لكبيرة التونسي (أبوظبي)

قطع فنية بأبعاد ابتكارية، استعرضتها مجموعة من المبدعين، ضمن النسخة الثانية لبرنامج زمالة «مختبر المواد»، الذي أطلقه فريق «عام الاستدامة» في الدولة، ليشكل نموذجاً تعاونياً للإنتاج المستدام، حيث يشرك المبدعين في إعادة صياغة أساليب الإنتاج والتصميم، بدءاً من المفهوم إلى التصنيع، ويركز نهج البرنامج على ابتكار المواد وإعادة استخدام الموارد المتاحة في بيئتنا المحلية، كالتصميم المعماري وتصميم الأزياء وفن الأثاث والتصميم الداخلي المعاصر.

حفل ترحيبي
جاء الإعلان عن أسماء الدفعة الثانية من برنامج زمالة «مختبر المواد» في حفل ترحيبي تم تنظيمه في «ميزا» بميناء أبوظبي، وضم عرضاً خاصاً للمواد التي سيتم استخدامها احتفاءً ببداية انطلاق أبحاثهم، وقد استوحيت فكرة عام 2024 من رموز ثقافية ومجتمعية تحمل قيماً غالية من تراث دولة الإمارات العربية المتحدة وعادات وتقاليد الماضي الأصيل.

آفاق جديدة
قالت عائشة حاضر، مديرة الإنتاج والتصميم في عام الاستدامة «يوفر برنامج مختبر المواد فرصة مميزة للمبدعين للانغماس في بيئة تعليمية، والعمل جنباً إلى جنب مع أفراد يشاركونهم اهتماماتهم ويحملون شغفاً لتحقيق التغيير الهادف، ويقدم البرنامج الإرشاد والموارد الضروريين للمبدعين لاستكشاف آفاق جديدة، وإعادة تعريف ما يمكن تحقيقه عبر التصميم المستدام»، وأضافت «مع تمديد مبادرة عام الاستدامة إلى عام 2024 تحت شعار «قول وفعل» يستمر الالتزام تجاه تحفيز التغيير السلوكي لعادات صديقة للبيئة، وأهمية إشراك المبدعين في إعادة صياغة مستقبل الإنتاج والتصنيع المستدام في دولة الإمارات.

سفراء التغيير
وتابعت عائشة حاضر «في زمن يشهد نمواً غير مسبوق وإنتاج ذات وتيرة سريعة يرتفع فيه الاستهلاك والهدر، اتجهنا لاستكشاف مختلف المواد المستمدة من الموارد الطبيعية والمصادر غير التقليدية في الإمارات، ونسعى عبر ابتكار مواد مستدامة قابلة للتحلل الحيوي والصديقة للبيئة إلى تعزيز الاقتصاد الدائري عبر ريادة نهج جديد لتسخير إمكانات المواد المستهلكة والمهدرة، حيث إن الزملاء في برنامج «مختبر المواد» هم سفراء التغيير، فهم لا يغيرون المواد إلى منتجات جديدة فحسب، بل يغيرون أيضاً فكر وعادات الاستهلاك والهدر في المجتمع.

مصدر إلهام  
محمد رويزق مسؤول برنامج زمالة «مختبر المواد»، أكد أنه يتم تنظيم البرنامج على مرحلتين، حيث تركز المرحلة الأولى على البحوث التطبيقية، من خلال توظيف الابتكار والمهارات الإبداعية التي تساعدنا للوصول إلى منتجاتٍ ذات قيمة وظيفية تمثل الرابط بين مختلف الحرف اليدوية عبر الزمن، إضافة إلى كونها مصدر إلهام للمصممين الشباب والمصنعين والباحثين والمهتمين بالمواد المستدامة، بالإضافة إلى تطوير المادة والإلمام بها، أما المرحلة الثانية فتركز على الأبحاث. 

مواد متاحة
وأضاف رويزق، أننا استقطبنا شباباً يجمعهم شغف استعمال المواد المتاحة في البيئة المحلية، ضمن مشروع يهتم بالعلوم والفن والتصميم والديكور، ونحن نعمل على التفاصيل وهي أعمال مستوحاة من المكان، بحيث نستثمر ما هو موجود في الأرض كالنخلة واللؤلؤ والمرجان وخشب السفن القديمة والمواد المهملة والبلاستيك، لنطور هذه المواد ضمن شراكة مع العديد من الجهات لدعم الباحثين، وتخفيف التحديات سواء في جانب التكلفة أو في مجال تنمية المواد». 

فنون العمارة
بدورها، أوردت الزينة لوتاه، عضوة في البرنامج، ومعمارية ومصممة، أنها تمزج بين التراث والحداثة في عملها، وتركز على فنون العمارة باعتباره انعكاساً للثقافة والتراث، كجزء من زمالة برنامج مختبر المواد 2024، وهي تعمل في نشارة الخشب والرمل والصمغ (اللبان)، مؤكدة أنها تشارك بمادة أطلقت عليها «إرث» لتجمعها في مادة جديدة وقوية وجميلة أيضاً، لاستخدامها في عمليات البناء والديكور.

تراث بحري
أشارت زينب البلوكي، مصممة إماراتية، وحاصلة على شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة في التصميم الداخلي من جامعة زايد، إلى أنها شغوفة بالموروث الثقافي الإماراتي وتعمل بالأخص على التراث البحري، من خلال صناعة مواد من خشب التيك والمحامل والسفن القديمة، طوال فترة برنامج زمالة «مختبر المواد لعام 2024»، مؤكدة أن كل قطعة تروي قصة عن أهل البحر، كما مزجت بين التصاميم المعاصرة المستدامة والمستوحاة من التراث في عملها الخاص «سكوير 016»، وقد عُرضت أعمالها في العديد من المواقع المرموقة، بما في ذلك داون تاون ديزاين، ومهرجان سميثسونيان للفنون الشعبية.  

الدفعة الثانية
تم اختيار زملاء الدفعة الثانية لبرنامج «مختبر المواد» من مختلف إمارات الدولة، وهم: عبدالله العلي، الزينة لوتاه، باسل الطاهر، لينا غالب، مريم المهيري، منيرة الملا، نادين غزال، نور قيس، ريم جيغل وزينب البلوكي، وبقيادة محمد رويزق، والذي كان زميلاً سابقاً في برنامج عام 2023، وجاء الإعلان عن أسماء هذه الدفعة من البرنامج خلال حفل ترحيبي ضم عرضاً خاصاً للمواد التي سيتم استخدامها، واحتفاءً ببداية انطلاق أبحاثهم.
وأُطلق برنامج مختبر المواد في عام 2023 لإشراك المبدعين والمبتكرين والمصممين في دولة الإمارات، لإعادة صياغة أساليب الإنتاج والتصميم، مع التركيز على ابتكار المواد وإعادة استخدام الفائض والمهدر.

دورة تصنيع كاملة
يعتبر ابتكار المواد أساس برنامج زمالة «مختبر المواد لعام 2024»، والذي يستلهم فكرته من التراث الغني لدولة الإمارات، والمزج بين الحرف والابتكار والمهارة، ليصبح المبدعون روّاداً في تطوير منتجات تغرس قيم الاستدامة من خلال البحث والاستكشاف والتطوير باستخدام عناصر من مصادر محلية، حيث يتم تطوير أساليب رائدة في مجال ابتكار المواد، كما يركز البرنامج على دورة التصنيع الكاملة للمواد بدءاً من تحديد مصادر الموارد الخام وتركيبها، واختبارها وصلاحيتها، ووصولاً إلى فكرة التصميم والتصنيع وقابلية التوسع والتطبيق.