لكبيرة التونسي (أبوظبي)
كثيراً ما يشعر المراهق بالتوتر أو القلق في المواقف الاجتماعية، أو أثناء الامتحانات، أو بدء مهمة جديدة، لكن أحياناً تطغى مشاعر القلق لتبدو أكثر تطرفاً، مما قد يتطلبه الموقف، وذلك قد يكون علامة على شيء أكثر خطورة، مثل القلق المفرط.
وفي هذا الصدد تناولت نورة مجاهد عبدالله، اختصاصي تثقيف صحي في مؤسسة التنمية الأسرية، هذا الأمر بالتحليل العلمي للتعرف على أسبابه وأعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه.
وقالت إن القلق المفرط يحدث في مواقف عادية، ويفوق الاستجابة العاطفية المتوقعة، في حين أن القلق العادي هو استجابة طبيعية للأحداث.
قلق جيد
عن الفرق بين القلق العادي والقلق المرضي، أوضحت نورة مجاهد أن أعراض القلق التي يمكن للآباء اكتشافها لدى أبنائهم المراهقين، هو حالة عاطفية طبيعية، والقلق ليس دائماً أمراً سيئاً، فهناك قلق جيد وآخر سيئ، والقلق الجيد عادة، يأتي ويذهب ويستمر لفترة قصيرة، وهو ضروري لتوليد الحافز لدى المراهق في بعض المواقف التي تتطلب قدراً متوازناً من القلق، مثل فترة الامتحانات، ولكن عندما يستمر القلق، ويكون غير متناسب مع الموقف، فقد يكون مرضياً.
قلق مرضي
وقد يظهر القلق المرضي مع تفاعل شخص ما بطريقة معينة في موقف معين، بينما قد تكون لدى شخص آخر ردود فعل جسدية مختلفة تماماً للحدث نفسه.
ويمكن أن تشمل أعراض القلق المرضي: سلوكيات التجنب، زيادة معدل ضربات القلب، تنفس سريع، الأرق، صعوبة في التركيز، مشكلة في النوم، اليقظة المفرطة، وهي حالة مرتفعة من التقييم المستمر للتهديدات المحتملة. ومع ذلك يجب التأكيد على أن العديد من الأفراد الذين يعانون القلق المرضي، قد لا يستوفون معايير الاضطراب الكاملة للحالة.
وأكدت نورة مجاهد أن بيئة المراهق الاجتماعية تتضمن نماذج مختلفة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على نقاط ضعف موجودة مسبقاً، كتأثير القدوة في تكوين اضطرابات القلق لدى المراهقين.
نصائح
قدّمت نورة مجاهد نصائح لأولياء الأمور لمواجهة القلق المفرط الذي يعانيه أبناؤهم، وقالت: لا بد من الاعتراف بالقلق الذي يشعر به ابنك، لا تستصغر المشكلة أو تتجاهلها، اظهر له أنك تهتم به وأنك تتفهم مشكلته، شجعه على طلب المساعدة، حتى لو كان مجرد التحدث مع طبيب الرعاية الأولية حول ما يحدث. عليك طمأنته، ولا تتركه بمفرده، شجعه على التحدث مع طبيبه عن الأعراض التي يعانيها للتوصل إلى طرق علاجها.
تجنب القلق
أوضح الدكتور شافع النيادي خبير التنمية البشرية والعلاقات الأسرية، أن القلق نوعان: إيجابي نافع وسلبي ضار، والإيجابي يعتبر حافزاً للعمل، حيث يدفعه للدراسة والالتزام بالقوانين أو القلق الناجم عن الخوف على صحته والالتزام بممارسة الرياضة والنوم المبكر والتغذية السليمة، وعند الشعور بالقلق المفرط يجب زيارة الطبيب النفسي لوضع خطة علاجية.
وأكد النيادي على ضرورة تقوية الوازع الديني عند الأبناء لتجنيبهم القلق المبالغ فيه، والتركيز على الجانب الروحاني منذ الصغر، مؤكداً أن التربية على الدين درع قوي وحصانة للأبناء.
وأضاف: لكي نجنب الأبناء وخاصة القلق الزائد، أوصي بالحوار المفتوح بشكل دائم، بحيث نخصص لهم الوقت النوعي، مع الابتعاد عن العتاب واللوم، وترك المجال للتعبير عن المشاعر بدون خوف أو تهديد. ومن المهم معرفة الأمور التي تعرض المراهق للقلق الزائد، كالامتحانات ورفقة السوء والتنمر.
وذكر أن القلق السلبي يزداد مع الشعور بالفراغ والفوضى والعشوائية والسهر وسوء التغذية، مما يستدعي إشغال الأبناء بممارسة الأنشطة البدنية وإدماجهم في المجتمع.
مهارات
ذكرت رحاب عبدالله أحمد الطريفي اختصاصية نفسية أن الكثير من المراهقين يعانون خلال رحلتهم في اكتشاف الذات من القلق المفرط، مما ينعكس على الصحة النفسية والجسدية، ويتسبب بنسيان المعلومات، ويقلل من الثقة بالنفس.
ومن مهارات التخلص من القلق السلبي: الاسترخاء الجسدي وتمارين التنفس، تشجيع النفس ويتمثل في التأكيدات الإيجابية، مثل أنا أثق بقدراتي، التركيز على الأفكار الإيجابية، الابتعاد عن ذكريات الماضي السلبية والمؤلمة، مكافأة النفس من خلال هدايا صغيرة والتواصل مع الأصدقاء وأفراد الأسرة، الرياضة، الأعمال المنزلية وممارسة اليوجا.