خولة علي (أبوظبي)
العطاء، التعاطف، التعاون، والمسؤولية الاجتماعية قيم ساهمت في اكساب أمل عبد العزيز العبدولي نظرة أكثر وضوحاً في ماهية العمل التطوعي ومسؤوليتها تجاه المجتمع، فانضمت إلى صفوف المتطوعين وهي ما زالت طالبة على مقاعد الدراسة، لتسعى جاهدة إلى نشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعي بين أقرانها، وقدمت عدة مبادرات إنسانية هادفة للنهوض بالمجتمع، وتعزيز الشعور ودور الأطفال وتأثيرهم الإيجابي وإسهاماتهم في العمل التطوعي.

ترى أمل عبد العزيز العبدولي أن التطوع فرصة لتحسين المجتمع، وتطوير المهارات الشخصية والاجتماعية، وبناء علاقات قوية مع الأفراد، وبدأت رحلتها بالعمل التطوعي في عمر الـ 10 سنوات من خلال مشاركتها مجتمعية في أنشطة لمؤسسات ومراكز وجمعيات تطوعية في الدولة، حيث ساهمت في عملية التنظيم وتقديم الورش للأطفال، وتلبية نداء البيئة، كما حدث في «حملة معكم يداً بيد» في تنظيف الفجيرة من الآثار التي خلفتها الأحوال الجوية التي تعرضت لها الإمارة نهاية شهر يوليو 2022.

وتحث العبدولي تحث الطلبة من خلال الإذاعة المدرسية والحوارات الصفية واللقاءات، وبعض الاعلانات التي تنشرها على قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمدرسة. وتقول: أسهم في شرح بعض الدروس، وتنظيم الطابور الصباحي، وأدعو زميلاتي لإبراز مهاراتهن وقدراتهن بتقديم الورش والفعاليات التي تثري معارف الطلبة.

ومن أبرز المبادرات التطوعية التي قدمتها العبدولي مبادرة «شتاء بارد أيادي سخية»، بالتعاون مع مركز العين لرعاية الموهبة والتميز على مستوى الدولة، لتوفير مستلزمات الوقاية من البرد لعمال المدرسة وسائقي الحافلات ومسؤول الأمن في المدرسة.
وتشير العبدولي إلى أنه بفضل الدعم من الأسرة وإدارة المدرسة ومعلماتها والمؤسسات المجتمعية قدمت عدداً من المبادرات الاجتماعية والإنسانية، ومنها: «همم أنجزت فتألقت»، «رقميون بامتياز»، «بهم نحتفي»، «أسعد نفسك» وسواها الكثير.

أثر التطوع
وعن أهمية التطوع، وأثره تقول العبدولي: علمني كيفية التنظيم والتخطيط، وزاد من قدراتي في التواصل والتفاعل مع الناس. ومن خلال المشاركة في الفعاليات والمبادرات، تعلمت كيف أعمل بفعالية ضمن فريق، وكيف أتعامل مع مختلف الشخصيات، كما عزز من ثقتي بنفسي، وقدرتي على حل المشكلات واتخاذ القرارات بسرعة ودقة. وانتسابها كعضو في الجمعيات التطوعية، كان له دور كبير في تطوير مهاراتها.
من أبرز إنجازاتها حصولها على جائزة الأمومة والطفولة للوقاية من التنمر في المدارس عام 2019، وجائزة حمدان للأداء التعليمي المتميز عام 2019، وجائزة الشارقة للتميز التربوي عام 2020، وجائزة أقدر للتمكين عام 2020، وجائزة سفيرة الوقاية المجتمعية عام 2021، وجائزة الشيخ سلطان القاسمي لطاقات الشباب عام 2023، بالإضافة إلى مشاركتها في المخيم الكشفي.
وتطمح العبدولي إلى تطوير برامج تطوعية جديدة تركز على التعليم والتوعية الصحية والبيئية، وتأسيس منظمة تطوعية تهدف إلى دعم الأطفال والشباب وتنمية مهاراتهم. كما تتطلع إلى التعاون مع منظمات دولية للمشاركة في مبادراتهم ونقل خبراتها والمساهمة في مشاريع تطوعية عالمية، وأن تكون قائدة مؤثرة وملهمة للمجتمع.