لكبيرة التونسي (أبوظبي)
إبداعات وبرامج توعية تثري تجربة جمهور «مهرجان الشيخ زايد» المتواصل في منطقة الوثبة حتى 28 فبراير 2025 وسط إقبال كبير، حيث يحتفي الحدث العالمي بالثقافة والتراث والمعرفة. مجموعة واسعة من الأفكار والمشاريع الإبداعية يشتمل عليها، بالإضافة إلى عرض مجموعة من المؤسسات لبرامجها التوعوية، منها مشاركة، «برنامج الجينوم الإماراتي» تحت شعار «مع بعض نرتقي بصحتنا وصحة عيالنا وصحة البلاد كلها»، والتي تعكس جهود الدولة في العمل من أجل مجتمع خالٍ من الأمراض الوراثية، وتقديم أفضل الخدمات والرعاية الصحية.
«الجينوم الإماراتي»
من المشاركات اللافتة في «مهرجان الشيخ زايد» في دورته الحالية منصة «الجينوم الإماراتي»، وهو برنامج وطني بحثي يسعى إلى وضع خريطة جينية مرجعية لمواطني دولة الإمارات، ما يسهم في التعرف على الأمراض الوراثية، ووضع خطة استباقية للتصدي لها وعلاجها. وتستقطب المنصة الزوار من مختلف الجنسيات للاستفسار عن الخدمات التي تقدمها، والتفاصيل اللازمة عن هذا البرنامج.
وقال الدكتور أحمد حسن العوضي، نائب أول لرئيس الشؤون المجتمعية والحكومية مدير «برنامج الجينوم الإماراتي»، إن «الجينوم الإماراتي» يعدُّ برنامجاً وطنياً بحثياً، يهدف إلى رسم الخريطة الجينية لمواطني دولة الإمارات بهدف تسريع وتيرة تطوير حلول الرعاية الصحية الوقائية والتشخيص الدقيق للأجيال الحالية والمستقبلية في الدولة. كما يسهم في تطوير حلول الرعاية الصحية الوقائية والتشخيص الدقيق على مستوى الدولة، باستخدام أحدث تقنيات التسلسل الجيني والذكاء الاصطناعي لتوفير بيانات جينية عالية الجودة، من شأنها إثراء البيانات الطبية المتاحة، وتعزيز قدرات الدولة مركزاً للبحوث والابتكار في مجال الجينوم.
توعية
وأوضح العوضي أن الهدف من المشاركة في المهرجان، هو الترويج للبرنامج الوطني الوقائي الصحي، ويستهدف مختلف الأعمار، من عمر الشهر إلى كبار السن، وهو قائم على أخذ عينة من اللعاب، أو من الدم للكشف عن الأمراض الوراثية في المجتمع. وبعد جمع العينات توضع خطط وقائية وخدمات طبية متميزة أكثر تطوراً، من أجل استدامة مجتمعنا ورفاهيته، للارتقاء بصحتنا وصحة الأجيال. وأكد أن «الجينوم الإماراتي» الذي يشرف عليه مجلس الإمارات للجينوم، ويقع تحت مظلة دائرة الصحة أبوظبي، وهيئة الصحة دبي ووزارة الصحة ووقاية المجتمع في مختلف إمارات الدولة، يُعتبر أكبر برنامج جينوم سكاني على الإطلاق، من حيث حجم العينة، ومن حيث استخدام التقنيات الحديثة، المدعمة بأحدث تقنيات التكنولوجيا العالمية والفحص باستخدام لغة العصر، الذكاء الاصطناعي، لتجميع معلومات ذات جودة عالية. وقال: نهدف من خلال هذه المشاركة إلى توعية المجتمع الإماراتي بفوائد الجينوم الإماراتي، والحد من الأمراض الوراثية، والتعرف على التركيبة الوراثية لمواطني الدولة، تمهيداً لتقديم أفضل خدمات ورعاية صحية ممكنة، والبحث عن أكثر من 500 مرض وراثي، ونقوم بفحوص عدة، كفحص ما قبل الزواج، وفحص الجينات، وفحص حديثي الولادة، من أجل وضع خطط علاجية ووقائية، ضمن سرية وحماية للبينات الشخصية بشكل تام.
