لكبيرة التونسي (أبوظبي)
في تجربة بصرية وجمالية مبهرة، اختارت الفنانة التشكيلية سلامة الرميثي، أن توظف الألوان ومشتقاتها، برؤية رمزية استمدتها من طفولتها، لتوقظ حواس المتلقي.
عشقت الرسم منذ الصغر، صقلت موهبتها بالدراسة في الجامعة، حتى احترفت التصوير الفوتوغرافي، وجعلت من لقطاتها تحفاً فنية واقعية، الأمر الذي شجعها على المشاركة في عدة معارض داخل الدولة وخارجها.

موروث أصيل
تجسد الرميثي بألوانها وأدواتها صوراً من الموروث الثقافي الأصيل الذي تنقله ضمن رسالة هادفة، حيث تدمج فيه الألوان والأشكال، وتضفي عليه من مشاعرها ليصبح نابضاً بالحياة.
لوحاتها تحرض على التفكير بما كان يقوم به الأجداد من أعمال تحمل أسمى معاني الصبر والحب، وتعكس جماليات العمران والبيئة الإماراتية. 

صقل الموهبة
سلامة الرميثي خريجة جامعة الإمارات، كلية تربية فنية، بيئتها حفزتها على السير قدماً في اختيارها دراسة الفن، وكان زوجها أول ناقد ومتذوق لأعمالها.

وذكرت أنها مارست مهنة التدريس لمادة الفنون لنحو 25 عاماً، مما ساعدها في صقل موهبتها، وطالباتها أصبحن اليوم زميلاتها في الميدان.
وقالت: كنت أعمل بحب وأشعر بسعادة غامرة عندما أدعم موهبة أو اكتشفها، فكل موهبة في نظري تحتاج إلى دعم، كما أرى أن الرسم ضروري في حياتنا، فهو يساعد على تفريغ الطاقة السلبية، وإبراز جوانب الجمال بداخلنا، واليوم أقدم عصارة تجربتي لطالباتي ومتابعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي لنتقاسم الشغف نفسه. 

من الواقع
عن البدايات، أوضحت الرميثي، أنها كانت تلتقط بعدستها كل ما هو تراثي، وشاركت بصورها في عدة معارض شهدت إقبالاً كبيراً، ونظراً لشغفها بالرسم أرادت أن تتميز، حيث كانت ترسم ما تلتقطه من صور. وإلى اليوم تتبع هذا الأسلوب، ولوحاتها تعبر عن الواقع وتخطف الأنظار بجمالها، لهذا تدين لعدستها التي توثق تفاصيل اللحظة وتمنحها فرصة تحويلها إلى عمل فني بديع. 

مدرسة واقعية
تعشق الرميثي الفن التشكيلي التراثي، حيث تعبر عن هويتها بشكل دقيق، وتمثل لوحاتها دعوة مفتوحة للمتلقي للبحث عن البيئة التي تستمد منها أعمالها.
تتبع المدرسة الواقعية التي تعتني كثيراً بالتفاصيل الخاصة بالواحات والحياة البرية والأبواب والوجوه بتقاسيمها الدقيقة، والتي توثق مشاهد البيئة المحلية، وهي شغوفة بتجسيد الموروث بالدرجة الأولى، وبرصد المناظر الطبيعية، والتي تضفي عليها مشاعرها، وكأنها تدعو لاستكشاف جماليات الأماكن.
وقالت: أكثر ما يميز لوحاتي الجرأة والتقنية العالية والاهتمام بالتفاصيل، فدراستي للفن أفادتني في التعرف على خلفيات الفن التشكيلي وتطوره وأساليبه ومدارسه، لنقل الثقافة التراثية الإماراتية للعالم.

فن حديث 
ترى سلامة، أن الفن الحديث يجمع بين «الميكس ميديا» والتصميم والديكور الداخلي والأزياء و«الجرافيكس»، وسواها من الفنون التي تفتح الباب أمام المبدعين والأفكار المبتكرة، كما ظهرت تخصصات جديدة تساعد على اختيار الملابس، مؤكدة أن هناك فرقاً كبيراً في طريقة ممارسة الفنون بين الأمس واليوم، مع ضرورة تعزيز قيمة الفن لدى الأطفال، لما له من أهمية في إبراز الجمال والارتقاء بالإحساس.

ورش 
نجحت سلامة الرميثي في تكوين مجتمع خاص بها مع طالباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنها تقدم ورشاً فنية تطوعية في أكثر من مدرسة، وتساعد طالبات الفنون، وتدعمهن وتتواصل معهن وتنقل لهن خبراتها ومهاراتها بكل حب وإخلاص.