خولة علي (أبوظبي) 
مهند بن جمعوه، رحال إماراتي، وجد في الترحال بحراً من العلوم والمعرفة والتاريخ، وما سطرته الشعوب من تراث وحضارة عبر آثارها التي ظلت شاهدة على تطورها وتميزها. 
جذبت هذه الآثار فضوله ورغبته في استكشاف العديد من المحطات من خلال سفره إلى أكثر من 155 دولة حول العالم، موثِّقاً تلك الرحلات على منصاته في وسائل التواصل الاجتماعي. 
يحرص على إطلاع متابعيه على ثقافات الشعوب وطقوسها من خلال زيارات ميدانية يروي تفاصيلها بشغف ودقة.
وقد شكّلت زيارته للأهرامات المصرية نقطة انطلاق للبحث عن حضارات أخرى تروي شغفه بالمعرفة وترشد الآخرين إليها.

تبادل المعرفة 
بعيداً عن المناطق الترفيهية والمدن السياحية التي يقصدها الزوار عادةً، وجد الدكتور مهند بن جمعوه، أن استكشاف ثقافات الشعوب وحضاراتها، وقراءة تاريخها عبر آثارها هو ما يدفعه للبحث عن كل ما يثري شغفه بتراث هذه الشعوب. يفضّل التواجد في بيئاتهم وأوساط مدنهم وقراهم التي تكشف عن أصالة سكانها وارتباطهم بتراثهم.
وعن أهمية الرحلات، يشير بن جمعوه إلى أن الترحال ينمّي القدرة على تبادل المعرفة والخبرات بين الثقافات المختلفة، ويعزز شخصية المرء ووعيه في التعامل مع المواقف المختلفة، كما يعكس ثقافة بلده من خلال تعامله، إذ يمثل وطنه خير تمثيل كسفير له.

عراقيل
زار مهند بن جمعوه 155 دولة في 7 قارات، إلى جانب الكثير من المدن والقرى التي تختلف في ثقافتها وطقوسها الشعبية. تعرّف على تفاصيل حياة سكانها من خلال تفاعلهم مع البيئة، حيث تعتمد أعمالهم على الموارد المحلية، وهو ما يتجلى بوضوح في القرى التي تزدحم أسواقها الشعبية وتستمر مزارعها في العمل، على الرغم من زحف التمدن.
ولم تشكل التحديات والمواقف الصعبة عائقاً أمام بن جمعوه في مواصلة رحلاته. إذ على الرغم من مواجهة مواقف وعراقيل قد تُثني البعض، كان شغفه بالمعرفة واستكشاف أسرار الأماكن يقوده إلى البحث عن وجهات فريدة لا تبرز في خريطة السياحة العالمية.

مواقف مؤثرة 
من القصص التي أثرت في بن جمعوه زيارته لقرى قبائل تنتشر في شرق آسيا توقفت عن بعض عاداتها بعد توقيع مواثيق مع حكوماتها، وكذلك قبيلة «الماساي» في أفريقيا، وقبيلة «البيس».
ومن المواقف الجميلة التي يحتفظ بها في ذاكرته، جلوسه مع أطفال من القرى الأفريقية النائية، الذين يبدون سعادتهم على الرغم من بساطة حياتهم، مما ترك أثراً طيباً في نفسه.

تواصل حضاري
يشير مهند بن جمعوه إلى أن الرحالة يجب أن يتمتع بقدرة على التواصل مع الثقافات الأخرى، وأن يكون حذراً في تعامله مع الآخرين.
ويؤكد على مدى تأثير الترحال في شخصيته التي باتت أكثر خبرة وصبراً وقوة، مع القدرة على التعايش مع مختلف الثقافات.
ويتطلع إلى تغطية دول العالم لاستكشاف حضاراتها وثقافاتها، ويطمح إلى زيارة الدول التي زارها من قبل، ولكن برؤية أعمق لتعزيز جسور التواصل الحضاري بين الشعوب.