لكبيرة التونسي (أبوظبي)

من أجل ترسيخ الموروث الإماراتي وربط الأجيال بعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة، أنشأ مجموعة من اليافعين مبادرة تحت عنوان «موطن بوظبي»؛ لتقديم مجموعة من الأنشطة التراثية في المدارس والمعارض ومختلف الفعاليات، لمخاطبة أقرانهم وتوعيتهم بأهمية صون الموروث وتعريف السياح الأجانب به، خاصة فيما يتعلق بـ«القهوة العربية»، وما ارتبط بها من صور اجتماعية، وطرق إعدادها وطقوس تقديمها، إضافة إلى «الصقارة» وما رافقها من عادات وتقاليد أصيلة. 
«ملهمون صغار»
سجَّل كل من محمد عيد القبيسي، حمدان عيد القبيسي، سيف عتيق بن عبلان المزروعي، ومحمد راشد المنصوري، مشاركتهم الأولى ضمن ملتقى «الملهمون الصغار»، الذي نظمته مؤسسة التنمية الأسرية مؤخَّراً، حيث أطلعوا الجمهور على تفاصيل تحضير القهوة العربية وطقوس تقديمها، كما تناوبوا على شرح كيفية اختيارها ودقّها في المنحاز وتبريدها وإعدادها، وأهم المعدات التي ترافقها، مع الحرص على أهمية إتقان خطواتها على نهج الأجداد والآباء. 
عروض حية
وضمن أجواء احتفالية، قدّم أصحاب المبادرة القهوة العربية للضيوف، مؤكدين أنها ترمز لكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال والكرم، وشكّل نشاطهم الثقافي التراثي نقطة جذب للزوار من جميع الأعمار، الذين تعرّفوا على جانب من العادات الإماراتية الأصيلة عبر ممارسات وعروض حية ترتبط بأصالة الموروث.
واستقطبت الفكرة الأطفال الذين انخرطوا وتفاعلوا مع الملتقى التراثي وما ارتبط به من قيم إنسانية، مع التعرف على موروث الأجداد الذي يتواصل على مر الأجيال، كما توافرت فرصة للأطفال لالتقاط صور تذكارية مع الصقور، التي تحتل مكانة خاصة منذ القدم في قلب كل إماراتي. 
استدامة
وقال محمد عيد القبيسي، إنه ورث شغف إعداد القهوة العربية عن والده وأجداده، مؤكِّداً أن حب الموروث جمعه مع هؤلاء الشباب لنقله للأجيال وصونه والحفاظ عليه، وتُعتبر هذه مشاركتهم الأولى، والتي زادت من ثقتهم بالنفس، وأكسبتهم مهارة التواصل مع الجمهور، مشيراً إلى أن الهدف من المبادرة هو تسليط الضوء على الموروث وتعزيزه والحفاظ عليه واستدامته للأجيال، وتعريف الناس بالعادات والتقاليد الإماراتية والصور المرتبطة بها، ونقل المعرفة المتعلقة بالقهوة العربية والصقارة، وغيرها من المفردات التراثية الأصيلة للأجيال.
أفكار إبداعية
أكد محمد عيد القبيسي، أن قيام الشباب بمثل هذه المبادرات يزيد من شغفهم وحبهم للتراث، لاسيما أنهم يمثلون قدوة للأطفال؛ مما يجعلهم يحافظون بدورهم على الموروث، ويبتكرون أفكاراً إبداعية من أجل استدامته في المستقبل.