المنصورة.. تراث عريق وجمال لافت

أحمد عاطف (القاهرة)
مدينة المنصورة واحدة من أشهر مدن مصر تجمع بين التراث العريق والتطور الحضري، وتُعرف بتاريخها الحافل وموقعها الجغرافي الفريد، وأحيائها التي تضج بالحياة والنشاط.
لكن ما الذي يجعل هذه المدينة مكانًا يستحق الاكتشاف؟ في هذا المقال سنتناول بالتفصيل موقع المنصورة، والمناطق البارزة فيها، وأصل تسميتها، بالإضافة إلى بعدها عن القاهرة وما تقدمه من فرص سياحية تستقطب الشباب.
موقع المنصورة
تقع المنصورة في موقع استراتيجي وسط دلتا النيل، وتُعد جزءًا من محافظة الدقهلية، تَحدّها من الشمال مدينة دمياط ومن الجنوب الغربي مدينة المحلة الكبرى، مما يجعلها مركزًا تجاريًا وثقافيًا هامًا في شمال مصر.
يُحيط بالمنصورة عدد من الأراضي الزراعية الخصبة التي تساهم في دعم الاقتصاد المحلي عبر الزراعة وتربية الماشية، ويمنح هذا الموقع الجغرافي المنصورة طابعًا ريفيًا وحضريًا في آن واحد، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالهدوء الريفي وفي الوقت ذاته الاستفادة من المرافق الحضرية الحديثة.
المنصورة ليست بعيدة عن البحر الأبيض المتوسط، إذ تبعد حوالي 60 كيلومترًا عن مدينة دمياط الساحلية، مما يجعلها قريبة من العديد من الشواطئ الجميلة التي يمكن للشباب زيارتها للاستمتاع بأوقاتهم، كما أن موقعها على نهر دمياط، أحد فرعي النيل، يجعلها مدينة تتمتع بإطلالات نهرية ساحرة تضفي جمالًا طبيعيًا على حياتها اليومية.
ما هي المناطق الموجودة في محافظة المنصورة؟
تتميز مدينة المنصورة بتنوع أحيائها ومناطقها، مما يجعلها مدينة حيوية تلبي احتياجات مختلف الفئات العمرية، خاصة الشباب الذين يبحثون عن أحياء تتناسب مع احتياجاتهم وأنماط حياتهم المختلفة، وإليك نظرة عامة على بعض المناطق الهامة في المنصورة:
-    حي الجامعة: يُعد القلب النابض للمنصورة، حيث يستضيف فرع جامعة المنصورة التي تعد واحدة من أعرق الجامعات في مصر. هذا الحي ليس مجرد مركز تعليمي، بل هو أيضًا مركز اجتماعي وثقافي حيث يلتقي الطلاب من جميع أنحاء مصر والعالم، كما أنه مليء بالمقاهي والمطاعم التي توفر أماكن مثالية للدراسة والتجمع مع الأصدقاء، مما يجعله مكانًا مفضلاً للشباب.
-    شارع الجمهورية: يُعتبر المحور التجاري الرئيسي في المنصورة، حيث يضم مجموعة واسعة من المتاجر والمراكز التجارية التي تلبي احتياجات الجميع، ويتنوع بين محلات الأزياء إلى المقاهي الفاخرة، ويجد الشباب في هذا الشارع كل ما يحتاجونه للتسوق أو قضاء وقت ممتع، كما يعتبر مكانًا مهمًا للفعاليات الثقافية والفنية التي تُنظم في المدينة. لذلك، فهو من أبرز معالم الحياة الاجتماعية فيها.
-    حي توريل: يتميز بهدوئه وجماله، ويُعرف بكونه منطقة سكنية راقية، وهو الخيار الأمثل للعائلات والشباب الباحثين عن بيئة هادئة ومريحة، بعيدًا عن ضجيج وسط المدينة، ويشتهر بالمساحات الخضراء والحدائق المزدهرة مما يجعله مكانًا رائعًا للاستجمام.
-    حي الصفا: أحد الأحياء الحديثة في المنصورة، ويشتهر بتصميماته العمرانية المعاصرة، ويفضل الشباب هذا الحي لما يوفره من خدمات حديثة ومرافق عصرية بما في ذلك مراكز اللياقة البدنية، المطاعم السريعة، ومحلات الأزياء العصرية. 

