تراكم اللويحات في الشرايين من الأمراض القاتلة التي تدفع بها الأبحاث الجديدة إلى مركز الصدارة، وهي الأبحاث التي قد تغير الطريقة التي يقيم بها الأطباء خطر إصابة المرضى بنوبة قلبية أو سكتة دماغية مميتة.
وجدت دراسة جديدة أن الأشخاص، الذين يعانون من تراكم اللويحات المخفية في الشرايين، وهي حالة تسمى "تصلب الشرايين"، كانوا أكثر عرضة للوفاة خلال فترة الدراسة التي استمرت 12 عامًا مقارنة بأولئك الذين كانت شرايينهم خالية من اللويحات.
تتبع الباحثون 5700 شخص، وفي مجموعة فرعية من هؤلاء الأشخاص، وجدوا أن زيادة تراكم اللويحات تزيد من هذا الخطر، بغض النظر عن عوامل الخطر لدى الأشخاص أو الظروف الصحية الأخرى.
ماذا يعني أن تعرف مستوى الكوليسترول لديك وضغط الدم والتاريخ العائلي، ولكنك لا تعرف حالة شرايينك؟
قد يكون طبيبك أكثر ميلاً إلى التفكير في إجراء فحص للأوعية الدموية التي تغذي قلبك ودماغك. يقول الدكتور فالنتين فوستر، مؤلف الدراسة الرئيسي ومدير مستشفى "ماونت سيناي فوستر للقلب" في نيويورك: "بياناتنا، في كل ما نشرناه، تقول إن التصوير له قوة أكبر من عوامل الخطر، ولكن إذا جُمع الاثنان معًا، فهذه هي الأداة الأكثر قوة"، مضيفاً: "في رأيي، المستقبل هو أننا سنستخدم الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد".
"الرؤية هي المعرفة" هو عنوان التعليق الذي جاء مع الدراسة الجديدة، التي نُشرت هذا الشهر في مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب.
وقال الدكتور ديفيد مارون، الذي شارك في كتابة التعليق، إن "رؤية المرضى لتصلب الشرايين لديهم مهمة. إنها فعالة بشكل لا يصدق في مساعدة الناس على تغيير سلوكهم والموافقة على تناول الأدوية للسيطرة على الكوليسترول أو ضغط الدم".
مكافحة القاتل الخفي
على سبيل المثال، يُعتقد أن حوالي نصف الأشخاص في الولايات المتحدة لديهم لويحات مخفية ولكن لا تظهر عليهم أي أعراض. يمكن أن يبدأ تصلب الشرايين في وقت مبكر من الحياة ويتسارع في منتصف العمر. إنه السبب الرئيس للوفاة في العالم، لكن معظم الأشخاص المصابين به لا يدركون ذلك حتى يعانوا من أعراض تهدد حياتهم مثل النوبة القلبية أو آلام الصدر التي تسمى "الذبحة الصدرية".
قالت طبيبة القلب الدكتورة كوين ترونج، أستاذة الطب والأشعة في كلية طب "وايل كورنيل" في مدينة نيويورك، التي لم تشارك في الدراسة: "لهذا السبب، نشهد الكثير من حالات فشل القلب، لأنني أعتقد أننا بطيئون جدًا ومتأخرون جدًا في هذا التشخيص".
تساعد مراقبة تراكم، كما تظهر الدراسة الجديدة، في التنبؤ بخطر الوفاة المبكرة، بما يتجاوز عوامل الخطر المعتادة.
تمثل نتائج هذه الدراسة علامة مهمة في سلسلة من الأبحاث حول خطر الوفاة بسبب تراكم اللويحات المخفية، وهو ما يطلق عليه العلماء "تصلب الشرايين تحت الإكلينيكي". تهدف الأبحاث إلى توثيق كيفية استخدام تكنولوجيا التصوير للمساعدة في تشخيص تصلب الشرايين في وقت مبكر من الحياة، عندما يكون أكثر قابلية للعلاج وقبل أن تصبح المخاطر الصحية، مثل الأزمة القلبية، وشيكة.
كان متوسط عمر الأشخاص، المشاركين في الدراسة، 69 عاماً ولا يعانون من أعراض تصلب الشرايين. وقال فوستر إن دراسة مصاحبة جارية بالفعل لمتابعة الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 49 عامًا).
تغيير الفحوص
في الوقت الحالي، يكتشف مقدمو الرعاية الصحية خطر الإصابة بتصلب الشرايين باستخدام أشياء مثل مستويات الكوليسترول، وضغط الدم وحالة التدخين والعمر. بالنسبة للأشخاص في المجموعة منخفضة المخاطر، نادرًا ما يوصى بالتصوير، على الرغم من أنه قد يكون لديهم عامل خطر واحد قريب من الحد الأقصى مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول.
تضيف الدكتورة ترونج "الأمر المثير للاهتمام في هذه الدراسة هو أنهم نظروا إلى هؤلاء المرضى ذوي درجات المخاطر المنخفضة. إنهم منخفضو الخطورة لدرجة أنهم لا يحتاجون إلى تناول الدواء".
يمكن للأطباء اكتشاف تصلب الشرايين باستخدام تصوير كالسيوم الشرايين التاجية، وهو فحص بالأشعة المقطعية يبحث عن رواسب الكالسيوم في شرايين القلب.
وقال الدكتور مارون إن الموجات فوق الصوتية يمكن أن تكون أكثر دقة في تشخيص تصلب الشرايين لدى الشباب.
إدارة التهديدات الخفية للقلب
بالنسبة للأشخاص المهتمين بالمخاطر الخفية، يوصي الطبيب مارون بالتركيز على ما يعرف بأساسيات الحياة الثمانية: النظام الغذائي، والنشاط البدني، وعدم التدخين، والنوم الصحي، وإدارة الوزن، والمحافظة على مستويات صحية من الكوليسترول، وضغط الدم، والسكر في الدم.
قاتل خفي قد تغفله الفحوص الروتينية
المصدر: الاتحاد - أبوظبي