خولة علي (دبي)
يتّجه الكثير من الشباب المغامرين المهتمين باستكشاف الطبيعة المحلية في البحث عن مواقع جديدة، متجاوزين الصعوبات والتحديات التي قد تشكل حجر عثرة أمام رغبتهم في الوصول إلى أهدافهم وتطلعاتهم في الوقوف على ما تضمه البيئة المحلية من تضاريس وتفاصيل مختلفة، تشكل لهم حافزاً في البحث عن مشاهد ومواقع نوعية تكشف عن جمال الطبيعة التي تتميز بها الدولة من بحارها وجبالها وصحرائها، لتجعل منها وجهة ومتنفساً للباحثين عن تجارب ترفيه نوعية.
ويُعتبر المغامر خالد السويدي من المهتمين باستكشاف الطبيعة البكر، والتعريف بسياحة المغامرات التي تزخر بها الإمارات.
التجارب الأولى
بدأ شغف المغامر خالد السويدي منذ سنوات طفولته المبكرة، حيث شكلت تلك التجارب الأولى حجر الزاوية في تنمية حب الاستكشاف لديه. من مغامرات السباحة في أعماق البحار إلى ليالي التخييم في البر برفقة العائلة والأقارب، مروراً بجولات استكشاف الوديان وتسلق الجبال. ومع مرور الوقت، تطور هذا الشغف ليصبح جزءاً من حياته اليومية.
تضاريس متنوعة
يقول خالد السويدي: تتميز طبيعة الإمارات بتنوعها وجمالها الفريد، إذ تمتد لتشكل لوحة طبيعية تستهوي الكثيرين. وتزخر بمناظر خلابة وتضاريس متنوعة تمنح المغامرين فرصة للاستمتاع برياضة التسلق والمشي. وما يميز المناطق الجبلية اختلاف أجوائها، حيث يسود الهدوء والتأمل، ما يجعلها مكاناً مثالياً للاسترخاء واستنشاق الهواء النقي.
ويضيف: من جبال الإمارات بدأت باستكشاف الأحجار الكريمة، وأمتلك منها مجموعة نادرة جمعتها ككنوز تربطني بثراء الطبيعة. أما البحر، فيمثل لي نافذة على عالم مختلف تماماً، حيث يمكن الاستمتاع بالأنشطة المائية مثل الغوص، وهي رياضة تساعدني على تقوية الجهاز التنفسي، ما يمنحني شعوراً عميقاً بالهدوء واكتشاف عوالم مذهلة من تحت الماء.
السياحة الداخلية
يولي خالد السويدي اهتماماً بالغاً بالسياحة الداخلية، حيث يسعى جاهداً لإبراز الكنوز الطبيعية والمعالم الخفية التي تختبئ وراء جبال الإمارات.
ويؤمن أن الطبيعة البكر التي لم تطأها أقدام البشر، تمثل جوهرة ثمينة تستحق الاستكشاف والتقدير، حيث يسعى إلى كشف الستار عن هذه الأماكن النائية، محاولاً الإضاءة على الطبيعة المحلية الخلابة التي لم تتلوث بعد بالتمدن.
ويتحدث عن التحديات التي يواجهها المغامرون، قائلاً: إن المسارات الوعرة والمناطق صعبة الوصول تمثل اختباراً حقيقياً لعزيمة المستكشفين، كما أن الظروف الجوية تلعب دوراً محورياً في تلك المغامرات، حيث يمكن لدرجات الحرارة المرتفعة أو هطول الأمطار الغزيرة التأثير بشكل كبير على المسارات الجبلية والأودية، ما يجعل التحدي أكبر.
وبالرغم من هذه المصاعب، يرى السويدي في تلك التحديات فرصة لتعزيز مهارات المغامرة واختبار قدرات التحمل، مشيراً إلى أن التغلب على هذه العقبات يمنح الرحلة قيمتها الحقيقية.
«سل الحلاه»
من بين أصعب المناطق التي خاضها السويدي وادي «سل الحلاه»، الذي يُعتبر من المناطق الجبلية الأكثر تحدياً، إذ يتميز بجباله الشاهقة ومساراته الوعرة التي شكلتها الطبيعة، ما يجعل عملية التنقل فيه تتطلب مهارات استثنائية وحنكة في التوجيه.
ويروي أنه واجه صعوبة كبيرة في تحديد المسار الصحيح، واستغرق وقتاً طويلاً في البحث عن طريق للعودة.
وهو يكرس جهوده لتعريف الناس بجمال الطبيعة المحلية، من خلال توثيق المناظر الخلابة، مستخدماً كاميرته كأداة لالتقاط اللحظات الساحرة والطبيعة البكر، ويختار بعناية المسارات المناسبة للوصول إلى تلك المواقع الرائعة.
ويحرص السويدي على مشاركة تلك الصور مع الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز الوعي بجمال الطبيعة الإماراتية وأهمية الحفاظ عليها.
ويقول: تتجلى في رحلاتنا الأسبوعية عبر «الهايكنج» أماكن ساحرة تثير الدهشة، وتمنحنا هذه المغامرات الفرصة لاستكشاف مواقع جديدة، كالبحيرات المخفية وسط جبال لم يسبق لأحد استكشافها.
إرشادات
يقدم السويدي مجوعة نصائح وإرشادات للزوار الراغبين في استكشاف المناطق الجبلية، مؤكداً أهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامتهم.
وينصح بعدم الذهاب إلى الأماكن الجبلية إلا برفقة أشخاص مؤهلين يمتلكون الخبرة الكافية في المسارات والمناطق الوعرة.
كما يشدد على ضرورة تجهيز المستلزمات اللازمة للرحلة، بما فيها حقيبة إسعافات أولية، ومواد غذائية، وكمية مياه كافية لمدة الرحلة، واختيار ملابس وأحذية مناسبة لكل نشاط، لضمان الراحة والأمان أثناء المغامرة.