تامر عبد الحميد (أبوظبي)
«سباحة 62»، «غنوم الملياردير»، «بيزات»، «ثلاثة»، و«نسيم»، أبرز الأفلام الإماراتية التي أُنتجت عام 2023، وتم عرضها في صالات السينما المحلية، وحصدت مراكز متقدمة في شباك التذاكر، كما شاركت في مهرجانات خليجية وعربية وعالمية، ونال أغلبها جوائز عدة، ومع الانفراجة السينمائية التي تشهدها السينما الإماراتية، خصوصاً مع زيادة ارتفاع معدل الإنتاجات المحلية في صالات السينما، يستمر عدد من المنتجين والمخرجين في تنفيذ باقة متنوعة من الأفلام لتنافس في الموسم الصيفي السينمائي 2024، حرصاً على وجود الفيلم المحلي بدور العرض.

5 أفلام
«فتك»، «مالك صلاح»، «العيد عيدين»، و«مت قاعد»، 4 أفلام متنوعة بين الكوميدي والدرامي والتشويق، جاهزة للعرض في الموسم السينمائي لهذا العام، إلى جانب فيلم «دلما» الذي يُعرض حالياً في السينما المحلية، للكاتب والمخرج حميد السويدي، وهذا الفيلم كان عُرض في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في دورته الثالثة، كما حصل على جائزة لجنة التحكيم في «مهرجان العين السينمائي الدولي» في دورته السادسة، إلى جانب عرضه في افتتاح النسخة السادسة من المهرجان السنوي للسينما المستقلة «سينماس 2024» الذي أقيم في جزيرة السعديات بأبوظبي، وتدور أحداثه في جزيرة دلما، حيث ترث الإماراتية «دانا» عن والدها الراحل منزلاً متهالكاً، فتقوم بتجديد المكان وتأجيره للسياح، وهو القرار الذي وضعها على خلاف مع العديد من سكان الجزيرة الهادئة، والفيلم من بطولة هيرا محمود وراشد حسن وعثمان أبوبكر وهدى الغانم.

سباق سيارات
شهدت الأشهر الماضية إعلان بعض المنتجين والمخرجين والممثلين، عن خططهم لتنفيذ مجموعة من الأفلام الجديدة، لعرضها هذا العام، حيث أعلن الممثل أحمد صالح الذي اشتهر بسلسلة أفلام «ضحي»، عودته إلى السينما من جديد بعد فترة من الغياب، بفيلم «فتك»، الذي يمزج بين الدراما والتشويق، ويلعب فيه دور شاب اعتزل سباقات سيارات الشوارع في التسعينيات بعد تعرضه لحادث كبير، لكنه يضطر إلى العودة لهذه السباقات من جديد، بسبب مروره بضائقة مالية، ويشاركه في بطولته كل من سعيد السعدي، عمر حسن، محمد العلوي، ميثاء محمد، ومحمد عبدالعزيز، إخراج جون لوسين هوب.

حضور قوي
لفت أحمد صالح، إلى أن التنوع الذي تشهده صناعة الأفلام في الإمارات، يثري الحركة السينمائية بتنفيذ أعمال مختلفة المضامين والقصص، بين الاجتماعي والكوميدي والأكشن والرعب، وقال: توجه بعض المنتجين في السنوات الأخيرة، إلى الحضور القوي للفيلم الإماراتي، وتحقيقه المنافسة في شباك التذاكر بصالات العرض، بتنفيذ أعمال بمستوى فني وتقني عالٍ، أفرز مجموعة من الأفلام المتميزة التي نالت رضا المشاهدين، وحققت عامل الجذب للجمهور لدخول الفيلم الإماراتي إلى صالات السينما ويثبت قدرته على المنافسة.

