لكبيرة التونسي (أبوظبي)

يوم العيد من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية التي تُدخل البهجة إلى قلوب الناس، له طقوسه الجميلة التي تنشر ألوان الفرح والسعادة والبهجة بين الصغار والكبار، وتسهم في تقوية التلاحم الاجتماعي.
ويجسد عيد الأضحى روح التضحية والتكافل، ويعكس قيم العطاء، فيه تسود المودة والرحمة بين الأهل والأصدقاء، لتبقى هذه اللحظات الجميلة ذكريات لا تنسى في القلوب.
خيارات مفتوحة
ومن مظاهر العيد ارتداء الملابس الجديدة التي يتم تحضيرها قبل العيد، وكانت في السابق تتمثل في الأزياء الشعبية والأقمشة التراثية، كل حسب قدرته، بينما الآن باتت الفساتين والملابس العصرية تزاحم القديمة، لتبقى الخيارات مفتوحة أمام جميع الأذواق.
وقالت رفيعة محمد «قديماً كنا نستعد للعيد بفرحة كبيرة، حيث كانت والدتي تخيط لنا الملابس بمساعدة جارتنا التي كانت تتوفر على ماكينة الخياطة اليدوية، وفي يوم العيد كانت الساحات تعج بالألعاب وتتباهى الفتيات بملابسهن التراثية، ونقوش الحناء التي تخضب أياديهن، أما البيوت فكانت مشرّعة أمام أهل الفريج، لاستقبال المهنئين».
ذاكرة شعبية
وارتبط عيد الأضحى في أذهان كبار المواطنين بالبهجة والفرحة، فما زالت خديجة النقبي من خورفكان تتذكر طقوس هذه المناسبة التي ارتبطت في ذهنها بنقوش الحناء والملابس الجديدة والعيدية والمريحانة وشراء الأضحية وإدخال السرور على الجيران والأحباب، والتجمعات في البيت «العود»، مؤكدة أن يوم عيد الأضحى له نكهة خاصة، حيث يبدأ بعد الفجر بصلاة العيد ليستمر ثلاثة أيام تشهد ذبح الأضحية والتزاور بين الأهل وفرحة الصغار بالعيدية وتوزيع لحوم الأضحية على المحتاجين، لافتة إلى أن ملابس العيد ذات الأقمشة التراثية كانت تشكل جزءاً من الذاكرة الشعبية، وتعكس أناقة المرأة الإماراتية وذوقها الرفيع في إبداع تصاميم تواكب الموضة، منذ أن كانت تخيط بيديها إلى أن دخلت آلة الخياطة (الكرخانة)، حيث دخل التطريز وتقلص وقت الخياطة، ومن هذه الأقمشة «بو قليم، بوطيرة، بو بريج، المزراي، دمعة فريد، وصفوة»، وغيرها.
تعاون ومحبة
من جانبها قالت غزالة الضب أن ذاكرتها مازالت تحتفظ بأجمل الصور عن طقوس عيد الأضحى المشبعة بالقيم والمعاني، التي يحرص المجتمع الإماراتي على تطبيقها إلى اليوم، مؤكدة أن قيم العيد تتجاوز الذبيحة والبهجة إلى إسعاد الآخرين ومد يد العون إليهم، وإطعام الفقراء، كما أنه فرصة لإحياء صلة الرحم، وتعزيز قيم التعاون والمحبة، وحالياً في هذا اليوم نرتدي المخاوير أو الثوب أو الكندورة، بينما كنا في السابق نرتدي القطع المزراي، حيث كانت النساء تجتمع لتجهيز الملابس الجديدة وتحتفظ بها في صندوق خاص «المندوس»، أما الآن فاختلف الأمر، حيث أصبحت الخيارات كثيرة وتلبي جميع الأذواق. 
ذكريات الماضي
إذا كانت ذكريات العيد عند الجدات والأمهات، ارتبطت بتنظيف البيت قبل العيد، وخياطة الملابس الجديدة، وتخضيب اليدين بالحناء، فإن هذا الجيل من الأمهات، ونظراً للخيارات الكثيرة، أصبحت خزانة العيد غنية بالملابس التراثية والعصرية، حيث أشارت حنان جمال، إلى أنها تشتري أجمل الفساتين العصرية لابنتها نورة، في حين تفضل هي تفصيل فساتين تراثية لتعزز هذا الموروث، وترسخ الذكريات الجميلة في ذهنها، وتخضّب يديها بالحناء، لتستشعر أجواء العيد بطقوسه وعاداته وتقاليده المتوارثة عبر الزمن.