خولة علي (دبي)
تصوير عالم الفراشات يسهم في تعزيز فهمنا للطبيعة ودورها في حماية النظام البيئي والتعرف عليه، هذا ما تسعى إليه عدسة الفنانة الفوتوغرافية مريم آل علي، التي تطارد أنواعاً مختلفة من الفراشات لتوثق مشاهد مدهشة، تسهم في زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي ودراسة سلوك ودورة حياة هذه المخلوقات، هذا إلى جانب رصد التفاصيل الدقيقة لأنواع لا نستطيع رؤيتها بالعين المجردة.
ومن خلال شغفها باستكشاف العوالم الدقيقة التي تحوط بنا عبر تقنية الماكرو، أبدعت في تصوير حياة بعض الفراشات التي تعيش في البيئة المحلية.

تركيز وصبر
عن اختيارها هذا النمط من التصوير، تقول: البحث في طيات هذه العوالم الدقيقة، وما تتمتع به من جمال وألوان زاهية وتفاصيل مذهلة، دفعني إلى نقل هذا الجمال إلى العالم من خلال عدستي للتعرف على عوالم لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة. 
وتؤكد آل علي، أن التصوير بتقنية الماكرو عالم ساحر ومليء بالتفاصيل الغامضة، وهذه التقنية تحتاج إلى التركيز والصبر، موضحة أن كل صورة بمثابة اكتشاف بحثي جديد تصاحبها دهشة ورغبة مستمرة في البحث، لافتة إلى أنها تنتقي أساليب تصوير الماكرو بناءً على تنوع الفراشات ومدى توفرها في البيئات المختلفة.

لوحة فنية
من الصعوبات التي تواجهها آل علي أثناء التصوير، حركة الفراشات السريعة وصعوبة التركيز على التفاصيل الصغيرة، لذا تحاول جاهدة التغلب على هذه التحديات بالصبر والثبات، واستخدام المعدات المناسبة، واختيار الأوقات المثالية لالتقاط الصورة. فتقنية تصوير الفراشات تتطلب مزيجاً من المعرفة الفنية والتقنية، لتوثيق جمالها من حيث مكونات العيون والجناح والتمازج اللوني الذي يجعل منها لوحة فنية بديعة. 
واعتادت آل علي البحث عن الفراشات في بيئتها، حيث وجدت الكثير من الكائنات الصغيرة التي لا يمكن ملاحظتها من أول نظرة، فالدقة وقوة الملاحظة من المهارات التي اكتسبتها وزادت من موهبتها، كما تحرص أيضاً على زيارة الحدائق العامة لاكتشاف فراشات جديدة ومختلفة. 

لقطات فخر
وعن اللقطات التي تفتخر بها، تقول آل علي: أفتخر بالكثير من اللقطات الخاصة بالفراشات، وكذلك بلقطة للدبور الزمردي الفريد من نوعه، والذي اكتُشف حديثاً في دولة الإمارات، وقد نجحت في تصويره، وهو نوع من دبابير الوقواق وينتمي إلى فصيلة كبيرة تضم أكثر من 3000 نوع حول العالم، واسمه العلمي Chrysididae، أي الوعاء الذهبي وهو مشتق من لونه اللامع.

رحلات استكشافية
تسعى مريم آل علي مستقبلاً إلى القيام برحلات استكشافية في البيئة المحلية ذات التضاريس المتنوعة، رغبة في تصوير المزيد من الفراشات والعمل على توثيق التنوع البيئي في الدولة عبر تقنية الماكرو، لدراسة هذه الأنواع والتعرف على سلوكها، ونقل هذه العلوم والمعارف للمهتمين والباحثين في هذا المجال.