سعد عبد الراضي (أبوظبي)
تلعب المدرسة دوراً كبيراً في صقل المواهب الطلابية وتعزيز حضورها، وتهيئتها نحو التمكن والتشكل، وفي السنوات الأخيرة شاهدنا تميزاً واضحاً في المواهب الإماراتية سواء المرتبطة بالجوانب الإبداعية والفنية، أو تلك المتميزة في العلوم الأخرى.
«الاتحاد» استطلعت آراء بعض هذه المواهب، لمعرفة مدى تأثير المدرسة عليهم، وكذلك آراء من الهيئة التدريسية وأولياء الأمور.

طرق مبتكرة
في البداية، تقول ميثا المنصوري، الطالبة بالصف الثامن بإحدى المدارس الخاصة بمدينة العين،: لعبت مدرستي دوراً كبيراً في صقل مهاراتي وتطوير مواهبي، وساهمت في إظهارها للمجتمع، كما كان لها تأثير كبير في تطوري اللغوي والأكاديمي، خاصة في اللغة العربية، حيث شاركت في العديد من الأنشطة والمبادرات، وقد اعتمدت المدرسة على طرق مبتكرة وممتعة لتعزيز وتنمية هذه المواهب، مما أسهم في تحقيقي العديد من الإنجازات على مستوى المدرسة والمبادرات داخل وخارج مدينة العين.
دعم مستمر
وأضافت المنصوري: أفخر بكوني كاتبة ومدربة ناشئة، وقائدة المجال التراثي في فريق البراعم الخضراء، وقد حصلت على العديد من الجوائز والإنجازات، من أبرزها حصولي على المركز الأول في مسابقة «خارج الصندوق» من جمعية محمد بن خالد لأجيال المستقبل، والمركز الأول في مسابقة «ليوا تقرأ»، والمركز الثاني في مسابقة المدرب الناشئ على مستوى الدولة، كما حصلت على المركز الثاني في جائزة أكاديمية بناء الدولية لتطوير مهارات الشباب في الإلقاء.
تنمية المهارات
أما الطالبة شمة محمد الساعدي الحاصلة على المركز الأول في مسابقة المدرب الناشئ على مستوى الدولة، فتقول: نمت مهاراتي في التقديم والإلقاء بالممارسة والكثير من الدعم الذي تلقته من ذويها ومدرستها وفريق البراعم الخضراء، حيث تولت مهام القائد للمجال الفني في الفريق، واستعراض مواهب الأطفال واستدامة موهبتهم الفنية، والتشجيع على الفن الهادف سواء للحفاظ على البيئة والتراث من خلال تقديمه بطريقة مميزة بعدة جهات مختلفة في المجتمع.
وتضيف: مساعدة مدرستي وحب القراءة دعّما موهبتي، وأثّرا عليّ بشكل إيجابي، حيث تمكنت من مهارات التقديم المعبر والإلقاء المشوق، والتحدث بطلاقة. 

«كوكب العرب»
الطالب نصيب الأحبابي كاتب مميز، قام بتأليف قصته الأولى مؤخراً بعنوان «كوكب العرب»، حيث دعمت مدرسة ليوا الدولية موهبته بشكل كبير، وساعدته معلمة اللغة العربية في فهم عناصر القصة وتحسين مهاراته الكتابية، وبعد إصدار القصة، شجعته المدرسة على قراءتها أمام زملائه في الصف والصفوف المجاورة.
يقول نصيب: كما كان لمعلمتي دور كبير في تعميق فهمي للقصص وتحليل جوانبها الأدبية، مما ساهم في تطوير مهاراتي بشكل شامل.
تشجيع وتحفيز
وتقول ريم المنصوري طالبة في الصف السادس: أحب مدرستي لأنها تساعدني وتساندني وتصقل مواهبي، وأحب معلماتي لأنهن يشجعنني على المشاركة في المبادرات والأنشطة التي تساعد في تنمية شخصيتي. وتضيف ريم: بدعم أهلي ومدرستي ومعلماتي، حصلت على المركز الثاني في جائزة أكاديمية بناء الدولية لتطوير مهارات الشباب في الإلقاء، والمركز الثالث في الابتكار، كما حصلت على المركز الثالث في مسابقة الحرف اليدوية «فئة التلي» من نادي تراث الإمارات، وعن مواهبها تقول: من المواهب التي تميزت فيها الرسم والتصوير والحرف اليدوية والإلقاء والخطابة، كما أحب مطالعة الكتب وقراءة القصص.
إنجازات فنية
أما شريفة الهوتي فهي طالبة موهوبة تتميز بمهاراتها في الرسم والشعر منذ صغرها، حيث أظهرت شريفة اهتماماً كبيراً بالفنون، حيث كانت تستخدم الألوان والفرشاة لتعبر عن مشاعرها وأفكارها بأسلوب فني مبدع، وتمتاز لوحاتها بالتفاصيل الدقيقة والألوان الزاهية التي تجذب الأنظار وتترك انطباعاً قوياً لدى من يشاهدها، كما تتمتع شريفة بقدرة على التعبير عن نفسها من خلال الشعر ونسج الكلمات لتروي قصصاً تعبر عن مشاعرها وأفكارها بعمق وإحساس. 
برمجة الحاسوب
أما حمد سعد الأحبابي فهو طالب موهوب يتميز في برمجة الحاسوب ولعبة الغولف، وهو أيضاً رياضي بارز في كرة القدم إلى جانب تفوقه الأكاديمي، وقد حقق العديد من الإنجازات المتميزة في مجالات متعددة. ويقول حمد: تنظم المدرسة بطولات رياضية في نادي النايفة المجاور، وتخصص حصصاً رياضية لتعزيز تواجد الطلاب المستمر في الملاعب، مما يساهم في تعزيز الروابط بين الطلاب والرياضة بشكل عام.