نجاح لافت
أعلن المنتج فيصل بن أحمد عن عزمه إنتاج فيلم جديد بعنوان «مت قاعد»، وهو فيلم عائلي كوميدي، يروي قصة 4 متقاعدين، وكيف تكون حياتهم بعد التقاعد، في ظل صعوبة التأقلم مع الوضع الجديد في قالب مليء بالتناقضات، ليكتشفوا في نهاية المطاف أن لكل مرحلة عمرية جمالها، ولا بد للإنسان أن يستمتع بحياته دون يأس أو ملل، ويشارك في بطولة الفيلم عبدالله حيدر، أحمد عبدالرزاق، وعلي الدويان، إخراج حسين عبدالرحمن.
وأكد فيصل أنه يحرص على تقديم سينما إماراتية تعبر عن بيئتنا ومجتمعنا، وقال: نحن فخورن بما قدمناه في السنوات الخمس الماضية من أعمال لاقت نجاحاً لافتاً محلياً وخليجياً، ولكننا ما زلنا في بداية المشوار، ولا بد من أن يتكاتف الجميع للنهوض بالحركة السينمائية في دولة الإمارات، لافتاً إلى أنه رغم فترة أزمة «الجائحة» التي كان لها التأثير السلبي على دور العرض المحلية والخليجية، إلا أنه حاول قدر المستطاع التواجد على الساحة، وقدم عملين خلال تلك الفترة، هما «الإمبراطور» و«عياض في الرياض»، وكلاهما تم عرضه على المنصات الرقمية العالمية، وحصد نسب مشاهدة عالية، منوهاً بأن «فتك» و«مت قاعد» اللذين يتولى إنتاجهما، يمثلان تجربتين مختلفتين في صناعة السينما المحلية، آملاً من خلالهما أن يقدم للجمهور ما يرضي ذائقته، وأن يحققا مراكز متقدمة بدور العرض، لإثراء الحركة السينمائية في الإمارات.

«مالك صلاح»
من جهته، أعلن المخرج الإماراتي الشاب محمد العبّادي، أنه تم الانتهاء مؤخراً من تصوير أول أفلامه الروائية الطويلة، بعنوان «مالك صلاح»، الذي من المقرر عرضه قريباً في صالات السينما، وهو فيلم إماراتي خليجي مصري مشترك، سيناريو وحوار شريف عادل، وبطولة إبراهيم المريسي ويحيى إبراهيم وأحمد خشبة ومصطفى بسيط ونيرمين ماهر، وتدور قصته في إطار اجتماعي كوميدي، حول «مالك صلاح» الذي تنقلب حياته رأساً على عقب يوم زفافه، خصوصاً بعدما أصيب جده برصاصة طائشة، تم إطلاقها احتفالاً بزواجه، ليقرر تأجيل عرسه والسفر إلى مصر لعلاج جده.

حراك سينمائي 
يرى المخرج محمد العبّادي، أن المشهد السينمائي في الإمارات يشهد تطوراً من ناحية تنفيذ نوعيات مختلفة من الأفلام التي حققت المنافسة وجذبت الجمهور لصالات السينما، وقال: السينما الإماراتية حققت انتعاشة حقيقية في السنوات الأخيرة، أدت إلى حراك سينمائي مميز، على أساسه تم إنتاج العديد من الأفلام السينمائية الإماراتية التي وضعت بصمتها محلياً وعالمياً خلال عرضها في مهرجانات سينمائية مختلفة، حاصدة جوائز عدة، مشدداً على أهمية اكتشاف المواهب في مجالات مختلفة في صناعة الأفلام، من إخراج وكتابة وتمثيل، لإثراء الساحة بمزيد من الأعمال الفنية.

دروس قيمة
«العيد عيدين»، أحدث الأفلام التي أنتجتها «إيمج نيشن أبوظبي» ومن المقرر أن يُعرض في دور السينما المحلية ومنطقة الخليج 11 يوليو الجاري، وهو فيلم إماراتي سعودي، إخراج الإماراتية ميثة العوضي، وكتابة الإماراتية سارة الصايغ، وإنتاج الإماراتية راوية عبدالله، وتدور أحداثه في إطار كوميدي عائلي حول حياة عائلتين إماراتيتين سعوديتين، وأطفالهم المشاغبين، خلال عطلة في عالم «وارنر براذرز» و«فندق ذا دبليو بي» بأبوظبي في جزيرة ياس، وعندما تنقلب خطط العطلة رأساً على عقب، تنشأ مواقف مليئة بالضحك والصداقات غير المتوقعة، ما يعطي العائلة دروساً قيّمة حول معنى الانتماء العائلي.