لكبيرة التونسي (أبوظبي)
انطلق المعرض التفاعلي «الرحلة.. تجربة السدو الحية» في «بيت الحرفيين» التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ويسلط الضوء على حرفة السدو التقليدية ومراحل صناعته حتى شهر أغسطس المقبل. وخلال جولة افتتاحية شرحت الحرفية عفراء المنصوري مراحل صناعة السدو، من جزِّ الصوف إلى الحياكة، وسياقها التاريخي والثقافي في الإمارات.
احتفاء بالموروث
الجولة تلخص مراحل صناعة السدو التي برعت في تشكيلها المرأة الإماراتية، حيث وفرت من بيئتها مواد زينتها وديكور بيتها ولوازمها الأساسية. وتبدأ الرحلة بفيديو يستعرض جزَّ الصوف إلى غسله وغزله وصبغه ومده على النول وإبداع أشكال هندسية غاية في الجمال تحتفي بحرفة حية لم تكن مجرد نوع من النسيج التقليدي، وإنما شكلت جزءاً من حياة أهل البادية، وتحتل مكانة خاصة في المجتمع الإماراتي.
إرث مستدام
قالت لطيفة الشامسي اختصاصي أول برامج مجتمعية في «بيت الحرفيين» إن الرحلة.. تجربة السدو الحية، تضمن التفاعل بين الماضي والحاضر، من أجل استدامة الموروث وضمان نقله للأجيال.
حرفيات
وأشارت الشامسي إلى أن المعرض يستعرض يومياً مراحل صناعة «السدو» ضمن ورش حية للاطلاع على مراحل صناعة السدو والتعرف على الأدوات والتقنيات المستخدمة وأهمية نسج السدو في الثقافة الإماراتية. وتؤكد أن المعرض يتيح الفرصة للتعرف على مهارة حرفيات أسهمن في إثراء التراث الثقافي، ويتيح مشاهدتهن يصنعن حرفهن اليدوية، ومجموعة من الأعمال الفنية المعاصرة التي قدمها حرفيون معاصرون وضعوا على كاهلهم حماية التراث الغني والمساهمة في نقله للأجيال.
5 مراحل
وأوضحت الشامسي أن صناعة السدو تتطلب 5 خطوات لتجهيز مواده الأولية حتى تصبح صالحة للنسج، حيث تعتبر عملية جزِّ الصوف أو قصّ الصوف أول مرحلة من مراحل حياكة السدو، ويتم قص صوف الغنم وشعر الماعز وجمع وبر الإبل ويتم تصنيفها حسب اللون والطول.
وتأتي المرحلة الثانية، بتنظيف الصوف لإزالة الأتربة والشوائب، ولاستكمال هذه العملية، يتم تنظيف الصوف بالماء والصابون، ثم نشره في الشمس حتى يجف ويسهل استخدامه.
وفي المرحلة الثالثة يتم تنشيف الصوف يدوياً ليزيد حجمه بالإضافة إلى تفكيك العقد، ثم يتم غزل الشعر أو الصوف باستخدام المغزل عن طريق لفه يدوياً والضغط عليه ليصبح على شكل حبال طويلة ورفيعة.
بعدها يوضع كل حبلين طويلين معاً على شكل خيط مبروم وطويل من الصوف، يتم تجميعه على شكل كرة من الخيوط.
أما في المرحلة الرابعة فتتم صباغة الصوف في أحواض كبيرة مليئة بالماء الساخن الممزوج بالألوان الزاهية الطبيعية المستخلصة من النباتات والتوابل المتوفرة في البيئة المحلية، مثل الحناء والكركم والصبار والنيلة، ويتميز السدو التقليدي بألوانه المختلفة التي تتنوع بين الأسود والأبيض والبني والرملي والأحمر وبعد عملية الصباغة، وكي تجف، يتم نشر الخيوط المصبوغة في أماكن جيدة التهوية، وتأتي المرحلة الخامسة المتمثلة في حياكة السدو، حيث تلف خيوط الصوف على النول، وهي آلة الحياكة المصنوعة من النخيل أو خشب العناب، ويتم استخدام عدة أنوال عند الحاجة إلى حياكة كميات كبيرة من السدو اللازمة لصناعة الخيام أو في الأعراس.
وجرت العادة أن يُغزل الصوف ويُحاك في مجموعات صغيرة، حيث تتبادل النسّاجات الأحاديث، ويلقين الشعر وما يعرف بفن التغرودة.
تراث معنوي
بالحديث عن أهمية السدو كأحد أبرز الحرف المتوارثة، تمكّنت دولة الإمارات عام 2011 من إدراجه في قائمة «اليونسكو» للتراث الثقافي المعنوي الذي يحتاج إلى صون عاجل.
نقوش
نقوش السدو كانت تعتمد قديماً على طقوس مستوحاة من الصحراء، وكان عدد الخيوط يختلف بحسب عرض القطعة والتصميم، ومع الإبقاء على الموروث التقليدي، تم ابتكار نقوش جديدة، وتصميم قطع سدو ضخمة تضمّ أشكالاً تجمع بين القديم والحديث وتزين جدران «بيت الحرفيين» وأركانه.