خولة علي (دبي)
برهن الأطباء المبتعثون من الشباب الإماراتيين، مدى تفوقهم العلمي من خلال العديد من الأبحاث والدراسات الطبية، التي قُدمت في أكبر المؤتمرات الطبية بالخارج، في مجالات تخصصية منوعة، أظهرت مدى براعتهم، هذا إلى جانب حرصهم على الاستزادة من بحر العلوم الذي لا ينضب، واستكمال مسيرتهم العلمية بما لا يدع مجالاً للشك على مدى ما يحمله الشباب من آمال وطموح في سبيل رفعة الوطن وتقدمه في المجالات كافة.
يُعد الطبيب عمر الشكيلي المتخصص في طب الأطفال، واحداً من بين مجموعة من الطلبة المبتعثين الذين أرادوا استكمال مسيرتهم الطبية، فرغم عمله كأخصائي أطفال في مستشفى مدينة الشيخ خليفة الطبية بأبوظبي، إلا أن رغبته في عمل أبحاث علمية لاكتشاف علاجات لبعض الأمراض الجلدية المزمنة لدى الأطفال، دفعته ليتخصص في جلدية الأطفال.
مواكبة التطور
يشير الشكيلي إلى أن الطب له عالمه الواسع، حيث يشهد تطوراً متسارعاً، مما يدفع العاملين في مختلف مجالاته إلى البحث والتعلم المستمر لمواكبة هذا التقدم، في ظل تطوير علاجات جديدة ومختلفة لمواجهة الأمراض المستعصية، لافتاً إلى أن متابعة دراسته في تخصص جلدية الأطفال، تعود إلى كونه من التخصصات التي تحتاجها الدولة، في مجال علاج الأمراض الجلدية والجينية والمستعصية.
قراءة دقيقة
قدم الشكيلي أكبر بحث علمي في مؤتمر طبي بفرنسا، من حيث عدد عينات الأطفال المشمولين في البحث الطبي، ومن جانب القراءة الدقيقة للنتائج التي توصل إليها من خلال هذا البحث، وعن تفاصيله، قال «تم البحث في فرنسا عن طريق جمع معلومات طبية للعديد من الأطفال في فرنسا، خاصة الذين تلقوا اللقاحات الدورية، كذلك تطعيم كورونا المستحدث، وتم إحصاء كافة الأعراض الجانبية الجلدية التي حصلت لهم من حساسية، التهابات، انتفاخ في الجلد، وكذلك احتقان الجلد وظهور شعر زائد للأطفال والخُدّج بعد التطعيم»، ويؤكد الشكيلي أن النتائج المستخلصة من هذا البحث تُعد إنجازاً علمياً للباحثين وللأطباء المتخصصين في جلدية الأطفال، حيث تبين الأسباب الي تجعل جسم الطفل يتفاعل مع التطعيمات، وكشف نوع التطعيم المسبب لهذه الأعراض.
إضافة حقيقية
ويشير الشكيلي إلى أن هذا المؤتمر الذي استضافته فرنسا، يعتبر من أكبر المؤتمرات الجلدية في العالم، فقد شارك فيه قرابة 6000 طبيب وباحث متخصص في الأمراض الجلدية، من فرنسا، وكندا ودول أفريقية وعربية، ليمثل إضافة حقيقية لكل الأطراف المشاركة فيه، لتبادل الخبرات والأبحاث العلمية وكشف مسببات الأمراض وعلاجها.
وقد شارك الشكيلي بعدد من البحوث العلمية في داخل الدولة، لكن المشاركة في هذا الحدث العالمي وإسهاماته البحثية فيه له مذاقه الخاص، وهو في طور تقديم أبحاث أخرى مستقبلاً في فرنسا سيتم عرضها السنة القادمة.
واجب وطني
أكد عمر الشكيلي أهمية دور المبتعث ومسؤوليته في الاجتهاد ورفع مستواه العلمي والبحثي، والاستفادة من المؤتمرات الدولية، لاستكشاف المزيد من البحوث العلمية لما لها من أهمية للإنسانية ككل، إضافة إلى فخر تمثيل الدولة في مختلف المحافل الدولية العلمية والبحثية والارتقاء بالطب في الإمارات بما يقتضيه الواجب الوطني.