شهِدت مدينة العين يومَي الجمعة والسبت الماضيين فعاليات «الزين»، التي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة في شهر نوفمبر من كل عام في قصر المويجعي بالمدينة، وتحضرها مئات الفتيات والسيدات العيناويات اللائي يحرصن على المشاركة في هذه الفعالية، التي تعتبر كرنفالاً للفخامة، يضاهي أشهر المهرجانات العالمية، بما يتجلى فيه من لمسات فنيّة، ومظاهر جمالية، وحضور نسائي أخّاذ.
تحرص سيدات مدينة العين المشاركات في الفعالية المفتوحة على ارتداء الملابس التقليدية الإماراتية التي تُعبِّر عن هوية الوطن واعتزاز بناته به، وحرصهن على أن يظهرن في أبهى صورة من حيث الجوهر والمظهر، ومن الجميل في هذا البرنامج السنوي أنه يضم الفتيات من فئات عمرية مختلفة، شرط أن يحضرن الفعالية وهن ملتزمات بالتفاصيل الإماراتية النسائية الجميلة من حيث الزينة والملبس.
وضمت الفعالية ورشاً تدريبية، وندوات ثقافية، وفقرات فنية شاركت فيها النساء فقط، حيث يتم تفريغ المكان من كل العاملين، ويقتصر الحضور على العنصر النسائي، حيث تبتهج القلوب لتلك المشاهد الجميلة لفتيات المدينة التي سُميت بمدينة الخضرة والجمال، فإذا به يتجلى في ليلة عيناوية نسائية تفوح منها عطور المسك والعنبر، والعود، وتبرز التفاصيل الجميلة بين «معاميل» القهوة وفناجينها، ورائحة البن التي خضّبت ليل العين الساحر بالمذاق الراقي.
تتجول المشاركات في ليلة «الزين» في المساحات المترامية لقصر المويجعي، ولك أن تشاهد حينها مجاميع من الفتيات والسيدات يتزيّنّ بالحلي والمجوهرات التقليدية، حيث تظهر بوضوح القطع الفاتنة للذهب التقليدي الإماراتي الذي تتميز به زينة المرأة الإماراتية مثل «الستمي، والمنثورة، والمرتعشة، والشغاب، والبلبكي، والحيول أو البناجر، والخواتم، والرّيش، والحَقَب»، وغير ذلك. وحرصت إدارة الفعالية على أن تكون قطع الذهب من التقليدي الأصيل الذي لم تدخل الصناعة الحديثة فيه، تأكيداً وحرصاً على تحقيق أهداف الفعالية.
وكان للندوات المصاحبة للفعالية أثرها وأهميتها من حيث الموضوعات التي تطرقت لها، والتي تتصل مباشرة بتراث الإمارات وما يتعلق منه بزينة المرأة والحرف والصناعات التقليدية، بالإضافة إلى الحديث والحوارات المستفيضة والعلمية والعميقة والسلسة في آن معاً، والتي تناولتها المتحدثات في الجلسات المفتوحة التي شاركت فيها خبرات نسائية معروفة على مستوى الدولة، وكان لحديثهن جمال الأثر الذي لمسناه من ردود الفعل الآنية واللاحقة.
لقد نجح فريق تنظيم «الزين» في نسخته الثالثة في تقديم وجبة ثقافية تراثية وطنية بامتياز، كل الشكر والتقدير نقدّمه له، ولكل مُشاركة تركت بصمة جميلة في ليل العين البهي.