خولة علي (دبي) 
يسعى الطلبة وراء تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم العلمية، وترك بصمة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ومن بينهم المبرمجة اليازية محمد المنصوري، طالبة في الصف الثاني عشر من مدرسة دبي الوطنية، والتي التحقت بنادي الإمارات العلمي ومركز سجايا فتيات الشارقة، لتخطو بثقة في عالم التقنية والابتكار، مما يؤهلها للمشاركة في الكثير من المؤتمرات والمسابقات العلمية حول العالم، بابتكارات تخدم المجتمع. 
 حرصت اليازية المنصوري على المشاركة في المسابقات المدرسية التي تُقام على مستوى الدولة، وكان انضمامها لنادي الإمارات العلمي نقطة تحول بالنسبة لها في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فمع أول مشاركة لها كعضو رسمي في نادي الإمارات العلمي، استطاعت أن تحصد المراكز الأولى في الكثير من المسابقات التي خاضتها. 
مشاريع ابتكارية 
من المشاريع التي ابتكرتها اليازية، مشروع الكرسي المتحرك، وهو عبارة عن كرسي آلي يعمل بالطاقة النظيفة، ويهدف إلى تحسين تجربة استخدام الكرسي الطبي والعمل على توفير استهلاك الكهرباء، من خلال وضع لوح طاقة شمسية كبديل عن مصادر الطاقة التقليدية التي تشكل خطورة على البيئة، إضافة إلى مشروع جهاز كاشف نسب الصوديوم بأجساد لاعبي الرياضة لمراقبة الصحة البدنية للاعبين، وهو يعتمد على كاشف ذكي يستشعر قياسات معينة لنسبة الصوديوم خلال التعرق، مما يسهل التعرف على المشاكل الصحية. 

نوبات الصرع
نظراً لوجود العديد من المرضى الذين يعانون مرض الصرع ونوباته المتكررة وأعراضه الجانبية، مثل الإغماء والحركات الجسدية المفاجئة التي تشكل خطورة على صحة المريض، اتجهت اليازية إلى ابتكار مشروع مستشعر نوبات الصرع، الذي بدوره يساعد في قياس دقات القلب ودرجة الحرارة ونسبة الموجات الكهربائية، ففي حال الكشف عن تغير مفاجئ في أحد تلك العناصر يقوم هذا الجهاز بإرسال تنبيهات للأشخاص المرضى، قبل الدخول في نوبة صرع. 
إنجازات ومشاركات 
تشير اليازية إلى أن ابتكارها لسبعة مشاريع علمية، مكنتها من دخول مضمار المنافسة والحصول على جائزة الطالب المتميز في المجال الأكاديمي لعام 2023، ومن خلال مسيرة حافلة بالإنجازات والتميز في مجال البحث العلمي، فازت بأكثر من 5 مسابقات عالمية، إضافة إلى مشاركات في معارض مختلفة داخل وخارج البلاد، وكانت أول مشاركة لها عبر دورة الروبوتات والذكاء الاصطناعي عام 2017، ونالت المركز الأول، وتمكنت بعدها من الحصول على المركز الأول على مستوى العالم في الصين من خلال تصميم روبوت تقني حديث، كما ابتكرت نظاماً للتنبؤ بالحرائق باستخدام الذكاء الاصطناعي، والذي فاز بالمركز الأول عن فئة التكنولوجيا في مسابقة العالم الشاب على مستوى الدولة، كما أن لديها مساهمات ومشاركات خارج الدولة، منها مسابقة BUCA IMSEF في تركيا، وحازت فيها أيضاً المركز الأول عالمياً بفئة المشاريع العلمية وأفضل تقرير علمي من قبل مؤسسة الشباب في كندا، كما شاركت في مسابقة (WICE) العالمية وحازت المركز الأول أيضاً.

تحديات
من التحديات التي واجهتها اليازية خلال مسيرتها، صعوبة الحصول على بعض القطع الإلكترونية غير المتوافرة بالأسواق، ولكن مع نادي الإمارات العلمي تمكنت من التغلب على هذه المشكلة، من خلال جهود مشتركة مع الفريق والمتدربين في النادي، وبذلك استطاعت أن تجتاز هذه العقبة. 
وتؤكد اليازية الدور التي توليه الدولة في تحفيز الطلبة على الابتكار في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي وفهم لغة التخاطب الإلكتروني، من خلال توفير مراكز متخصصة في علوم التقنيات والابتكارات، ودعم الموهوبين في هذا المجال ومنحهم الفرصة للتميز والإبداع.
نشر ثقافة الابتكار 
تواصل اليازية المنصوري نشر روح التميز والابتكار بين الشباب، ليس فقط في مجال البحث العلمي، بل في مجالات مختلفة تفيد المجتمع، ومن خلال مشاركتها في المجلس العالمي لأجيال المستقبل تمت مناقشة أهمية الابتكار في الحياة اليومية، وتبادلت النقاش والحوار مع مجموعة من الطلبة من مختلف أنحاء الدولة، ومع عدد من رواد الابتكار وصناع القرار، وكانت هذه الخطوة كفيلة بالتعريف بثقافة الابتكار وتحفيز الشباب على استثمار قدراتهم في كل ما يتعلق بمستقبل الوطن.