 والطالبتان الريان الهنائي وشقيقتها هدى الهنائي، لكل منهما موهبة تختلف عن الأخرى، وسعت المدرسة بطرق ممتعة وجديدة لصقل وتنمية موهبتيهما، فكانت النتائج متميزة، فقد تفوقت الريان - الصف العاشر حالياً - بالكتابة الإبداعية والحساب الذهني، وحصلت على جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للتميز التربوي ثلاث مرات، وتسعى للوصول بكتاباتها إلى مكانة مميزة. كما كان لشقيقتها هدى - الصف الثامن حالياً- حظ من الإنجاز والتميز، حيث حققت جوائز عديدة في هذا المجال، منها جائزة التحبير للقرآن الكريم وعلومه، وجائزة الشيخة هند آل مكتوم، وتسعى أن تكون إحدى القارئات المميزات محلياً ودولياً.

بيئة حاضنة
من جانبها تقول هادية الجابري، رئيسة قسم اللغة العربية بإحدى المدارس الخاصة في مدينة العين: يتجلى دور المدرسة في كونها المؤسسة التعليمية الأولى التي تساهم في بناء شخصية الطالب وتنمية مواهبه منذ الصغر، فالمدرسة ليست مجرد مكان لتلقي العلوم والمعرفة، بل هي أيضاً بيئة تحتضن إبداعات الطلاب وتوفر لهم الفرص والمساحات المناسبة لاكتشاف قدراتهم وتطوير مهاراتهم.
وتضيف: يأتي دور المعلم ليس فقط في اكتشاف هذه المواهب، بل في توجيه الطلاب نحو التطوير والتفوق، من خلال تقديم الدعم والتوجيهات، حيث يقوم المعلم بتحفيز الطلاب على الالتحاق بالأنشطة المدرسية مثل النوادي العلمية، الفرق الفنية، والفرق الرياضية، إلى جانب المشاركة في المسابقات المحلية والدولية، وهذه الأنشطة تفتح أمام الطلاب آفاقاً جديدة للتعلم والنمو.

شخصية قيادية
نيلا سعد، طالبة موهوبة في الإلقاء والخطابة باللغة العربية، وتتمتع بشخصية قيادية مميزة، حظيت بدعم كبير من مدرستها من خلال إشراكها في مجلس الطلبة، مما أسهم في تطوير مهاراتها القيادية، وتمثل نيلا المدرسة في مختلف المجالات، وهي عضوة في برنامج «موهبتي» للتصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى أنها مؤلفة لثلاثة إصدارات أدبية وشاركت في تحدي القراءة العربي.
تقول نيلا «معلمتي هناء الصيام، تتابعني باستمرار وتدعمني في تطوير مهاراتي داخل المدرسة وخارجها».
إعداد جيل واعد
ترى هادية الجابري، رئيسة قسم اللغة العربية بإحدى المدارس الخاصة، أن نجاح الطلاب يتعاظم في تنمية مواهبهم من خلال التعاون المثمر بين المعلم والمدرسة والأسرة، فعندما يعمل الجميع كفريق واحد، يتاح للطلاب الحصول على الدعم الأمثل من خلال توفير الموارد اللازمة لتعزيز مهاراتهم، وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة المختلفة، وتوجيههم نحو المجالات التي تتناسب مع اهتماماتهم وقدراتهم، وهذا التكامل في الجهود يضمن إعداد جيل واعد يتمتع بالثقة والقدرة على مواجهة تحديات المستقبل بمهارات وإمكانيات متميزة.