لكبيرة التونسي (أبوظبي)
مواجهة تحديات المستقبل، والمساهمة بفعالية في تطوير قطاع التكنولوجيا، من الأمور المهمة التي لا بد أن تتوفر في القطاع التعليمي لتعزيز جيل يتماشى مع متطلبات العصر. وتسعى مدرسة 42 أبوظبي التي أنهت تخريج الدفعة الأولى من طلابها، إلى إعداد جيل من المبرمجين.
وتعزز من خلال برامجها التعاون بين الطلاب، وتُكسبهم المعارف والخبرات لاستكمال مشاريعهم، كما تساعدهم على تجاوز أبرز التحديات التي قد تواجههم، والمتمثلة في عدم توفر خلفيات معرفية لديهم تتعلق بالبرمجة. وتحرص المدرسة على تنظيم الفعاليات التي من شأنها أن تعزز التواصل بين الطلاب والخبراء والاختصاصيين، ما يكسبهم معارف متقدمة، يحققون من خلالها التميز في رحلتهم التعليمية ومسيرتهم الحياتية. 

بيئة داعمة
عماد أبوشارب أحد الطلاب الذين دعمتهم المدرسة حتى أصبح مهندساً للبرمجة في الأمن السيبراني، قال: خلال رحلتي الدراسية في «42 أبوظبي»، واجهت تحدياً كبيراً يتمثل في عدم امتلاكي خلفية عن البرمجة، ولكن بفضل الدعم الذي تلقيته، تمكنت من اجتياز البرامج، وقد عززت المشاريع شغفي بتعلم المزيد عن البرمجة، وكانت دافعاً لمواصلة الجهود لتحقيق التميز والابتكار. وأضاف: عملت على تطوير مشروع FT_Transcendent، وهو عبارة عن موقع «لعبة» يسمح للاعبين بالتواصل والتنافس، ويتضمن أمن المعلومات وتطوير خاصية الدردشة والذاكرة.

التعليم الذاتي 
وأشار حسين عوض، مدير مشروع في دائرة التعليم والمعرفة، إلى أن من أبرز التحديات التي واجهته، الاعتماد الكلي على نفسه وعلى المعلومات المتاحة عبر الإنترنت لحل المشكلات التي تعترضه، عند تطوير المشاريع من دون مساعدة من المعلمين. ومن أبرز هذه التحديات كان مشروع FDF الذي اعتمد على التصميم والهندسة، كتحويل صور ثنائية الأبعاد إلى ثلاثية. وأكد أن المدرسة قدمت العديد من المزايا، منها المرافق المتاحة على مدار الساعة، بالإضافة إلى تخصيص مناطق للاستراحة، والتقنيات المبتكرة. وقال: تمكنت من المشاركة في العديد من المشاريع والفعاليات المتعلقة بمختلف مجالات البرمجة، من بينها Talent Hub الذي استغرق إنجازه 6 أشهر، وهو عبارة عن تطبيق صمم، ليساهم في تسريع عملية اختيار الموظفين بكفاءة.

الدعم المتبادل
وأكدت أبرار الجابري، إحدى خريجات الدفعة الأولى، أنها واجهت العديد من التحديات، ولكن بفضل النهج التعليمي للمدرسة والمرتكز على التعلم الذاتي والمشترك تمكنت من التغلب على تلك الصعوبات. وذكرت أن مشاركتها كانت فرصة ثمينة للتفاعل مع أبرز الخبراء والمتخصصين في مجالات البرمجة والتكنولوجيا، حيث قربتها من أحدث الاتجاهات والتقنيات في المجال، ما عزز شغفها، ووسع آفاقها المهنية.

وأشار الحي الهاملي، إلى أن مسيرته المهنية بعد تخرجه تغيرت معها طريقة تفكيره، وذلك نتيجة البيئة التعليمية المتقدمة التي وفرتها المدرسة، وساهمت في تطوير مشاريع تقنية مبتكرة.
تطبيق
تبدأ رحلة الطلاب في المدرسة بتعلم أساسيات البرمجة، من خلال البرنامج الأساسي المشترك، الذي يستغرق من 12 - 18 شهراً، بعدها يخضع الطلاب إلى تدريب أولي لمدة 6 أشهر، حيث يكتسبون مهارات عملية متقدمة ويطبقون ما تعلموه في بيئة عمل حقيقية. وتتيح المدرسة فرصة التخصص من خلال برنامج الإتقان، الذي يمتد حتى 3 سنوات، ما يمكنهم من تعميق معارفهم وتطوير مهارات متخصصة.