خولة علي (دبي) 

هواية جمع المحار وتحويله إلى قطع فنية، تجربة فريدة تمزج بين استكشاف جمال الطبيعة والتعبير الفني. هذه الرحلة الإبداعية تبدأ بالبحث على شواطئ البحار عن أصداف المحار، التي تحمل في طياتها تاريخاً طبيعياً غنياً وألواناً وأشكالاً متعددة. وهي هواية أكثر من مجرد نشاط ترفيهي، بل ووسيلة للاسترخاء والابتعاد عن ضغوط الحياة، وأداة لتعزيز الإبداع الشخصي من خلال تحويل مواد بسيطة إلى أعمال فنية مبهرة. 
هذا ما تظهره إبداعات علياء الشامسي التي استطاعت أن تترجم ارتباطها بالبحر ورغبتها في الاستفادة مما تقذفه الأمواج على طول الشاطئ من قطع زاهية من المحار، لتبحث عنها وتلتقطها بشغف لاستخدامها في إبداعات فنية، تندرج ضمن جهود الحفاظ على الحياة الفطرية. 
جزء من الطفولة
شكّلت البيئة البحرية جزءاً من طفولة علياء الشامسي، فكثيراً ما كانت تتردد على شاطئ الخليج العربي بحكم سكنها بالقرب منه، في منطقة الحمرية التابعة لإمارة الشارقة، والواقعة بين عجمان وأم القيوين. وكان يشدها جمال الأصداف والحلزونات البحرية وتنوع أحجامها حسب المواسم، فهناك أصداف تتواجد وتتكاثر في موسم الصيف وأخرى في الشتاء، لتحملها الأمواج وتلقي بها على الشاطئ، فتلتقطها الشامسي، وتبدأ في ممارسة هوايتها. 
عن بدايتها في جمع الأصداف والمحار، تقول الشامسي: البداية كانت من جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، حيث أصبحت عضوة في نادي الفنون الخاص بالجامعة الذي يدعم الطالبات الموهوبات، من خلال تنظيم المعارض الفنية داخل الدولة وخارجها، وفي ذلك الوقت، قمنا بتنظيم معرض المرأة الإماراتية بإحدى جامعات إسبانيا لعرض عدد من لوحاتنا الفنية المستوحاة من البيئة الإماراتية، بحضور عدد من الشخصيات البارزة. 
عدة مراحل
عملية اختيار الشامسي للأصداف ليست عشوائية، إنما تحرص على ألا تحتوي المحارة على كائن حي للحفاظ على البيئة البحرية، وبعد جمع عدد من هذه الأصداف تبدأ في تحويلها إلى عمل فني، بعد مرورها بعدة مراحل. وتشير الشامسي إلى أنه بعد الانتهاء من تنظيف المحار وتجفيفه جيداً والتأكد من خلوه من الروائح، تقوم بطلاء كل قطعة منه بطبقة من المواد العازلة التي تضمن عدم تعرضها للكسر أو الخدش، وتحفظ جمال الصدفة لفترة طويلة. وفي المرحلة الثانية ترسم العمل الفني ثم تخطط وتنحت القواعد الخاصة به، ليتم تثبيت الأصداف في المرحلة الثالثة بطريقة احترافية، ثم تتركها لفترة وتصبح جاهزة للعرض، مؤكدة أن لكل نوع من الأصداف بريقه وجماله، لذا تتنوع لوحاتها الفنية وتتعدد أشكالها وفقاً لكل صدفة.
تحديات
ومن التحديات التي تواجهها الشامسي أثناء رحلة البحث عن المحار، أن الكثير منها يتجمع في الشواطئ غير المفتوحة، أو التي تحتاج إلى سيارة دفع رباعي. وتضيف: تتميز الإمارات بشواطئ نظيفة ومجهزة بخدمات رائعة لمرتاديها ويجب على الجميع الحفاظ على جمالها وتنوعها
وتؤكد الشامسي أن الأصداف لها فوائد جمّة، حيث تتخذها بعض الكائنات الصغيرة كبيت لها، مثل الأخطبوط الصغير الذي يحتمي داخلها خوفاً من الأسماك الكبيرة.
حصان البحر 
تعمل علياء الشامسي على الكثير من المشاريع الفنية التي تحمل أفكاراً من البيئة والتراث المحلي، ومن الأعمال الأقرب إليها: «حصان البحر». وتسعى مستقبلاً إلى تحويل المحار لقطع من الأكسسوارات والحُلي. 
وعن تبادل الخبرات مع آخرين، تقول الشامسي: لدي صداقات كثيرة حول العالم، حيث ساعدني الإنترنت في جمع أصحاب الهويات الواحدة من خلال «جروبات»، لنقوم بدعم بعضنا بشكل دائم.