خولة علي (دبي) 

تحوّلت الكثير من المراكز والهيات المجتمعية إلى بيئة نشطة بالفعاليات والبرامج الصيفية، الهادفة للطلبة، والتي تجمع الأعمال الحرفية والمهنية، وغرس القيم والهوية المحلية، حيث نظم مشغل الخلية في دبي معسكر دانات الصيفي للطلبة ليمنحهم الفرصة في التعبير عن أنفسهم بشكل إبداعي، من خلال الأنشطة الفنية والثقافية، وتوفير بيئة تفاعلية مع أقرانهم، بما يعزز مهاراتهم الاجتماعية، حيث بدت أقسام المركز أكثر نشاطاً وتفاعلاً، وظهر ذلك جلياً على المشاركين الذين بدوا شغوفين، وأكثر بهجة، وهم يمارسون نشاطهم. 
تقول فاطمة المزروعي، صاحبة مشغل الخلية: نسعى إلى تطوير مهارات الأطفال وتنميتهم، مهنياً وثقافياً واجتماعياً، وتوفير جيل أكثر ثقة بنفسه وبقدرته على مواكبة الحياة المتسارعة وتطورها، والنهل من العلوم والمعرفة التي باتت في متناول الجميع، فالأمر لا يتطلب سوى العزيمة والإصرار والتحدي، وقد حرصنا أن نكون إحدى الجهات المساهمة في احتواء الطلبة في الإجازة الصيفية، وتفعيل كافة قدرات الخبراء والمدربات في تأهيلهم وتدريبهم، في مجالات مهنية وحرفية تحولهم من مستهلكين إلى منتجين، فالعمل اليدوي أياً كان يفتح لهم آفاق الإبداع والبحث عن أفكار مبتكرة ومتجددة.

فعاليات وأنشطة 
وعن معسكر دانات الصيفي وبرامجه تضيف المزروعي: «يضم البرنامج عدداً من الورش والأنشطة التي تلائم الطالبات من عمر 6 - 12 عاماً.
ومن أبرز الورش فن الحياكة، والتعرف على تفاصيله الدقيقة والتدريب على استخدام آلة الحياكة بشكل مبسط، ما يعزز المهارات الحركية الدقيقة لدى الطالبات، ويعلمهم الصبر والدقة والتركيز الانتباه، ويمنحهم شعوراً بالإنجاز عند الانتهاء من المنتج، ولمسنا أيضاً الحماس الذي اشتعل بين الطالبات، وهن يحاولن أن يتفوقن على بعضهن في ممارسة الحياكة، بالإضافة إلى ورشة صناعة الأكسسوارات، والتعرف إلى أساسيات هذه الصناعة للحصول على عقود وأساور متميزة، تظهر ذائقة كل طالبة وطريقة تشكيل وانتقاء الأحجار الزاهية، كما أبدعت الطالبات في ورشة تنفيذ الأعمال الجبسية لتشكيل أواني الزينة وسواها من القطع، وورش الطهي، والعديد من الفعاليات والأنشطة المفيدة».

السنع 
وحرصت المزروعي أن تعرف الطالبات على مفاهيم السنع والعادات والتقاليد، التي تعد جزءاً من القيم المجتمعية والهوية المحلية.
وقالت: «السنع مفردة محلية تضم تحت طياتها الذوق والأدب وحسن التعامل مع الآخرين، وفنون التصرف في مختلف المواقف الاجتماعية، مثل الضيافة واحترام الكبير وإظهار الهوية المحلية والحفاظ عليها، وتم إبراز هذه الأساليب من خلال مشاهد تمثيلية نفذتها الطالبات، للتعريف بالسلوكيات الصحيحة والخاطئة، مع حفظ سور من القرآن الكريم، وتحفيز الطالبات على الاستمرار في ممارسة هذه الأنشطة، حتى تُصقَل مهارتهن ويحولن هذه الحرف إلى مصدر دخل لهن».
وتؤكد المزروعي على أهمية دور الوالدين تجاه الأبناء، ولاسيما في إشغالهم بعيداً عن العالم الافتراضي، ليستطيعوا اكتشاف ما لديهم من مواهب وقدرات ومهارات، ويتعرفوا على مواطن الضعف والقوة لديهم، ومن ثم تبدأ خطوة رعاية الموهبة وتنميتها، بالإضافة إلى تشجيعهم على البحث والقراءة، والاطلاع على تجارب الآخرين.