أسماء الحسيني (القاهرة- الخرطوم)
كشف توت قلواك، مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية ورئيس فريق الوساطة في سلام السودان، أن التوقيع على اتفاق الحكومة السودانية والحركات المسلحة سيكون يوم الجمعة 28 من شهر أغسطس الحالي.
وقال قلواك بمطار جوبا عقب وصول الوفد الحكومي، بقيادة رئيس وفد التفاوض الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة السوداني: سيتم التوقيع على اتفاق السلام السوداني يوم 28 من الشهر الجاري، بعد اكتمال جميع الترتيبات، مؤكدا أنه سيتم الانتهاء من الاتفاق على البروتوكولات الأمنية المتعلقة بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق خلال ساعات، وأنه تبقى القليل فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية لدارفور.
وأضاف أن قضية السلام قضية كبيرة تتطلب مجهودات كبيرة، وأنه تم مناقشة كل القضايا مع كل الأطراف الحاملة للسلاح والطرف الحكومي خلال الفترة الماضية، وتم التوصل لستة بروتوكولات، وأنه سيتم تجهيز الأوراق للتوقيع بالأحرف الأولى في غضون 3 أيام، ويعقبه التوقيع النهائي للسلام في السودان.
وقال: الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو جاهزة وتنتظر وفد الحكومة السودانية الذي وصل إلى جوبا، للتوصل إلى اتفاق يناقش كل القضايا. وأشار إلى أن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت جاهز لاستقبال أصدقائه وزملائه في منظمة «الإيجاد» ودول الإقليم للتوقيع النهائي على اتفاق السلام.
وسبق وصول الوفد الحكومي وصول وفد من قوى الحرية والتغيير يضم إسماعيل التاج وخالد عمر يوسف ومريم الصادق المهدي، بهدف تسريع المفاوضات، وحسم ملف الترتيبات الأمنية.
يأتي ذلك في وقت أكد رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك أمس، بمناسبة مرور عام على توقيع الوثيقة الدستورية قائلا: «مر عام على توقيع الوثيقة بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، والذي تشكلت بموجبه هياكل الحكم الانتقالي، التي ما تزال تنتظر تكوين المجلس التشريعي».
وأضاف حمدوك: تم تعيين الولاة المدنيين، وهي خطوة في طريق إكمال بناء الحكم المدني، ونقف مواجهين بتحدي السلام الذي قطعنا فيه خطوات في مرحلته الأولى، والتي تكاد أن تكتمل باتفاق الترتيبات الأمنية مع أطراف عملية السلام التي يجري التباحث عليها في جوبا، لتتبقى المرحلة الثانية مع حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو.
وأكد أن الوثيقة الدستورية والاتفاق السياسي جاءا بهدف وقف نزف الدم السوداني وفتح آفاق أفضل للسودان، وشدد على أن أهم المهام التي يسعى لإنجازها تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا وإحداث التغييرات الجذرية التي طالبت بها الثورة السودانية، وتفكيك التمكين وتحديث وتطوير الخدمة المدنية وإنجاز مهام البناء والتعمير.
وفي هذه الأثناء، تظاهرت أعداد من السودانيين أمس في العاصمة الخرطوم استجابة لدعوات للتظاهر أطلقتها لجان المقاومة، وساندها تجمع المهنيين بمناسبة مرور عام على توقيع الوثيقة الدستورية.
وقد أغلقت القوات المسلحة السودانية الطرق المؤدية إلى مقر القيادة العامة للجيش، ومنعت عبور السيارات والمواطنين، فيما عززت قوات الشرطة انتشارها في الشوارع الرئيسية، وأطلقت الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في محيط مجلس الوزراء وسط العاصمة، الذي وصلوا إليه لتسليم مذكرة للحكومة تشمل مطالب من بينها تشكيل المجلس التشريعي، وعقد مؤتمر اقتصادي وتشكيل المفوضيات، وإصلاح المنظومة العدلية والقضائية، وتفكيك تمكين النظام المعزول، وهيكلة القوات النظامية والأمنية.