خولة علي (دبي)
تمثل الشيف ميرا النقبي رمزاً للإبداع والتميز في عالم الطهي الإماراتي، حيث نجحت في المزج بين التراث الغني والمذاق الإماراتي الأصيل وتقنيات الطهي الحديثة، كما استطاعت من خلال شغفها بالمطبخ الإماراتي وفهمها العميق للنكهة، تحويل الأطباق التقليدية إلى روائع طهي معاصرة، تعكس جوهر الثقافة الإماراتية وتاريخها العريق.
تميزت النقبي بقدرتها الفريدة على إعادة ابتكار الوصفات التراثية بلمسات عصرية، مما جعلها محط أنظار عشاق الطعام، ليس فقط لموهبتها في إعداد الأطباق، ولكن أيضاً لدورها الفعال في نشر الثقافة الإماراتية من خلال الطهي، وتحويله إلى جسر يربط بين الأصالة والحداثة، لتكون بذلك سفيرة للمطبخ الإماراتي في مختلف المحافل والمناسبات.
عشق من الطفولة
منذ طفولتها عشقت الشيف ميرا النقبي فن الطهي، فقد كانت دائماً مفتونة بالألوان والأشكال المحيطة بها، مما عزز حبها للفن بجميع أنواعه، وبالأخص فن الطهي.
كان لديها شغف خاص بتجربة الأطباق الجديدة، فلم تكن تكتف بتذوقها فحسب، بل كانت تسعى لفك رموز مكوناتها وإعادة صنعها بلمساتها الخاصة.
هذه الرغبة الدائمة في الابتكار والتجريب جعلتها تتطور تدريجياً وتتفوق وصفاتها عن الوصفات الأخرى، حيث مزجت بين حبها للفن وموهبتها في خلق نكهات فريدة ومتجددة، تقول النقبي: «أشعر بالفخر والإنجاز عندما أقدم وصفات ذات مذاق شهي، وأتفوق بها على وصفات الطعام التقليدية، الشعور بالانتصار يجعلنا دائماً في طور الإنجاز».
شغف لا ينتهي
رغم حصولها على الدرجة الجامعية في تخصص العلاقات الدولية والعلوم السياسية والإعلام، وهو مجال يتطلب فهماً عميقاً للسياسات العالمية وديناميكيات العلاقات بين الدول، إلا أن شغفها الحقيقي كان في عالم الطهي، حيث وجدت في هذا الفن تحدياً لا يقل أهمية عن دراستها الأكاديمية، مما أثرى رؤيتها للطهي كوسيلة للتواصل بين الثقافات.
ورغم أن اختيارها لهذا الطريق قد بدا غريباً في البداية، إلا أنها حولت هذا التحدي إلى مصدر إلهام، حيث وظفت معرفتها السياسية وفهمها العميق للتفاعلات الثقافية، لإضفاء بُعد جديد على فن الطهي الإماراتي.
رحلة ممتدة
وعن بداية رحلتها في عالم الطهي تقول النقبي: تعلمت فن الطهي من الكتب التي كانت والدتي تقتنيها، مستفيدة أيضاً من خبراتها وخبرة من حولي. ومع تطور وسائل التعلم انتقلت إلى استخدام المواقع الإلكترونية للحصول على معلومات جديدة ومهارات متنوعة. ثم رغبت في خوض تجربة الطهي بشكل عملي، فانضممت إلى برنامج ابتعاث في أحد الفنادق العالمية وسافرت إلى كرواتيا لتعلم فنون الطهي في أحد المطاعم المميزة هناك.
وأضافت: استكملت تعليمي في الأكاديمية السويسرية بدبي وأكاديمية أبا لفنون الطهي في الشارقة، وشاركت في العديد من الفعاليات التي ساهمت في تطوير مهاراتي. ولكن دعم عائلتي كان محفزاً لي باستمرار، فقد قدموا لي انتقادات بناءة دون أن يؤثروا على مشاعري، مما ساعدني على تحسين تقنيات فن الطهي بشكل عملي، وكان لدعم قيادتنا الرشيدة دور كبير في تقدمي، واستضافتني في المحافل الدولية والعالمية لتمثيل المطبخ الإماراتي وتعزيز مكانته على الساحة العالمية خير دليل على ذلك».
سعادة ومتعة
أكدت النقبي أن الطهي بالنسبة لها ليس مجرد عمل، بل وسيلة لتفريغ التوتر والضغط. حيث يجلب لها السعادة والمتعة، وأشارت إلى أنها تعمل مع فريق ممتاز ومدرّب يمكنها الاعتماد عليه، وتحرص على التحضير المسبق كي تحافظ باستمرار على الهدوء والكفاءة، مما يجعل تجربة الطهي أكثر متعة وفاعلية بالنسبة لها.
وتتمتع الشيف النقبي بشغف كبير في تطوير وصفات جديدة ومبتكرة، فتسعى دائماً إلى تحسين النكهات ودمجها بطرق جديدة، بالإضافة إلى تحسين أساليب تقديم وتزيين الأطباق.
وتركز بشكل خاص على تطوير النكهات الإماراتية، مستلهمة ذلك من التراث لتقدم تجارب طهي فريدة ومبتكرة.
كما تثير اهتماماتها الاتجاهات التي تدعم الاستدامة في الطعام، وتهتم بتقديم وصفات صحية من روح المطبخ الإماراتي خصوصاً والعربي عموماً.
وتؤكد أنه لا بد من أن يواجه الفرد في بداية مشواره بعض الصعوبات فتقول: الثبات والإرادة والتحدي المرتبط بالثقة جعلني أتخطى التحديات، وقد أثبتُّ، ولله الحمد، أنني طاهية على قدر من الاحترافية في تقديم وصفات مبتكرة ومتميزة.
أهداف مستمرة
أهداف النقبي لا تتوقف، فهي تخطط لأن تعمل طاهية رئيسية في أحد المطاعم في مدينة كلباء، هذا إلى جانب مشروعها الخاص مقهى «حيب»، وهو حلم في طور التحقيق والتحول إلى مقهى صغير يقدم نكهات إماراتية متطورة.
كما تسعى إلى تقديم عدة وصفات للمطاعم، ودروس طهي خاصة، وورش عمل عن المطبخ الإماراتي.