خولة علي (دبي)
تُعتبر مغامرة الغوص من أكثر التجارب تشويقاً واستكشافاً في عالم الرياضات البحرية. وهي ليست مجرد رياضة، بل رحلة إلى أعماق المحيطات حيث يتلاقى الجمال الغامض مع التنوع البيولوجي الفريد والتواصل مباشرة مع الطبيعة والكائنات في الأعماق وسط مكان يلفه السكون. وهذا ما دفع حمدة المنصوري المتخصصة في الغوص التقني لأن تخوض عدة مغامرات في الأعماق التي تخفي الكثير من الأسرار.
صبر وشجاعة
خاضت حمدة المنصوري العديد من المغامرات الخطيرة، منها الغوص في الكهوف، وفي المناطق الجليدية، والغوص في قفص عائم مع القروش في البحر بجنوب أفريقيا. وهذه التجربة جعلتها قادرة على مواجهة أشكال المخاطر الفجائية والتعامل معها بكل حكمة وصبر وشجاعة.
أغرب المواقع
وعن تجربتها في الغوص مع القروش تقول: كانت تجربة لا توصف مع رؤية قوة وعظمة هذه الكائنات التي نشاهدها من بعيد في البحر، ولكن فرصة التواجد بالقرب منها ورؤية أنيابها الحادة ونظرة عيونها وهي تتحين الفرصة للانقضاض على فريستها والتهامها، كانت شائقة ومرعبة في الوقت نفسه. وأن أكون في مواجهة حقيقية مع القروش في جنوب أفريقيا، أمر رائع ومن أجمل الأماكن التي غصت فيها حيث الغابة تحت الماء تُعتبر من أغرب المواقع.
وتضيف: التجربة عبارة عن الدخول في قفص صغير مربوط بطرف المركب، ينزل في مياه البحر شديدة البرودة ومن دون مرشد، والقفص غير ثابت بسبب قوة الرياح، ما يجعلني أيضاً غير ثابتة في داخله، فيما القروش تحوط بالقفص وتتحين الفرصة لانجراف أي جزء من جسدي خارج القفص. خطوة خطيرة جداً، ورغبتي في خوضها كانت بمثابة التحدي للبحث عن المزيد من التجارب في عالم الغوص.
هذه المغامرة، تتجاوز الحدود المألوفة وتكشف عن عوالم ساحرة، مما يجعل الغوص تجربة لا تُنسى، حيث استشعرت المنصوري الحرية الكاملة في عوالم جديدة تحت الماء وبأروع الصور.
«الدائرة المغلقة»
تسعى المنصوري مستقبلاً إلى استخدام جهاز «الدائرة المغلقة»، وهو عبارة عن جهاز للتنفس تحت الماء يقوم بمعالجة الغاز الذي يخرج مع هواء الزفير والتخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون، ويعمل على تعويض الأكسجين المستخدم قبل إمداد الغواص بالغاز من الدائرة التنفسية.
شغف بالأعماق
تشير المنصوري إلى أن إنجازاتها في عالم الغوص نابعة من شغفها بالأعماق والرغبة في استكشاف المجهول، ولتحقيق هذا الحلم في احترافية الغوص، استعانت بمدربين ومنظمات غوص عالمية للتدريب، وحصلت على الشهادات المطلوبة، ومنها: غوص الأعماق، واستخدام المخاليط، وغوص الجليد، واستكشاف الكهوف، والبدلة الجافة، واستخدام مركبة الغوص، ودورة ضبط الضغط اليدوي، مما أهلها لتصبح مدربة الغوص الإماراتية الوحيدة من منظمة بادي العالمية.