ما سبب تسمية المنصورة في مصر بهذا الاسم؟
تحمل مدينة المنصورة اسمًا يعكس تاريخًا من الانتصارات والبطولات، وتعود تسمية المدينة إلى القرن الـ 13 ميلادياً وتحديدًا إلى عام 1250م، حينما وقعت معركة "فارسكور" الشهيرة حين تمكن المصريون، بقيادة الملك الصالح نجم الدين أيوب، من هزيمة الملك الفرنسي لويس التاسع.
ومنذ ذلك الوقت، تم تسمية المدينة المنصورة دلالة على النصر الكبير الذي تحقق بها كونها معركة هامة شكلت تاريخ مصر في العصور الوسطى، كما أن المكان الذي أُسر فيه الملك الفرنسي لويس التاسع أصبح أحد المعالم التاريخية في المنصورة وهو "دار ابن لقمان".
كم تبعد المنصورة عن القاهرة؟
تقع مدينة المنصورة على بعد حوالي 120 كيلومترًا شمال شرق العاصمة المصرية القاهرة. ويمكن الوصول إلى المدينة بوسائل نقل متعددة، مما يجعلها وجهة سهلة الوصول للسكان المحليين والزوار على حد سواء، وإليك طرق الوصول إلى المنصورة من القاهرة.
-    بالسيارة: يمكن الوصول إلى المنصورة بالسيارة عبر الطريق الزراعي الذي يمر بالعديد من المدن الصغيرة والقرى الخلابة، وتستغرق الرحلة حوالي ساعتين إلى ساعتين ونصف الساعة حسب حركة المرور، كما يعد هذا الطريق مفضلاً للشباب الذين يستمتعون بالقيادة واكتشاف المناطق الريفية الجميلة على طول الطريق.
-    بالقطار: تقدم هيئة السكك الحديدية المصرية رحلات منتظمة من القاهرة إلى المنصورة، حيث يمكن للركاب الاستمتاع برحلة مريحة مع مناظر خلابة لريف الدلتا، وتستغرق الرحلة بالقطار حوالي ساعتين ونصف الساعة، وتعتبر خيارًا مثاليًا لمن يفضلون الراحة والاسترخاء أثناء السفر.
-    بالحافلة: هناك العديد من شركات الحافلات التي تقدم خدمات نقل بين القاهرة والمنصورة، مع رحلات متكررة على مدار اليوم، وتوفر الحافلات خيارًا اقتصاديًا وسهلاً للسفر بين المدينتين، وتستغرق الرحلة عادة حوالي ثلاث ساعات.

السياحة في المنصورة
تتميز المنصورة بتنوع معالمها السياحية التي تجذب الشباب والكبار من مختلف أنحاء مصر. فهي توفر مزيجًا من التاريخ والثقافة والترفيه. هذه بعض الأماكن التي تستحق الزيارة في المنصورة:
-    دار ابن لقمان: يكتسب هذا المتحف مكانته كونه المكان الذي احتُجز فيه الملك الفرنسي لويس التاسع بعد هزيمته في معركة "فارسكور". يعتبر هذا المكان معلمًا تاريخيًا هامًا يجذب الزوار المهتمين بالتاريخ المصري، ويحتوي المتحف على مقتنيات تعود لتلك الفترة، بما في ذلك أدوات حربية وملابس، مما يمنح الزائرين فكرة واضحة عن تلك الحقبة التاريخية.
-    حديقة الحيوان: تجتذب الحديقة، الواقعة في وسط المنصورة، العائلات. وتُعد مكانًا رائعًا لقضاء يوم ممتع في الهواء الطلق. تحتوي الحديقة على مجموعة متنوعة من الحيوانات المحلية والأجنبية، بالإضافة إلى مساحات خضراء واسعة توفر أماكن مثالية للتنزه واللعب. كما تنظم الحديقة أنشطة تعليمية وترفيهية تستهدف الأطفال والشباب، مما يجعلها وجهة مفضلة للعائلات.
-    جامعة المنصورة: هي ليست فقط مؤسسة تعليمية، ولكنها أيضًا معلم ثقافي للمدينة، ويمكن للزوار التجول في حرم الجامعة والاستمتاع بالحدائق الجميلة والمكتبات الثرية. وتنظم الجامعة أيضًا فعاليات ثقافية وفنية بشكل منتظم، مثل المعارض الفنية والحفلات الموسيقية، مما يجعلها مركزًا ثقافيًا حيويًا في المدينة.
-    كورنيش النيل: أحد أجمل معالم المدينة وأكثرها جذباً للشباب والعائلات للاستمتاع بجمال نهر النيل. يوفر الكورنيش أماكن رائعة للتنزه، بالإضافة إلى مجموعة من المقاهي والمطاعم التي تقدم إطلالات مباشرة على النيل، وهو وجهة مثالية لقضاء الأمسيات، سواء للاسترخاء أو للقاء الأصدقاء.
-    قصر الثقافة: معلم هام للحياة الثقافية في المدينة، حيث يستضيف مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية، بما في ذلك العروض المسرحية والمعارض الفنية وورش العمل. ويشكل قصر الثقافة بيئة ملهمة للشباب الذين يهتمون بالفنون ويرغبون في تطوير مهاراتهم الفنية.