بانتهاء اجتماع الجمعية العمومية الأول للعام الجاري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات يوم السبت الماضي، واختيار مجلس إدارة جديد، وبتجديد الثقة في الدكتور سلطان العميمي رئيساً للاتحاد للسنوات الأربع القادمة وتجديد الثقة لعضوتين من المجلس الماضي ودخول وجوه جديدة لأول مرة في المجلس لتقود دفة العمل في الاتحاد في الفترة القادمة، يكون اتحاد كتاب وأدباء الإمارات على عتبة عهدٍ جديد يحمل الكثير من الخير بإذن الله لمنتسبي الاتحاد والعاملين ضمن عضويته، وكذلك للناشئة والشباب من المبدعين الذين يخطون خطواتهم باجتهاد نحو بوابة الأدب بكافة أشكاله.
ولا شك أن السنوات الثلاث الماضية من عمر الاتحاد، والتي شهدتُ شخصياً باعتباري عضوة مجلس إدارة ومسؤولة ثقافية ورئيسة لفرع أبوظبي ما حدث فيها من تحول كبير في الأداء والأنشطة والفعاليات والمشاركات الداخلية والخارجية والإصدارات والموارد المالية، ذاك التحول الذي جعل هذا الكيان الثقافي المهم قريباً جداً من المجتمع بطوائفه المتعددة، ومن المثقفين باختلاف مشاربهم، لذا كانت السنوات الثلاث حافلة بكثير من الإنجازات التي شهد لها من استفادوا منها وشاركوا وكانوا جزءاً من العمل وأحد أسباب نجاحه.
ومع الدخول في مرحلة جديدة بعد تحديد أدوار ومناصب أعضاء مجلس الإدارة الذين سيعملون على تشكيل اللجان المساندة، وتفعيل النوادي المنبثقة عن الاتحاد كنادي الشعر ونادي القصة ونادي النقد لضمان استمرارية الأداء بوتيرة أكثر إتقاناً وابتكاراً، مستنيرين في ذلك باستراتيجية الاتحاد المعلن عنها، والتي تركز على رعاية الكتّاب والأدباء في الإمارات، واكتشاف المواهب الشابة ودعمها، وضمان مشاركة مختلف الأجيال في صناعة المشهد الإبداعي في الدولة، بما يتوافق مع الاعتزاز بالهوية المحلية الأصيلة، وتنظيم ملتقى سنوي للأدباء والكتاب، وإقامة ملتقيات ثقافية سنوية متخصصة، وإطلاق مبادرة ثقافية سنوياً، وتفعيل صندوق التكافل الاجتماعي، وكذلك ضمان الحفاظ على اللغة العربية الفصحى في الإنتاج الإبداعي والفكري.
وتسعى الاستراتيجية كذلك إلى تعزيز حضور مبدعي الإمارات في المشاركات الخارجية، وتوسعة أنشطة اتحاد الكتاب في كل إمارات الدولة، وعقد شراكات استراتيجية مع المؤسسات وجمعيات النفع العام، وضمان حضور الأدب الإماراتي في مناهج المراحل التعليمية والدراسات العليا، وتعزيز حضور «كتاب الإمارات» إعلامياً من خلال تطوير الأدوات والوسائط الإعلامية، بما يتناسب مع التطور الإعلامي المعاصر والمستقبلي.
يسعدني حقيقة تجديد الثقة بي لفترة ثانية من قبل الجمعية العمومية واختياري نائبة لرئيس اتحاد وكتاب الإمارات للمرحلة القادمة من قبل زملائي في مجلس الإدارة مشكورين، وأتطلع معهم إلى تحقيق قفزة نوعية في العمل المستقبلي في هذا الصرح الثقافي المهم في الدولة.