لكبيرة التونسي (أبوظبي)
شغفها بالكتب والقراءة سيطر على اهتماماتها ومسارها المهني، درست وعملت في مجالها، لكن عشقها للحروف والمعاني والحكايات، أسهم في إثراء مخيلتها ودفعها إلى ابتكار أفكار وأعمال فنية مزجت بين الفن والقراءة، طورت واشتغلت على نفسها، لتبدأ الفنانة الإماراتية تهاني حمد، في حصد ثمار ما عملت من أجله لسنوات، حيث اختارت الانتصار للكتاب عبر رسم وتصميم فواصل الكتب ورسم شخصيات الروايات معتمدة على خيالها ورؤيتها.
عالم هاري بوتر
تقدم تهاني حمد، إبداعات فنية تتماشى مع ما تختزنه ذائقتها الأدبية والفكرية، تعكسه إبداعات تحفّز على القراءة وصحبة الكتاب، لتنسج عالمها الخاص وتشاركه مع جمهورها بالمعارض القرائية والفنية، ومنها معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024، حيث حرصت على تصميم أغلفة روايات الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ بطريقة فنية لافتة وغير مألوفة، من خلال تقديمها على شكل 7 منمنات صغيرة توثق لجانب من أعماله، كما تصمم مغناطيس وفواصل الكتب، وأشياء أخرى لها استخدامات عدة، منها العلامة المرجعية للكتب والأكسسوارات المكتبية، والتي حرصت خلال تصنيعها على إنتاج نموذج واحد من كل منتج، إلى جانب فواصل الكتب وصناديق لحفظ المذكرات مستوحاة من عالم هاري بوتر.
البدايات
بالعودة للبدايات، قالت تهاني، إنها كانت شغوفة بالقراءة والأعمال اليدوية منذ صغرها، والقراءة تركت في مخيلتها العديد من الصور والمعاني، مؤكدة أنها في البداية صاغت العديد من الأدوات وحاكت القصص كأشغال يدوية ومنمنمات دقيقة، ومع مرور الوقت حوّلت القصص والحكايات إلى لوحات بصرية، لتؤكد أن القراءة تثري الخيال وتحرّض على الإبداع، مشيرة إلى أن إبداعاتها ليست وليدة اليوم، وإنما مرت بعدة مراحل لتكون من المشاركات في المعارض ضمن كوكبة من الإبداعات المتباينة، بين الرسم والكوميكس والنحت بجميع أنواعه.
الخيال والواقع
أشارت تهاني، إلى أنها قرأت جميع أنواع الكتب، منها الكتب العلمية والخيالية، وهي شغوفة بالأعمال اليدوية الدقيقة، وتعمل على خامات مختلفة كالجلد، والذي صنعت منه فواصل الكتب، كما أبدعت ميداليات وتعليقات تحمل صور قطط من الزجاج الياباني، وصاغتها في صورة قصص إنسانية، إضافة إلى العديد من الميداليات التي تحمل عبارات تحث على تطوير الذات.
وتحرص تهاني على تقديم أعمال غير مكررة، وقالت «أستهدف القراء ممن يحبون اقتناء هذه الأدوات المتفردة التي تناسب ذوقهم، موضحة أن الكتب والقصص الخيالية تحرضني على الإبداع، من ناحية المزج بين الخيال والواقع، لأسافر بالمتلقي إلى عوالم أخرى، وأحاول دوماً إعداد قطع فنية يمكن الاحتفاظ بها والاعتزاز بها، كما أن الأعمال اليدوية تمنحني السعادة وتحلق بي في عوالم أخرى».
رسائل هادفة
الإبداع يرادف الحس المرهف، هذا ما أكدته تهاني حمد، موضحة، «أن كل رواية قرأتها وعشت أحداثها، أرسم شخصياتها التي أعجبتني، وأشارك هذا الشغف مع محبي القراءة، شرط أن تكون الرواية لا تناقض مبادئي وتحمل رسالة هادفة، كما أشجع كل شخص يمتلك قدرة فنية أو موهبة على إبرازها، لأن الموهبة متنفس وإبداع، ولن يكتشف أي شخص مدى إبداعه إلا بالتجريب، عندما أبدأ العمل لا ألتفت للوقت، أحب العمل بإتقان، أحب قراءة كتب الرعب وكتب تطوير الذات والبيئة، وأروّج لأعمالي بالمعارض وعبر وسائل التواصل الاجتماعي».