لكبيرة التونسي (أبوظبي)
يلعب الأجداد دوراً حيوياً في حياة الأحفاد، من ناحية بناء الشخصية وتطوير الهوية العائلية ونقل القيم الاجتماعية والتراث الثقافي، والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم الحياتية، فالتفاعل الوثيق مع الأجداد يثري حياة الأبناء والأحفاد ويسهم في بلورة شخصيتهم وبناء ثقتهم بأنفسهم ليكونوا مسؤولين وإيجابيين في مجتمعهم، وبذلك يُعد الاحترام والاهتمام بالأجداد، ليس فقط واجباً، بل هو استثمار في المستقبل يعزز الروابط العائلية ويرسخ القيم الإنسانية.
جسر تواصل
قالت وفاء محمد آل علي، مديرة دائرة تنمية الأسرة بالوكالة في مؤسسة التنمية الأسرية، إن إحياء دور الأجداد بات ضرورة، لما يحملونه من قيم وما يشكلونه من قدوة حسنة وحصانة للأبناء والأحفاد، مؤكدة أن الأجداد كنز ثمين من الذكريات والحكمة والإرث المجتمعي والثقافي، فدورهم لا يقتصر على وجودهم بيننا، بل يتجاوز ذلك ليمتد إلى بناء الهوية العائلية وحماية الأجيال، فهم يمثلون جسر التواصل بين الماضي والحاضر، وينقلون معهم قصصاً وتجارب ترسّخ الهوية وتغذي الروح العائلية، لتتضح أهميتهم في توطيد وتقوية الروابط بين الأجيال المختلفة.
وأضافت آل علي «يعتبر الأجداد الحامين الأوائل للتراث الثقافي والاجتماعي للأسرة، فهم ناقلون للقيم والتقاليد التي تؤسس العائلات، وتعكس تاريخها وهويتها، من خلال قصصهم وتجاربهم، نستلهم منهم الحكمة والإلهام، ويقدمون الدعم العاطفي والمعنوي للأبناء والأحفاد، مما يعزز الانسجام والتلاحم بين أفراد الأسرة».

انتماء عائلي
وأوضحت آل علي أن دور الأجداد في حياة الأبناء والأحفاد يمثل جزءاً مهماً من بناء الهوية الشخصية والعائلية، فهم يحملون القيم والمعتقدات والتقاليد التي تؤثر بشكل كبير على التطور الشخصي والثقافي للأحفاد، ويقدمون النصائح والحكمة من تجاربهم الحياتية، ويعتبرون مثالاً يحتذى به في ممارسة القيم الأسرية من الاحترام والتضامن والتعاون، فمن خلال قصص الأجداد وذكرياتهم، يمكن للأبناء والأحفاد تكوين تاريخ عائلتهم وثقافتها بشكل أعمق، مما يساعدهم على تعزيز الانتماء العائلي وبناء الهوية الشخصية المتميزة، وهو أمر يعزز الوعي الثقافي والانتماء للوطن، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأجداد أن يكونوا مصدر إلهام وتحفيز للأبناء والأحفاد، عبر قصص نجاحهم وتحدياتهم التي واجهوها في حياتهم، لتشجيع الشباب على تحقيق أهدافهم وتجاوز العقبات بثقة وإيمان، مما يساهم في بناء جيل قوي ومتماسك.
دور تربوي
أشارت وفاء آل علي، إلى أن دور الأجداد التربوي يشكل جزءاً لا يتجزأ من تطور الأجيال وترسيخ القيم والتقاليد العائلية، فهُم مصادر رئيسة للحكمة والمعرفة، لما يمتلكونه من خبرات حياتية وتجارب قيمة، ونقلها إلى الأبناء والأحفاد، مما يسهم في توجيه وتوعية الأجيال الجديدة، وينعكس على مجالات العمل والتعليم، والعلاقات الاجتماعية والأخلاقية، كما يعتبر التواصل المستمر مع الأجداد فرصة لتعلم أصول «السنع»، من الاحترام والتسامح والعطاء، بالإضافة إلى ذلك، يجتمع أفراد العائلة حولهم للاستماع إلى قصصهم الحياتية، مما يعزز الروابط العاطفية والشعور بالانتماء إلى العائلة والمجتمع.