تامر عبد الحميد (أبوظبي)

حققت المخرجة الإماراتية راوية عبدالله تميزاً في صناعة الأفلام القصيرة، حصدت من خلال مسيرتها في هذا المجال عدداً من الجوائز المحلية والدولية، لكن طموحها الكبير في عالم «الفن السابع» دفعها إلى خوض مجالات فنية مختلفة، حيث قررت دخول الإنتاج السينمائي، بعدما شاركت في تنفيذ الفيلم العالمي Watcher، ليتم ترشيحها مؤخراً من قبل «إيمج نيشن أبوظبي»، لإنتاج الفيلم الإماراتي السعودي الضخم «العيد عيدين» كأول عمل روائي طويل لها، لتؤكد إمكانات ومهارات «ابنة الإمارات» في صناعة المحتوى الإبداعي، ليس محلياً فقط، بل عربياً وعالمياً.
وكشفت راوية عن أنها تعكف حالياً على إعداد سيناريو لفيلم طويل، وضعت له اسماً مؤقتاً بعنوان «رحلة صغيرة»، ومن المقرر أن تتولى إنتاجه وإخراجه نهاية 2025.

بدايات
تحدثت راوية في حوارها لـ«الاتحاد» عن رحلتها في عالم «الفن السابع»، حيث شاركت عام 2007، في مسابقة «أفلام من الإمارات» في المجمع الثقافي بأبوظبي، بفيلم «قبل أن أكبر»، وحصدت من خلاله إشادات من صنّاع السينما، ما دفعها إلى إخراج فيلمها القصير الثاني «غيمة أمل»، عام 2009، وشاركت به في مهرجان «الخليج السينمائي» بدبي عام 2010، وفاز بجائزتي أفضل فيلم قصير وأفضل ممثلة. 
وذكرت أن فيلميها «اللون المفقود» عام 2011، و«مكتوب» عام 2012، هما بدايتها في مجال الإنتاج، حيث تولت إنتاجهما وإخراجهما، وشاركت بهما في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية.

«خط التماس»
شاركت راوية في كتابة سيناريو فيلم «خط التماس»، الذي فاز بجائزة وزارة الداخلية، كأفضل سيناريو في مهرجان «دبي السينمائي الدولي» عام 2017، وكان من المقرر أن يتم إنتاجه وتحويله إلى فيلم سينمائي.
وحول الأسباب التي حالت من دون ذلك، أوضحت أن هذا العمل كان مشتركاً بين الإمارات وفرنسا، وكان من المفترض أن يتم تصويره بالكامل في فرنسا، ولصعوبة الاتفاق مع شركة إنتاج لتنفيذه، تم تأجيله.

مشاركة عالمية
بداية راوية الفعلية في مجال الإخراج والإنتاج السينمائي الطويل، كانت عبر الفيلم العالمي «واتشر» - Watcher عام 2022، وشاركت فيه كمساعد مخرج ثان.
وعن هذه التجربة، قالت: شاركت «إيمج نيشن» في إنتاج هذا الفيلم العالمي، وكانت تبحث وقتها عن مخرج إماراتي، وبعد عودتي من فرنسا، أرسلت السيرة الذاتية وتم قبولي ودعمي من قبل «إيمج نيشن» التي أعطتني الفرصة لاكتساب خبرات عالمية، حيث تم تصوير الفيلم بالكامل في رومانيا مع المخرجة الأميركية لكوي أكونو، وشارك في بطولته نخبة من ممثلي هوليوود منهم: Maika Monroe، Karl Glusman، Burn Gorman، وكانت تجربة ثرية تعلمت منها الكثير.

إثبات وجود
عن انتقالها من صناعة الأفلام القصيرة إلى الطويلة، خصوصاً مع الفيلم الإماراتي السعودي الجديد «العيد عيدين»، قالت راوية: كانت مغامرة كبيرة، خصوصاً أنه أول فيلم روائي طويل لي، وأشارك فيه كمنتجة وليس كمخرجة، بالرغم من أن دراستي هي الإخراج.
وأتوجه بالشكر إلى «إيمج نيشن أبوظبي» التي تهتم وتحرص بشكل مستمر على دعم المواهب الإماراتية الشابة في جوانب مختلفة من صناعة المحتوى الإبداعي.
وقد رشحتني إلى جانب الكاتبة الإماراتية سارة الصايغ والمخرجة الإماراتية ميثة العوضي، لنتشارك في تنفيذ هذا العمل العائلي المميز والمختلف، ما أتاح لي الفرصة لإثبات وجودي كمنتجة في عالم الأفلام الإماراتية الروائية الطويلة.
كما سعدت بتكوين هذا الفريق السينمائي النسائي من قبل «إيمج نيشن أبوظبي»، في «العيد عيدين» كسابقة هي الأولى من نوعها في إنتاج الأفلام المحلية.

صعوبات
حول الصعوبات الإنتاجية التي واجهتها خلال تصوير «العيد عيدين»، أوضحت راوية عبدالله أنه تم تصوير الفيلم في صيف 2023، في عدد من مواقع التصوير الخارجية، إلى جانب تصوير مشاهد مع عدد من الأطفال الذين لديهم أدوار رئيسة في الأحداث.
ومع وجود طاقم عمل محترف، وتعامل مميز بينها وبين الكاتبة سارة الصايغ والمخرجة ميثة العوضي، جرى التغلب على صعوبات أثناء الإنتاج والتنفيذ.

صقل الخبرات
قالت راوية: «خلال مسيرتي خضت تجربة الإنتاج في بعض أفلامي القصيرة، التي لا يتعدى تنفيذها 3 أيام، على عكس الأفلام الطويلة التي تتطلب شهوراً عدة لصناعتها، في مواقع تصوير كثيرة، الأمر الذي أسهم في صقل خبرتي، والإلمام بالعملية الإنتاجية في صناعة الأفلام الطويلة، من حيث اختيار الكادر الفني والممثلين ومواقع التصوير والأمور اللوجستية الأخرى».

إعلام وسينما
حصلت المخرجة والمنتجة راوية عبدالله على شهادة البكالوريوس في الاتصال والإعلام في جامعة الإمارات العربية المتحدة عام 2009، ونالت بعدها شهادة الماجستير في صناعة الأفلام في المعهد العالي للدراسات السينمائية بفرنسا عام 2019.