محمد نجيم (الرباط) 

أصبحت الصورة الفوتوغرافية سمة من سمات العصر الحديث لما لها من تأثير وقوة، ومن المعروف أن المغرب شهد دخول التصوير الفوتوغرافي إلى مجتمعه منذ أكثر من قرن من الزمن، أي منذ السنوات الأخيرة من القرن الـ 18، ويشتهر المغرب بعدد من المتاحف الخاصة التي تعرض بعض الصور النادرة جداً، التي التقطها عشاق التصوير الفوتوغرافي من مختلف الجنسيات التي زارت، إما للسياحة أو للإقامة. أمكنة ومآثر وأسواق شعبية موجودة في المغرب تمثل تراثه المعماري والحضاري، حيث تعكس تلك الصور الملتقطة بكاميرات قديمة بدائية، باللونين الأسود والأبيض. عادات وتقاليد المغاربة في مختلف مناحي الحياة اليومية في القرى والأسواق الشعبية وحارات مراكش وفاس والرباط، وشفشاون والصويرة وقصبات وارزازات وأسوار بقية المدن المغربية الغنية بتراثها المعماري وثقافتها الشعبية.
حصن روتيمبورغ
 ومن أشهر تلك المتاحف التي تهتم بالتصوير الفوتوغرافي وتاريخه في المغرب، نجد المتحف الوطني للتصوير، الذي يحتضنه أحد المعالم الأثرية الجميلة في مدينة الرباط وهو حصن «روتيمبورغ» أو «البرج الكبير»، كما يطلق عليه سكان مدينة الرباط، وقد شيده المهندس الألماني الشهير والتر روتيمبورغ، وانطلقت أشغال البناء فيه بين عامي 1888 و1894. والبرج بطابعه الحربي يدمج بين العمارة الأوروبية والمغربية ليحتضن مدفعين عملاقين هدية من الحكومة الألمانية للمغرب، وقد تغير اسمه في عهد الحماية الفرنسية عام 1912، ليحمل اسم حصن «هيرفي»، ويعد أول بناية تدخل مادة الأسمنت المسلح ضمن مواد البناء. وتشرف على تسيير المتحف الوطني للتصوير، المؤسسة الوطنية للمتاحف، والتي تنظم معارض وطنية ودولية للتصوير الفوتوغرافي، ويجلب السياح من مختلف أنحاء العالم.
وجهة مفضلة
 يقول عثمان أفقير، المهتم بالفن وتاريخ التصوير الفوتوغرافي في المغرب: إن هذا المتحف أعطى للصورة الفوتوغرافية مكانتها التي تستحقها، وأصبح من الوجهات المفضلة لدى كل سائح يقصد الرباط قادماً إليها من مختلف أنحاء العالم، لأنه يحتضن الكثير من الصور الفوتوغرافية التي تؤرخ للمغرب ولثقافته وعمرانه وعادات شعبه في الأكل والزي والغناء والرقص.
كما أن معماره الحربي الأوروبي يعد تحفة من التحف النادرة، لأن من صممه عمد في تصميمه إلى جعله متفرداً وغريب الشكل كأنه لوحة فنية رسمها فنان شهير.