خولة علي (دبي)
مع التقدم التكنولوجي في مجالات التلسكوب والمركبات الفضائية والأقمار الصناعية، أصبحت دراسة الفلك أكثر جاذبية للشباب في ظل اهتمام الدولة بقطاع الفضاء وانتشار المراكز المتخصصة، مما أسهم في توجه شريحة واسعة إلى البحث والدراسة المستفيضة للحقائق العلمية المتعلقة بالاستكشافات الفضائية وكل ما يدور في فلكها.
من هنا استطاع عمران بن ارحمه الشامسي عضو جمعية الإمارات للفلك، وأحد «سفراء الفلك والفضاء» في روسيا لعام 2019، أن ينضم إلى صفوف الباحثين ويخطو خطوات واسعة في مجال دراسة الفضاء. وهو ما زال طالباً على مقاعد الدراسة الجامعية، تخصص الفيزياء التطبيقية والفلك، ليسهم بدوره في نشر المعرفة في العالم العربي عبر تقديمه برنامج «فلكيات» على منصته الإلكترونية. 

البداية
عن بداية اهتمامه بهذا القطاع، يقول عمران الشامسي: اهتمامي بعلم الفلك تزامن مع برنامج «سفراء الفلك والفضاء» التابع لمجلس الشارقة للتعليم، كأول برنامج يهتم برواد الفضاء في دولة الإمارات، إذ إن مشاركة هزاع المنصوري وسلطان النيادي عام 2019 في رحلة لمحطة الفضاء الدولية، ألهمتني وجعلتني أدرك أهمية قطاع الفضاء كركيزة أساسية في تطوير العلوم والتكنولوجيا. 

ركيزة أساسية
وعن أهمية دراسة العلوم الفلكية، يضيف: تسهم هذه العلوم في تطوير العديد من المجالات، فهي تساعد في فهم أعمق للكون والمجرات والكواكب، وتفتح آفاقاً جديدة في الأبحاث العلمية، وتسهم في تحسين نظام الملاحة وتطوير تقنيات جديدة تُستخدم في حياتنا اليومية، مثل الاتصالات ونظم تحديد المواقع GPS. 
ويرى الشامسي، أنه من خلال دراسة الفلك، يمكن الحفاظ على التراث العلمي الذي تركته الحضارات القديمة، مما يسهم في تعزيز المعرفة وتطوير التقنيات التي تفيد البشرية، وتقدم حلولاً جديدة في مجالات الطب والزراعة. كما تساعد البيانات الفلكية في دراسة التغيرات المناخية وفهم تأثيرات النشاط الشمسي على كوكب الأرض، وبفضل الأبحاث الفلكية، يمكن أيضاً تطوير تقنيات جديدة تحسن من جودة الحياة وتساعد في مواجهة التحديات المستقبلية.

مهارات جديدة 
وطوّر الشامسي نفسه في هذا المجال من خلال القراءة المستمرة والاطلاع على أحدث الأبحاث والتطورات، إضافة إلى التحاقه ببرامج تدريبية ومؤتمرات فلكية، تقدمها أكاديمية الشارقة للعلوم والتكنولوجيا والفضاء والفلك، وتتضمن محاضرات وورش عمل أسبوعية.
كما استفاد من المشاركة في برامج تدريبية دولية مثل برنامج تدريب رواد الفضاء، مما ساعده في اكتساب مهارات جديدة، وزيادة معارفه في هذا المجال.

مستقبل واعد 
ويرى الشامسي، أن مستقبل قطاع الفضاء واعد، حيث يربط بين العلوم التطبيقية مثل التكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ويفتح الباب أمام تطبيقات متعددة في مجالات عدة. كما تتيح البرامج والقوانين الفضائية الفرصة للشركات الدولية للتعاون في هذا القطاع.
ويذكر أن دولة الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بقطاع الفضاء والفلك، حيث تمثل وكالة الإمارات للفضاء، ومركز محمد بن راشد للفضاء، وأكاديمية الشارقة للعلوم والتكنولوجيا والفضاء والفلك، جهات رئيسة في تطوير هذا القطاع، فضلاً عن أن الإمارات لديها مشاريع مستدامة، مثل «مسبار الأمل» و«مشروع راشد المستكشف القمري»، مما يجعلها رائدة في هذا المجال على مستوى العالم العربي. 
وشارك الشامسي ببحث في «هاكثون ناسا لتطبيقات الفضاء» حول كيفية تخفيف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، عن طريق حلول طبيعية يزخر بها كوكب الأرض.

ظواهر فلكية 
من أكثر الظواهر الفلكية المثيرة للاهتمام الذي شهدها الشامسي، ظاهرة زخات الشهب، وتحديداً زخات شهب التوأميات التي تحدث في شهر ديسمبر. 
ويقول: كانت ظاهرة رائعة حيث رُصد نحو 100 شهاب في ليلة واحدة، وهي ظاهرة فلكية تسمى بزخات الشهب، أو أمطار الشهب، وتحدث عندما يدخل عدد كبير من الشهب الغلاف الجوي للأرض خلال فترة زمنية قصيرة. وتنشأ هذه الشهب عادةً من بقايا مذنبات أو كويكبات، وعندما تدخل الغلاف الجوي للأرض بسرعة عالية، تحترق وتضيء السماء. 

كما أن ظاهرتَي الخسوف والكسوف تعتبران من الظواهر الجميلة التي تُرصد وتُدرّس في الإمارات.
وأسهم الشامسي في عدة مشاركات دولية، منها انتسابه لبرنامج تدريب رواد الفضاء التابع لرائد الفضاء الراحل ألفريد وردن، وبرنامج تعاون بين وكالة الإمارات للفضاء ومخيم تدريب رواد الفضاء، حيث اختير ضمن أول دفعة عربية في هذا المخيم، وهي تجربة مهمة لتدريب وتأهيل رواد الفضاء.

ورش ومحاضرات
عن دوره في تثقيف المجتمع، يقول عمران الشامسي: كوني عضواً في جمعية الإمارات للفلك، أعمل على زيادة الوعي والثقافة الفلكية في الدولة من خلال المحاضرات وصناعة المحتوى وتقديم الورش المتعلقة بعلوم الفضاء والفلك.
وقدّم الشامسي عدة ورش ومحاضرات، منها ورشة علم الفلك في الإسلام خلال شهر رمضان الماضي، وسلسلة محاضرات بالتعاون مع جائزة الشيخة لطيفة.
ومن أبرز إنجازاته، انضمامه كعضو لسفراء الفلك والفضاء التابع لمجلس الشارقة للتعليم في روسيا لعام 2019، وتحقيقه المركز الثاني على مستوى الدولة في «هاكثون ناسا لتطبيقات الفضاء».