خولة علي (دبي)
ماجد حسن الشحي، رحالة إماراتي وظّف دراجته النارية ليجوب بها مناطق مختلفة حول العالم، ويتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة، من الشرق والغرب، متجاوزاً الكثير من التحديات كتنوع التضاريس وتقلب الأجواء، واختلاف قوانين السير والمرور من دولة إلى أخرى.
ورغم ذلك استطاع تجاوز الصعاب ونجح في نسج علاقات واسعة مع عدد كبير من الدراجين العالميين، متخطياً حاجز اللغة، ومحققاً أعلى صعود بالدراجة النارية على ارتفاع 18.380 قدماً عن سطح البحر في جبال الهملايا على قمة كردونجلا بالهند.
لغة مشتركة
تعلّقه بالدراجة النارية منذ الصغر وامتلاكه عدداً من الدراجات النارية، وحب المغامرة، أمور جعلته يسلك طريق الدراجين المحترفين في التجول بحرية وسهولة، والخروج في مجموعات مع عدد من الهواة.
في البداية كانت رحلاته تقتصر على دول الخليج، إلا أنه سرعان ما انطلق إلى الدول العربية ومنها إلى أوروبا.
ويؤمن الشحي بأن ركوب الدراجة متعة لا يدركها إلا من يخوض تجربة قيادتها، فهي تسهل رحلة الاستكشاف والبحث والوصول إلى مواقع يصعب الوصول إليها بالسيارة، إلى جانب التعرف على مجموعة كبيرة من هواة الدراجات النارية على اختلاف ثقافاتهم وجنسياتهم ولغاتهم. أما اللغة المشتركة هنا، فهي الدراجة، والتي يعتبرها لغة عالمية، وعلاقة متينة تنشأ بين الدراجين نظراً لاهتماماتهم المشتركة.
قلب الطبيعة
بداية رحلاته كانت في منطقة الخليج، وكان يغلب عليها البساطة والسهولة، وعندما خاض تجربة التجوال في الدول الأوروبية اختلف عليه الأمر، وازداد تعلّقه بالدراجة عند التنقل بها على جبال الألب، والاستمتاع بالطبيعة الفريدة، والتعرف على سكان بعض القرى البسيطة التي تقع في قلب الطبيعة الجبلية.
كل ذلك ساهم في تبادل المعرفة والثقافة بينه وبين جنسيات كثيرة تعرفت أكثر على دولة الإمارات من خلال الشباب الذين استطاعوا الوصول إلى مواقع صعبة وشديدة الوعورة.
الشحن والجمارك
ويذكر الشحي أن جبال الألب وجهة لأصحاب الدراجات النارية من دول العالم، والوصول إليها فرصة للتعارف وتبادل الخبرات.
ويقول: أول رحلة بالدراجة النارية في قارة أوروبا كانت عام 2014، حين واجهت صعوبات في إجراءات الشحن والاستلام وتخليص الجمارك، وكان الأمر مرهقاً، حيث اختلاف القوانين بين الدول، ولكن سرعان ما تجاوزت هذه المعوقات، بعد فهم القوانين التي لا يمكن تجاوزها بأي وجه من الوجوه، إذ لا بد من احترام أنظمة الدول الأخرى، ما يعكس هويتنا وتمثيلنا لوطننا كسفراء للإمارات في الخارج.
كرم الضيافة
من المواقف التي واجهت ماجد الشحي أثناء وجوده في بغداد على الطريق السريع، أنه فوجئ بصاحب مركبة يحاول إيقافه، حاول الشحي تفاديه وإكمال طريقه، ولكن إصرار السائق لفت انتباهه، وعندما توقف بالقرب منه، أخبره أنه يرغب بالترحيب به وتقديم الشاي العراقي.
وحفاوة الاستقبال لم تنته هنا، وإنما امتدت ليستضيفه في بيته، وبادره الشحي بالشكر والتقدير لكرم الضيافة، التي كانت من المواقف الكثيرة التي تؤكد مدى ما تتمتع به دولة الإمارات من سمعة طيبة.
تطلعات
يخصص الشحي إجازاته السنوية لتحقيق إنجازات أكثر في السفر لمسافات طويلة بالدراجة النارية.
وقد حرص في رحلاته الأخيرة إلى أوروبا على اصطحاب زوجته بالدراجة النارية، ويسعى إلى شحن دراجته إلى أميركا ليتنقل بين ولاياتها.
25 دولة
زار ماجد الشحي بدراجته النارية أكثر من 25 دولة من الشرق والغرب وأطول رحلة قام بها، كانت في بداية عام 2024، من مدينة دبي إلى مدينة فرانكفورت الألمانية بمسافة 7000 كيلومتر، قطعها في 14 يوماً، مروراً بـ 13 دولة، حيث حقق أعلى صعود بالدراجة النارية على ارتفاع 18.380 قدماً عن سطح البحر في جبال الهملايا في قمة كردونجلا بالهند.