقافة والقدرة على التجارة بسلام".
تأتي تصريحات الرئيس الفرنسي قبيل عودته إلى بيروت في الأول من سبتمبر المقبل في مسعى لإنهاء الأزمة السياسية التي أعقبت استقالة حكومة حسان دياب إثر انفجار بيروت.
كان ماكرون زار لبنان عقب الانفجار للوقوف على حجم الدمار الذي خلفه. وأدى الانفجار، الذي تسببت به شحنة من المتفجرات كانت مخزنة في الميناء مطلع أغسطس الجاري، إلى مقتل 181 شخصاً على الأقل وجرح أكثر من 6 آلاف وتشريد نحو 300 ألف بسبب تضرر منازلهم. 
وشهد لبنان معركة دامية بين مجموعتين لبنانيتين، الليلة الماضية، ما أثار تحذيرات من احتمال اندلاع المزيد من العنف في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية وتوترات سياسية واحتجاجات شعبية.
وقُتل في المعركة شخصان أحدهما صبي لبناني يبلغ من العمر 13 عاماً والآخر رجل سوري في منطقة خلدة جنوبي العاصمة عندما وقع تبادل لإطلاق النار مساء أمس الخميس.
واستُخدمت الرشاشات والقذائف الصاروخية (آر.بي.جي) في المعركة التي قال الشهود إنها استمرت أربع ساعات.
واتهمت قبيلة ينتمي إليها الصبي القتيل، حزب الله اللبناني بفتح النار.
وقال الجيش اللبناني، الذي انتشرت قواته بكثافة في المنطقة اليوم الجمعة، إن المشكلة كانت وليدة خلاف حول سكان.
وأضاف بيان للجيش إن النزاع الذي وقع كان بين أفراد من عشائر "خلدة" وسكان من المنطقة.