خولة علي (دبي)
في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي والابتكار، يظهر الشباب قوة دافعة نحو المستقبل، باحثين عن حلول إبداعية للتحديات المعاصرة. ومن بينهم، أحمد سالم المطوع المتخصص في هندسة أنظمة الروبوتات والميكاترونيكس، والحاصل على درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف من جامعة ليفربول، كأحد النماذج الملهمة في مجال الهندسة والابتكار.
نتيجة شغفه بالروبوتات والذكاء الاصطناعي، استطاع المطوع تحقيق عدة إنجازات، وحصد المراكز الأولى في مسابقات محلية وعالمية، ما عزّز من مكانته كأحد رواد الابتكار، ومصدر إلهام لجيل الشباب الذي يتطلع إلى بناء مستقبل مستدام.
فجوة لغوية
نجاحات المطوع متواصلة باستخدام تقنيات التكنولوجيا، لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع الإماراتي والعربي. بدأت رحلته في تطوير مشروعه الخاص بالذكاء الاصطناعي، انطلاقاً من إدراكه للحاجة إلى سد الفجوة اللغوية بين الأفراد من خلفيات متعددة، وكان إلهامه تسهيل التواصل بينهم بطريقة فعالة، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تمكن من تطوير حلول ذكية تدعم أكثر من 118 لغة، ما يمكّن الأفراد والشركات في مختلف أنحاء العالم من التفاعل بلغاتهم الأم.
لا يقتصر المشروع على توفير الترجمة الفورية، بل يمتد ليشمل مجالات متعددة، مثل الرياضيات والبرمجة والقوانين الفيزيائية، ليصبح أداة تعليمية متكاملة. وحتى الآن طبِّقت هذه التقنية في أكثر من 70 دولة، حيث تعالَج أكثر من 300 مليون وحدة بيانات يومياً لتلبية احتياجات أكثر من مليوني مستخدم، وهذه الأرقام تعكس النجاح المبهر للمشروع، وتأثيره في مجالات التعليم والتواصل العالمي.
تحديات تقنية
خلال مسيرة تطوير هذا المشروع الطموح، واجه المطوع تحديات عدة، من أبرزها تطوير نموذج ذكاء اصطناعي قادر على التعامل بكفاءة مع التعقيدات اللغوية المختلفة، إلا أن استخدام تقنيات تعلم الآلة المتقدمة، بالإضافة إلى بناء قواعد بيانات ضخمة تدعم تلك اللغات، ساعد في التغلب على هذه العقبات، ليصبح المشروع أداة قوية تدعم التواصل والتعليم على نطاق عالمي.
يرى المطوع أن هذا الابتكار هو جسر يمكّن الأفراد من تحقيق أفضل استفادة من التكنولوجيا في حياتهم اليومية، كما يسهم في إعداد كوادر وطنية قادرة على المنافسة في مجالات الذكاء الاصطناعي، مع زيادة الإنتاجية، وتعزيز التواصل في البيئات التعليمية والمهنية. ويؤكد أن دعم القيادة الرشيدة يمنح الشباب القدرة على الابتكار والتميز، ويسهم في إعداد كوادر وطنية متميزة في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال الاستمرار في تطوير المشاريع التي تركز على تعزيز التواصل والتعليم باستخدام التكنولوجيا. ويتطلع المطوع إلى تحقيق تأثير أكبر على المجتمع، والمساهمة في بناء مستقبل مستدام تكون فيه الإمارات رائدة عالمياً في مجالات الابتكار.
المركز الأول
حصول أحمد المطوع على المركز الأول، ضمن جائزة التميز للشباب العربي للذكاء الاصطناعي على مستوى الوطن العربي، كان تتويجاً لجهوده المستمرة. ويعتبر أن هذا الإنجاز يعكس تقدير المجتمع الإماراتي لجهود الشباب في تطوير تقنيات تنمي قدرات الأفراد على التواصل مع التكنولوجيا بطريقة فعالة.
نصيحة للشباب
ينصح أحمد المطوع الشباب الطموح بضرورة الاتجاه إلى عالم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، لتطوير مهاراتهم التقنية بشكل مستمر، والبحث عن حلول مبتكرة للتحديات، لافتاً إلى أن الذكاء الاصطناعي هو مجال سريع التطور، ومن الضروري أن يكون الشباب على اطلاع دائم بالتطورات الجديدة.