لقد كان سرد القصص وسيلة لنقل التقاليد عبر التاريخ لربطنا ببعض وللارتباط بجذورنا، ولكن في الوقت الحاضر، أصبح أداة تستخدم للعلاج والشفاء في البيئات الطبية. لطالما آمنت بقوة القصص والكتب، ولكن ما تعلمته هو أن سرد القصص يمكن أن يفعل أكثر من مجرد رواية قصة أو توضيح مشهد، يمكنه الشفاء.
لقد رأيت كيف تساعد مشاركة القصص الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، والتعامل مع التجارب الصعبة، وبناء روابط أقوى مع المحيطين بهم. يواجه الأطفال التحديات عندما يحاولون التعبير عن أنفسهم.
وعادة ما يستخدمون مشاعرهم، وقد تكون هذه عملية معقدة أحياناً لمعرفة الشعور الصحيح الذي يصف ما يشعرون به. لكن من خلال القصص، يمكننا إيجاد وسيلة لفتح محادثة مهدئة تؤدي إلى جوهر مشاعرهم ومشكلاتهم.
تشير الأبحاث إلى أنه عندما نشارك في سرد القصص، تنشط الخلايا العصبية المرآتية في الدماغ، مما يساعد الأطفال على فهم الآخرين والتواصل معهم بشكل أفضل.
قبل 3 سنوات، بدأت مبادرة بعنوان «كتب من الأطفال إلى الأطفال»، وهذه السنة هي النسخة الرابعة، حيث شجعت الأطفال الصغار على الكتابة عن مشاعرهم وأفكارهم وتجاربهم، دون القلق بشأن الأخطاء الإملائية أو حتى هيكل القصة، وكانت النتائج مدهشة. 
في البداية، وجدت أن الأطفال عندما يُمنحون حرية التعبير عن مشاعرهم بالكلمات أو الرسومات، أو حتى من خلال الفن، يتقنون تلك الموهبة، ويحققون أكثر مما هو متوقع لأنهم ليس لديهم أحد ليخبرهم بما يجب عليهم القيام به أو ما لا يجب عليهم فعله. وجدت أن بعض الأطفال يعانون مخاوف مظلمة، وبعضهم يحاول حتى شرح كيفية شعورهم بالحب بطريقتهم الخاصة.
سرد القصص ليس مجرد تعبير عن الذات، بل يتعلق بالتعاطف. عندما نقرأ قصة شخص آخر، نتقمص شخصيته ونعيش في عالمه. يساعدنا ذلك على فهم بعضنا بشكل أفضل وبناء شعور بالمجتمع.
هناك فهم مختلف بين الناس، ولكل منهم وجهة نظر مختلفة حول الأشياء والمعاني.
وجدت أن سرد القصص يمكن أن يكون أداة قوية إذا قمنا بتطبيقها في القطاع الصحي لنجعل الأطفال يعبرون عن مشاعرهم من خلال رسوماتهم البسيطة أو كتاباتهم، وأحياناً يمكنهم التواصل باستخدام حركات العين. 
هناك بعض الأطفال يشعرون بالارتباك بسبب وجودهم في المستشفى، والعبء العاطفي للمرض يمكن أن يكون صعباً جداً.
من خلال الكتابة أو قراءة القصص، يمكن للأطفال أن يجدوا شعوراً بالراحة والأمل خلال الأوقات الصعبة. كما أن سرد القصص له تأثير كبير على المجتمعات. عندما يشارك طفل قصته، يمكن أن يلهم الآخرين لفعل الشيء نفسه.