خولة علي (دبي) 
تواصل المغامرة منال آل علي رحلتها في استكشاف محطات أكثر تحدياً، عبر اعتلاء القمم الجبلية الشاهقة، التي أصبحت وجهة للكثير من محبي المغامرات حول العالم، رغبة في التعرف على ما تتمتع به الطبيعة من مناظر خلابة ساحرة والوقوف على تفاصيل حياة وثقافة وتقاليد السكان المحليين.
ومن باب البحث عن التغيير والتجديد وتخفيف ضغوطات العمل، وجدت آل علي في هدوء الجبال وسكون الطبيعة ملاذها وفرصة للانغماس مع مفرداتها وعناصرها، وتطوير قدراتها البدنية وتعزيز الشعور بالتواصل مع العالم من حولها، ما دفعها لخوض تجربة جديدة في استهداف قمة Kyanjin Ri، على ارتفاع 4773 متراً ضمن أقليم «لاج تانغ» في الهملايا بالنيبال، برفقة فريق من المغامرين من دول الخليج. 

أولى المغامرات
انطلقت منال آل علي في مغامرات جديدة أكثر تحدياً خارج حدود الدولة، بعدما أصبحت منظمة للرحلات مع فريق من المغامرين، وكانت أولى مغامراتها الخارجية، وسط طبيعة سلطنة عمان الجبلية، والتي تشتهر بتنوعها البيولوجي وتضاريسها الجغرافية الوعرة ومرتفعاتها الشاهقة، حيث اكتسبت الكثير من الخبرات والتقنيات في تسلق الجبال، واقتحام بيئة صلدة بكل قوة وصبر وصمود. 

جبال الهملايا
ومع مرور الوقت، سنحت لها فرصة تجربة تحدي صعود جبال الهملايا، بغية صقل مهارتها والتعامل مع طبيعة جبلية شديدة البرودة، والتعرف على ثقافة السكان من القرويين وطقوسهم اليومية، وعن ذلك تقول آل علي: «وجدت في جبال الهملايا البيئة المناسبة لتحقيق أهدافي، فقصدت مخيمات أنابورنا وإيفريست في النيبال، استعداداً لتسلق قمة Kyanjin Ri». 
وترى آل علي أن تجربتها في رحلة النيبال مختلفة تماماً عن الرحلات التي قامت بها سابقاً، فهذه المغامرة بالنسبة لها أكثر صعوبة ومخاطرة، باعتبارها تتطلع إلى تسلق إحدى أعلى قمم العالم.

آثار «لاج تانغ»
وتضيف آل علي أنها قامت بزيارة آثار قرية «لاج تانغ» في النيبال، التي اختفت تماماً تحت الأنقاض بسبب تعرضها لزلزال عام 2015، الذي تسبب في مقتل نحو 300 شخص، كما وصل عدد المفقودين في النيبال بشكل عام إلى 9000 شخص، وتتابع قائلة: «عند وصولنا لموقع القرية شاهدنا آثار هذا الزلزال المدمر، وجهود القرويين في بناء قرية جديدة وتطويرها وتجهيزها لزيارة السياح والمغامرين». 

تكاتف وتضامن 
وترى آل علي أن تكاتف أعضاء الفريق من المغامرين، واهتمامهم ببعضهم بعضاً، خلال صعود جبال الهملايا الشاهقة في ظل ظروف بيئية صعبة وشاقة، أحد أهم أسباب نجاح الرحلة، فنحن واجهنا رياحاً قوية وباردة، وحرارة تصل إلى 15 درجة تحت الصفر مساءً، لذا كان لابد من التحلي بالتعاون واللياقة البدنية والتزود بالطاقة الإيجابية، مع تجنب أمراض الارتفاعات التي تتمثل في فقدان الشهية والصداع والدوران. 

سكان الجبال
وقالت آل علي: إن الطيبة ودماثة الأخلاق تتجلى بكل وضوح على وجوه القرويين في جبال الهملايا، فالوجوه دائماً بشوشة والابتسامة لا تفارق محياهم، كما يتصف سكان هذه المنطقة باللطف والمعاملة الحسنة إلى أبعد الحدود، ولاحظت أن الجميع كباراً وصغاراً يعملون بلا هوادة بغية توفير قوتهم اليومي، فالقرية أشبه بخلية نحل لا تهدأ طول الوقت، رغم شدة البرودة وصعوبة التنقل بين المرتفعات».

وجهات جديدة
مستقبلاً.. تسعى منال آل علي، إلى التعرف على المزيد من ثقافات العالم عبر مغامراتها في تسلق القمم الجبلية، والوصول إلى قمم أخرى، والمشي في مسارات شهيرة وصعبة واستكشاف وجهات جديدة، داعية المغامرين إلى رفع سقف طموحاتهم وأهدافهم لتحقيق المزيد من النجاحات.