كشفت دراسة حديثة نُشرت في يوليو أن أقدم هرم في مصر، هرم زوسر المدرج، قد يكون قد بُني باستخدام تقنيات هيدروليكية متقدمة. ووفقًا للباحثين، فإن هذا الهرم، الذي يُعتبر نموذجًا أوليًا للأهرامات اللاحقة، ربما اعتمد على نظام رفع هيدروليكي معقد خلال عملية البناء، مما يسلط الضوء على براعة الفراعنة في استخدام التكنولوجيا في إنجازاتهم المعمارية بحسب موقع «sciencefocus».

ارتفاع هائل وتقنيات غامضة
وفقًا للدراسة، تم استخدام هذا النظام لرفع الكتل الحجرية الضخمة اللازمة للهرم عبر غرفة بشكل يشبه ثوران البركان.
يعود تاريخ بناء الهرم إلى 4700 عام، حيث يُعتبر مكان الراحة النهائي للفرعون زوسر، الذي يُعتقد أنه أحد أوائل فراعنة الأسرة الثالثة في عصر المملكة القديمة.
يقع هرم زوسر في هضبة سقارة، على بُعد 17 كيلومتراً جنوب الأهرامات العظيمة في الجيزة، ويرتفع في ست طبقات مدرجة إلى ارتفاع 62 متراً، أي ما يعادل ارتفاع مبنى مكون من 14 طابقًا. تظل الطريقة الدقيقة لبناء الهرم، مثل جميع أهرامات مصر، غامضة، وإذا ثبت وجود هذا النظام الهيدروليكي، فإنه سيوفّر تفسيراً عن كيفية بناء المصريين القدماء لهذه الهياكل الضخمة بالتكنولوجيا المتاحة لهم.

اقرأ أيضاً.. 6 أسرار عن مصر القديمة

هيكل قديم ومثير للاهتمام
تشير الدراسة أيضاً إلى وجود سد قريب يُعرف باسم "جسر المدير"، الذي قد يكون أقدم هيكل حجري ضخم في العالم. كان يُعتقد سابقًا أن لهذا السد عدة أغراض، تتراوح من كونه حظيرة للأبقار إلى كونه حصنًا أو ساحة احتفالية.

نظام متكامل لمعالجة المياه
تُظهر خريطة هضبة سقارة مسار المياه من سد "جسر المدير" إلى محطة معالجة المياه القريبة من هرم زوسر. تم تصميم نظام معالجة المياه، الذي يمتد لأكثر من 400 متر وعمق 27 متراً، لضمان جودة المياه المستخدمة في عملية البناء.
يتضمن النظام مضخات داخل الأعمدة في الهرم، حيث يُقترح أن نظاماً عائماً كان يُستخدم لنقل الكتل الحجرية عبر الهرم. بعد رفع المياه في الأعمدة، يمكن تصريفها باستخدام نظام سدادة، مما يسمح بإعادة استخدام العملية.

فتح آفاق جديدة للبحث العلمي
يقول كزافييه لاندرو، رئيس "باليو تكنيك" والمشرف على الدراسة: "يفتح هذا العمل خطًا جديدًا من البحث للمجتمع العلمي حول استخدام الطاقة الهيدروليكية في بناء الأهرامات." ويضيف أن هذا الاكتشاف قد يتحدى التقديرات السابقة للمعرفة الهندسية التي كان يمتلكها مهندسو تلك الفترة.

اقرأ أيضاً.. هل قدماء المصريين احتفلوا بليلة العيد؟

تساؤلات قائمة

ومع ذلك، يبقى سؤال واحد مؤرق للفريق البحثي: أين كان يقع قبر الفرعون؟ ويتساءل لاندرو عما إذا كان من الممكن استخدام النظام الهيدروليكي في دفن الملك في مكان راحته النهائية داخل قلب الهرم.