وأضاف: يستخدم «الجينوم الإماراتي» أحدث تقنيات التسلسل الكامل للذكاء الاصطناعي، لتوفير بيانات لمواطني دولة الإمارات، عالية الجودة وتسهم في تمكين البحوث والاكتشافات العلمية. ويُعد هذا البرنامج أحد أكبر مبادرات الجينوم السكانية على الإطلاق. ويسهم البرنامج بالتعاون مع المؤسسات البحثية والطبية في الدولة، في تطوير حلول الرعاية الصحية والوقائية الشخصية. ومن خلال فهم التركيب الجيني لمواطني دولة الإمارات يتمكن الباحثون العلماء والأطباء من التعرف على أسباب الأمراض الوراثية، وأنواع الطفرات الجينية، والتنبؤ ببعض الأمراض ودراستها. ويُعد برنامج الجينوم المرجعي لدولة الإمارات مكملاً لبرنامج «الجينوم الإماراتي»، ويدار من قبل G42.
استراتيجية الجينوم الوطنية
لفت العوضي إلى أن «برنامج الجينوم الإماراتي» هو مشروع محوري ضمن استراتيجية الجينوم الوطنية، وتهدف استراتيجية الجينوم الوطنية إلى بناء منظومة شاملة ومستدامة لتحقيق تحول نوعي في قطاع الصحة، وتعزيز جودة الحياة. وتعمل استراتيجية الجينوم الوطنية على تسريع وتيرة إيجاد حلول الرعاية الصحية الشخصية والطب الدقيق ذات الأولوية للمجتمع الإماراتي، بما يسهم في الحد من انتشار الأمراض الوراثية والمزمنة.
وتمكن استراتيجية الجينوم الوطنية أطر التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية والمؤسسات المعنية والمؤسسات المشاركة، بما يسهم في تحقيق الرؤية الوطنية في مجال الرعاية الصحية الشخصية. وتسهم استراتيجية الجينوم الوطنية في تعزيز وتطوير القدرات والكفاءات التخصصية في الدولة، وتدعم إنشاء مراكز البحث والابتكار في مجال الرعاية الصحية المتقدمة، بما يسهم في إثراء الجهود العالمية في أبحاث الجينوم.
أهمية المشاركة
يسهم كل مواطن مشارك في البرنامج في إثراء البيانات الطبية، وتسريع وتيرة تطوير تطبيقات الرعاية الصحية الشخصية والطب الدقيق، بما في ذلك التشخيص السريع، والتدخل الطبي المبكر، وبرنامج الوقاية والعلاج الدقيق والموجه، استناداً إلى السمات الوراثية، من أجل الحد من انتشار الأمراض الوراثية والمزمنة، وتعزيز جودة الحياة. وتخضع بيانات المشاركين للحماية القصوى، حيث تتبع أعلى معايير سلامة وأمن المعلومات في الدولة.
تقرير شخصي
يوفر تطبيق «برنامج الجينوم الإماراتي» تقريراً صحياً شخصياً عن الصحة والسلامة باللغتين العربية والإنجليزية. ويتلقى المشارك إشعاراً عندما يجهز التقرير الذي يفصل بياناته الجينومية المخصصة عبر 4 فئات رئيسة تشمل التغذية، اللياقة البدنية، الحساسية، والجمال. وتغطي فئة التغذية واللياقة 20 سنة، بينما تغطي فئة الحساسية والجمال 14 سمة، إذ تشير السمة إلى صفات المشارك الجينومية المخصصة. ويمكن أن تتأثر السمات بـ 3 عوامل: التركيب الوراثي، ونمط حياة البيئة الخارجية، ويحتوي التقرير على معلومات وتوصيات مفصلة للمساعدة في تحقيق أهداف المشارك الصحية. وهذه المعلومات ليست نصيحة طبية، وليست بديلاً عن استشارة اختصاصي الرعاية الصحية أو الطبيب.