خولة علي (دبي)
في عالم الرحالات والمغامرات، ومن بين القارات المختلفة بتضاريسها وطبيعتها وثقافة شعوبها وما تحكمها من قوانين وأنظمة، وجد بدر الأنصاري متعته في التجول بدراجته النارية، قاصداً التعرف على الكثير من المحطات المترامية من هذا العالم، من أوروبا إلى قارتي أميركا، ليمضي أكثر من 30 عاماً في ممارسة هذه الهواية، مقتدياً بوالده الذي كان لديه شغف رياضة الدراجات النارية، ومع بداية انتشارها في تسعينيات القرن الماضي، فعن طريقه تعلم أبجديتها وما تحمله من إثارة وتحدٍ في أول انطلاقة حقيقية له وهو ابن السابعة عشرة من عمره.
سفير لوطنه
أشار بدر الأنصاري، إلى أن ركوب الدراجات النارية فن له أصوله وقوانينه التي لابد أن يحترمها كل من يمارس هذه الهواية، حتى يمضي في طريقه بسلامة وأمان وطمأنينة، متجولاً بأريحية بين مدن العالم ومحطاتها وطرقها بسلاستها ووعورتها، وعلى الرّحال أن يتمسك بهويته وأخلاقه ليكون خير سفير لوطنه، قائلاً «كثيراً ما يتساءل المارة عن هويتي خلال رحلاتي، وسرعان ما أجد كل الاحترام والانبهار بمجرد علمهم بأني من دولة الامارات».
الاقتداء بوالده
وعن تعلقه بهذه الهواية يقول الانصاري «علاقتي بدأت مع هواة ركوب الدراجات النارية وأنا في السابعة عشرة من عمري، مقتدياً بوالدي الذي مارس هذه الهواية بكل شغف، وهذا ما وجدته في هذه الهواية فعدا عن الراحة النفسية خلال ركوب الدراجة النارية والتجول بها، فهي أيضاً مثيرة وممتعة ومبهجة في الوقت نفسه، وبحسب بعض الدراسات فقيادة الدراجة النارية تُعد نشاطاً بدنياً خفيفاً، وتحسّن أداء القلب بنسبة 11 بالمائة ومنسوب الادرينالين بنسبة 27 بالمائة، علاوة عن خفض الهرمونات المسؤولة عن التوتر والقلق النفسي، ورفع مستوى اليقظة والانتباه بنسبة جيدة.
صعوبات
ويرى الأنصاري أن أهم الصعوبات التي قد يواجهها أصحاب الدراجات النارية، تتمثل في بعض القوانين والرسوم المكلفة لشحن الدراجة للخارج وأيضاً الخطورة في بعض الدول التي ينفلت فيها النظام الأمني وتكثر فيها العصابات، الأمر الذي يستدعي توخي الحذر، وبما أن لديه الخبرة الكافية في مجال السفر والسياحة فهو على قدر من المعرفة والإلمام بمختلف المواقع الآمنة والهادئة والمستقرة التي تتمتع بمقومات سياحية عالية.
وقد خاض الانصاري 106 رحلات، بدأها في أوروبا بإسبانيا وسويسرا، ثم دول قارتي أميركا الشمالية والجنوبية، وكانت أصعب رحلة صادفته بمنطقة «كانايما» والتي تقع في كراكاس بفنزويلا، ويوجد بها شلالات آنجل الأطول في العالم، وتعد هذه المنطقة نائية ومحاطة بالغابات المطيرة والجبال، فرحلة الوصول إليها تتطلب الكثير من الوقت والجهد.
كوستاريكا وتشيلي
يسعى بدر الأنصاري إلى القيام بجولة لأوروبا على متن دراجته النارية، ومن ثم إلى ألاسكا، وكوستاريكا وتشيلي بأميركا اللاتينية، ويتمنى الحصول على داعم لجولاته ورحلاته، لافتاً إلى دور المغامر والرحال خلال تواجده في أي منطقة من العالم، في التعبير عن ثقافة بلده وهويته، ليكون صورة مشرفة لمجتمعه ووطنه في الخارج.