تامر عبد الحميد (أبوظبي)
ميثة العوضي، كاتبة سيناريو ومخرجة إماراتية شغوفة بصناعة السينما، عملت على مشاريع فنية عدة في الإمارات وأستراليا والمملكة المتحدة. وتعاونت مع فرق متنوعة في العديد من الإنتاجات التي شملت مسلسلات وثائقية وأفلاماً وإعلانات تلفزيونية لمجموعة من الشركات والإذاعات المحلية والعربية، إلى أن دخلت مجال الإخراج السينمائي بقوة، حيث أخرجت فيلمها الروائي الطويل الأول «العيد عيدين»، وتستعد خلال الفترة المقبلة إلى تنفيذ فيلمها الطويل الثاني بعنوان «نور»، إضافة إلى مسلسل وثائقي بعنوان «ما رواء البرقع».
البداية
قصة ميثة مع السينما بدأت في عمر الـ 16، حينما قررت السفر إلى أستراليا للدراسة في جامعة ملبورن، وحصلت على بكالوريوس في التصميم والفنون، إلى جانب دراستها لـ«الأنيمشن» ورسم الشخصيات الكرتونية، لاسيما أنها تعشق الأنمي الياباني منذ الصغر. وكانت تتابع دائماً الرسوم المتحركة الشهيرة مثل «كابتن ماجد» و«هزيم الرعد» و«المحقق كونان»، وتمنت أن تدخل هذا المجال، إلى أن كتبت نصاً قصيراً وتولت إخراجه. وبعدما حصدت ردود أفعال إيجابية على عملها كمخرجة، قررت أن تستكمل دراستها في هذا المجال، ونالت الماجستير في صناعة الأفلام من بريطانيا، وأنتجت أكثر من 10 أفلام قصيرة تستعرض قصصاً أوروبية. تعاونت فيها مع مختلف الجنسيات، كما عملت في مجالات الصوت والمونتاج والإنتاج والكتابة والتمثيل.
عالم الإنتاج
وبعد حصولها على الماجستير في صناعة الأفلام، عادت ميثة إلى الإمارات ودخلت عالم الإنتاج، وأنتجت عدداً من المسلسلات الوثائقية والإعلانات التلفزيونية، لتتولى بعدها منصب رئيس قسم الإنتاج في أكاديمية الإعلام الجديد بدبي، حيث شاركت في إحدى ورش عمل رواية القصص التي ينظمها «استوديو الفيلم العربي». واختيرت عام 2021، لتكون مخرجة فيلم قصير بمناسبة اليوم الوطني الـ50 لدولة الإمارات، من إنتاج «إيمج نيشن أبوظبي». 
انطلاقة
انطلاقة ميثة الحقيقية في المجال السينمائي، بعد فوز فيلميها القصيرين «أكس - X»، و«تشارلي – CHARLIE» عام 2016، بـ 13 جائزة دولية، عرضت في أكثر من 40 مهرجاناً حول العالم، إلى أن أخبرتها الكاتبة الإماراتية سارة الصايغ عن ترشيحها لإخراج الفيلم الروائي الطويل الإماراتي - السعودي، «العيد عيدين» إنتاج «إيمج نيشن - أبوظبي».
تحديات 
عن انتقالها من صناعة الأفلام القصيرة إلى الطويلة، أوضحت ميثة أن الانتقال كان صعباً، لاسيما أن الفيلم القصير سهل في التنفيذ، وصعب في إيصال الفكرة والرسالة للمتلقي، خصوصاً أن مدة الفيلم لا تتعدى الـ 20 دقيقة. والفيلم الطويل تكلفة إنتاجه أعلى، وبفريق عمل ضخم، ونص طويل، إلا أنه مع وجود طاقم عمل مميز في «العيد عيدين» استطاعت أن تتغلب على التحديات. 
مخرجات متميزات
وحول رأيها فيما وصلت إليه المرأة الإماراتية في مجال السينما، أوضحت العوضي أن المرأة الإماراتية حققت العديد من الإنجازات في الإخراج السينمائي خلال السنوات الماضية، فقد ظهر عدد من المخرجات المتميزات اللاتي دفعن المواهب الجديدة لدخول هذا المضمار، وعلى رأسهن المخرجة نايلة الخاجة التي تميزت في صناعة الأفلام القصيرة، حاصدة جوائز محلية ودولية، كما عُرض لها مؤخراً فيلمها الطويل الأول «ثلاثة»، إلى جانب الحضور القوي لبعض المبدعات مثل عائشة الزعابي وراوية عبد الله وسراء عبد العزيز الشحي. 
دعم وتمكين
وأشارت ميثة إلى أنه لولا دعم وتمكين دولة الإمارات، لما وصلت المرأة الإماراتية إلى ما هي عليه حالياً، حيث دخلت شتى المجالات، محققة العديد من الإنجازات. وقالت: حصلت على دراستي في الخارج بمنحة دراسية من دولة الإمارات، ودخلت عالم صناعة المحتوى من خلال الجهات المعنية بالفن في الدولة، التي وفرت منصات داعمة للمواهب الشابة، في مجالات مختلفة، مثل «المختبر الإبداعي» و«استوديو الفيلم العربي»، لمنح الفرص للمبدعين لإظهار مواهبهم، والمشاركة في عمليات الإنتاج بالأفلام العالمية التي تصور في الإمارات، بعدما أصبحت مركزاً رائداً لصناعة الأفلام الهوليوودية والبوليوودية، للاستفادة من الخبرات، كعملية تأهيلية لتنفيذ صناعة الأفلام. 
زيادة الإنتاجات
وترى العوضي أن الحركة السينمائية في الإمارات في نمو أكثر من أي وقت مضى، حيث تسرد قصص أكثر تنوعاً لمختلف الجنسيات، مشيدة بزيادة معدل الإنتاجات للأفلام المحلية، والتي تتعدى أكثر من 4 أفلام روائية تُعرض في دور السينما لمخرجين إماراتيين، إلى جانب العديد من الأفلام القصيرة التي تعرض في المهرجانات العالمية. 
«ما وراء البرقع»
وصرحت ميثة العوضي بأنها تستعد لدخول مجال الدراما التلفزيونية من خلال إخراجها وإنتاجها لمسلسل بعنوان «ما وراء البرقع»، وهو سلسلة درامية وثائقية إنسانية مجتمعية، وتدور الأحداث في إطار من المغامرات والكوميديا، حول 4 صديقات إماراتيات يعشن في دبي، ويعملن في مجالات مختلفة، مثل المحاماة والفن وصناعة المحتوى، ويواجهن العديد من التحديات والصعوبات من أجل تحقيق أحلامهن، ومن المقرر أن يتم تصويره في الإمارات، وستكون مدة كل حلقة 30 دقيقة.
فيلم «نور»
وكشفت العوضي أنها تستعد حالياً إلى تنفيذ فيلمها الروائي الطويل الثاني بعنوان «نور»، الذي كتبت نصه القصير عام 2015، ويستعرض قصصاً إنسانية لعائلات عربية، وهي حالياً في طور تحويله إلى فيلم طويل، لتصويره خلال الفترة المقبلة.
خير سفراء
تقول ميثة العوضي: في السينما الإماراتية ظهر عدد من المخرجين الذين أظهروا ما تتمتع به الإمارات من مواهب إبداعية، وأن لديها من الإمكانات في «الفن السابع» ما يؤهلها لتكون خير سفيرة للإمارات في المحافل السينمائية العالمية، مثل نواف الجناحي وعلي مصطفى ومحمد سعيد حارب ونايلة الخاجة.